دفع الصعود الحالي في السوق، المؤشرات الأمريكية الموحدة، من أمثال: إس آند بي 500، ناسداك المركب إلى مستويات قياسية في الارتفاع هذا الأسبوع، ولكن هذا الصعود لم يكن ذا شأن بالنسبة (NASDAQ:لفيس بوك). أغلقت أسهم أكبر شركة تواصل اجتماعي في العالم الليلة الماضية عند سعر 176.26 دولار، منخفضة بذلك حوالي 20% بعدما وصلت إلى مرتفعات 52 أسبوع لسعر 218.62 دولار في يوليو الماضي.
حذرت فيس بوك في تقرير أرباح الربع الثاني لها أن عائد النمو سيستمر في التباطؤ خلال النصف الثاني من العام الجاري، وعندها بدأ الانخفاض التاريخي، وفقدت فيس بوك 119 مليار دولار من قيمتها. ومنذ 25 يوليو، أسهم عملاق التواصل الاجتماعي لم يبدو عليها أي إشارة حياة.
تعافت أسهم فيس بوك تعافيًا قويًا من التصحيحات السابقة لها، وأثبتت أنها فرصة عظيمة للشراء عند الانخفاض، ولكن هذه المرة مختلفة. استمرت الأسهم في التراجع، حتى عندما ساهمت الشركات العملاقة الأخرى في أكبر سوق ثيران.
انخفضت أسهم فيس بوك 2% منذ بداية العام وحتى اليوم، وكان التداول عند أدنى مستوياته في أبريل. ولا يبدو، على الجانب الآخر، أن الزخم المرتفع (NASDAQ:آبل) (NASDAQ:وأمازون)على وشك الانتهاء قريبًا، فأسهم تلك الشركات ارتفعت بنسبة 27%، 63% على التوالي، على مدار العام الجاري.
هل ما زال انخفاض فيس بوك فرصة شراء؟
لو كنت جديد في السوق، وتفكر في شراء أسهم فيس بوك في الانخفاض الحالي، فالسؤال الأكبر الذي يواجهك هو: أي استراتيجية ستكون مناسبة للعمل هذه المرة؟ ويعد هذا سؤالًا هامًا، ومن الصعب على أكبر محللي السوق إعطاء إجابة له. ما زالت الشركة تتعافى من أكبر الخسائر التي مرت بها منذ طرحها للاكتتاب العام في 2012.
ومن وجهة نظرنا، ما يزال فيس بوك قادرًا على النزول لساحة الأسواق على الرغم من التراجعات التي واجهت الشركة هذا العام، الأحداث التي تتراوح ما بين التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عن طريق استخدام فيس بوك وغيرها، وفضيحة انتهاك شركة كامبريدج أناليتكا لبيانات المستخدمين، والتي دفعت نحو وضع فيس بوك سياسات وممارسات البيانات والخصوصية للشركة تحت المجهر.
يصعب الحفاظ على التركيز وسط الضجيج اليومي الذي يحيط بالصورة الأكبر للشركة. رغم كافة الأنباء السلبية، والتدقيق الحكومي، تظل فيس بوك أقوى منصة إعلامية للمعلنين. وأظهرت البيانات التي جمعها Apptopia، أن المستخدمين يقضون 32% من وقتهم على التطبيقات التي تمتلكها شركة فيس بوك، من بين 100 تطبيق آخر.
يقضي المستخدمون 300 مليار ساعة على التطبيقات التي تملكها فيس بوك في الشهور الثلاثة، من مايو إلى يوليو. ويعد هذا ضعف الوقت الذي يقضيه الأفراد على تطبيقات جوجل.
الأسهم تحافظ على مركزها
صدمت الشركة المستثمرين بنتائج الربع الثاني المخيبة للآمال، وما زالت فيس بوك محافظة على مركزها. ويوضح هذا أن أغلب البيانات السلبية امتصتها الأسهم. وبعدم حدوث أي مفاجآت سلبية أخرى، يفترض أن تستأنف الأسهم زخمها الصاعد.
ولا شك في أن المخاطر التي واجهتها الشركة هذا العام أثرت على التوقعات المستقبلية لكلًا من النمو والهوامش، ولكن فيس بوك ما زالت تنتج أموال. في الواقع، تولد فيس بوك الكثير من الأموال، بناءًا على تقديرات التحليل الحالية، فسينمو عائد فيس بوم بنسبة 37%، والأرباح بنسبة 34%، للعام المالي 2018.
بالنسبة للشركة، سيكون التحدي الأكبر هو إقناع المستثمرين أنه بينما انتهت أيام النمو السهل لفيس بوك، إلا أن الشركة ما زالت قادرة على الحصول على الإعلانات عن طريق ممتلكاتها. في الواقع، يوجد مليار مستخدم على: واتس آب، ماسنجر، وانستجرام. وعدد مستخدمو فيس بوك يصل إلى 2.5 مليار مستخدم شهريًا.
نعتقد أن هذا يمنح مناعة لمارك زوكربيرج، والذي يمكنه عن طريقها أن يغير المسار، ويتجاوز التوقعات. كما نعتقد أيضًا أن هناك الكثير يمكن توقعه من الشركة التي بلغ متوسط نموها ومبيعاتها 50% على مدار الأرباع العشرة الماضية، كما أن لديها سجل مذهل من التحليلات لكل ربع.
خلاصة القول
يصعب على فيس بوك أن تضارب على الصعود الآن. فهناك تباطؤ في نمو الشركة، وليس هناك فسحة كبيرة من الأمل بشأن الصعود في المدى القريب. ولكن لو كنت تراهن على الأسهم للمدى الطويل، لنقل 5 أو 10 سنوات، هناك أسباب قليلة تدفعك نحو مراكز الدببة. في اللحظة الحالية أساسيات فيس بوك تزداد سوءًا، ولكن جوهر عمل الشركة يستمر في كونه واعدًا جدًا.