وزير مالية الكويت: هبوط أسعار النفط لن يؤثر على مشروعات الحكومة

رويترز

تم النشر 25 اكتوبر, 2014 18:52

وزير مالية الكويت: هبوط أسعار النفط لن يؤثر على مشروعات الحكومة

من أحمد حجاجي

الكويت (رويترز) - قال وزير مالية الكويت أنس الصالح يوم السبت إن هبوط أسعار النفط لن يؤثر على المشاريع التي تضطلع بها الحكومة حاليا.

وذكر الصالح في مؤتمر صحفي يوم السبت عقب الاجتماع المشترك لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في دول مجلس التعاون الخليجي مع كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي أن الكويت لن تتخذ إجراءات فورية فيما يتعلق بميزانيتها ردا على هبوط أسعار النفط وإنما تحتاج إلى إصلاح اقتصادي على المدى البعيد.

وقال الوزير في رده على سؤال صحفي بخصوص تأثير هبوط أسعار النفط على الاقتصاد الكويتي "من المؤكد أن تراجع سعر النفط لفترة قصيرة قرابة 25 بالمئة له تأثير مباشر (على الاقتصاد الكويتي)."

وأضاف أنه لا توجد إجراءات مباشرة ردا على هذا الهبوط قائلا "هناك ميزانية معدة لن يتأثر الإنفاق المعد فيها للمشاريع. لا أعتقد أن هناك إجراءات الآن يجب أن نأخذها لهذا النزول."

وتابع قائلا "إنما هناك إصلاحات اقتصادية شرعت فيها الحكومة وأكدت على ضرورتها على المدى الطويل.. إنها مهمة للحفاظ على ديمومة هذه القدرة (الاقتصادية)."

وفي الشهر الماضي قال رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح إن بلاده تعتزم إنفاق 100 مليار دولار خلال الخمس سنوات المقبلة على مشروعات البنية التحتية والمشروعات التنموية.

واعتبر وزير المالية يوم السبت أن "من الصعب جدا" تحديد رقم لتأثير أسعار النفط على ميزانية الكويت الحالية.

وأوضح أن الأمر لا يحتاج إلى تحليل عميق لاستنتاج أن هبوط أسعار النفط خلال الشهرين الماضيين سيكون له تأثير "مباشر وكبير" على الفائض الذي كان متوقعا أن تحققه ميزانية الكويت في السنة المالية الحالية لاسيما "أن 90 في المئة من إيراداتنا نفطية."

وهوت أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات دون 83 دولارا للبرميل هذا الشهر من 115 دولارا في يونيو حزيران وهو ما شكل خطرا على الموازنات العامة الضخمة لدول مجلس التعاون الخليجي الست التي تضم أيضا السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر وسلطنة عمان والبحرين.

احصل على التطبيق
انضم إلى ملايين المستخدمين الذين يحصلون على أحدث أنباء الأسواق بأقصى سرعة على Investing.com
حمل الآن

وبلغ سعر خام برنت في العقود الآجلة تسليم ديسمبر كانون الأول 86.13 دولار للبرميل عند التسوية يوم الجمعة منخفضا 70 سنتا.

وقدر صندوق النقد الدولي أن متوسط سعر النفط الذي تحتاج إليه السعودية للوصول إلى نقطة التعادل في موازنتها لعام 2015 هو 90.70 دولار للبرميل. وتحتاج الإمارات العربية المتحدة إلى متوسط يبلغ 73.30 دولار بينما تحتاج الكويت 53.30 دولار وقطر 77.60 دولار.

أما سلطنة عمان والبحرين فتحتاجان إلى أسعار أعلى بكثير لتحقيق التعادل بين الإيرادات والمصروفات في الموازنة.

وذكرت مديرة الصندوق أن استمرار انخفاض سعر النفط 25 بالمئة يقلص في الواقع من إيرادات معظم دول مجلس التعاون الخليجي بما يعادل نحو ثماني نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي وقد يدفع بعضها إلى تسجيل عجز في الموازنة.

وقالت لاجارد في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع المشترك "هذا هو السبب في أهمية معالجة الوضع المالي الآن رغم ما تتمتع به دول مجلس التعاون الخليجي من إمكانات واضحة تكفي لمواجهة تداعيات مثل هذا الوضع على صعيد الموازنة والمالية العامة.‭‭"‬‬

وفي وقت سابق يوم السبت قال الصالح خلال افتتاح الاجتماع المشترك إن الهبوط المتسارع في أسعار النفط بات يهدد النمو الاقتصادي في دول الخليج ويتطلب التعامل معه تغيير الأولويات.

وقال الوزير في كلمة الافتتاح إن التوقعات تشير إلى استمرار الاتجاهات الإيجابية لمعدلات النمو الاقتصادي في دول المجلس بوجه عام حيث من المتوقع أن يبلغ متوسط معدل النمو لهذه الدول نحو 4.5 بالمئة في عامي 2014 و2015.

لكنه أضاف "مع ذلك يكتنف هذه التوقعات بعض المخاطر والمحاذير لاسيما في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتسارعة وخصوصا فيما يتعلق بتطورات أسعار النفط الخام التي بدأت تلقي بظلالها على أوضاع المالية العامة في دول المجلس بشكل عام وعلى برامج الإصلاح الاقتصادي والإنفاق العام الاستثماري بصفة خاصة."

وأكد الصالح ضرورة أن تمضي دول الخليج في عملية الإصلاح الاقتصادي الشامل بما في ذلك الإصلاح المالي لمعالجة اختلالات المالية العامة وأن يتجسد ذلك من خلال تعزيز جهود التنويع الاقتصادي ومن ثم تنويع مصادر الدخل وتقليص الاعتماد على الإيرادات النفطية.

وقال "إن تجسيد هذه التطلعات والتي أصبحت ضرورة حتمية على أرض الواقع إنما يتطلب ترتيب أولويات السياسة المالية والاقتصادية كما يستلزم الشروع في تبني منظومة متكاملة من النظم والإجراءات التي تستهدف تحسين البيئة الاقتصادية العامة وأجواء الاستثمار وبيئة الأعمال."

وكان محافظ بنك الكويت المركزي محمد الهاشل قال يوم الجمعة إن التطورات العالمية والإقليمية التي تحيط بدول مجلس التعاون الخليجي لا سيما هبوط أسعار النفط تمثل تحديا لجهود هذه الدول في مجال الإصلاح الاقتصادي.

وقال المحافظ في كلمة أثناء افتتاح اجتماع محافظي البنوك المركزية الخليجية يوم الجمعة "في ظل هذا الزخم من التطورات والتحديات المتعاظمة تبرز بعض المخاطر الأخرى ذات الطبيعة والأهمية الخاصة لا سيما بالنسبة لدول المجلس وأعني هنا تحديدا ما يتعلق بالتحديات والمخاطر التي تفرضها التطورات الأخيرة في أسعار النفط في أسواق النفط العالمية."