المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 10/5/2019
تمكنت شركة (NYSE:أوبر) من جمع 8.1 مليار دولار، في أكبر اكتتاب عام لعام 2019. وسينشغل كلا من: الموظفين، ومستثمري وادي السيليكون، وسوفت بنك، وهؤلاء أكبر حملة الأسهم، بحصد الأرباح على استثماراتهم.
السؤال هنا: هل تشتري أسهم أوبر لدى ظهورها الأول اليوم؟ إذا كنا من محبي خدمات النقل الخالية من المتاعب التي تقدمها أوبر بفضل تكنولوجيتها، إلا أننا لا نزكي شراء الأسهم، على الأقل ليس في الشهور الستة الأولى للتداول العام.
ولا نعطي تلك التزكية في إطار محاولة للتقليل من شأن قوة أعمال أوبر، التي تمكنت من تغيير وجه قطاع النقل. وتعد شركة أوبر ذات العشرة أعوام هي أكبر شركات النقل التشاركي في العالم، إذ تتحكم في 65% من حصة السوق في: الولايات المتحدة، وكندا، وأمريكا اللاتينية، وأوروبا، وأستراليا، ونيوزيلاندا، وذلك وفق الإيداع الذي قدمته الشركة لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
وبالرغم من تلك الهيمنة على السوق، إلا أن الغموض لا يزال يكتنف الفترة الزمنية التي تحتاجها أوبر للتحول إلى مشروع ضخم مولد للربح. أظهرت الأرقام المالية التي شاركتها الشركة مع المستثمرين قبل الاكتتاب العام أن النمو في خدمات النقل التشارك يشهد شيئًا من التباطؤ.
خسائر متراكمة، ونمو متباطئ
تمكنت الشركة من تسجيل نسبة نمو 95% للعام 2017، وهبط عائد هذا القطاع هبوطًا هادًا بنسبة 33% العام الماضي. وخسرت الشركة 3.04 مليار دولار على أسس التشغيل لعام 2018، في حين حققت عائد 11.3 مليار دولار، لتصل خسائر التشغيل على مدار السنوات الثلاث الماضية إلى أكثر من 10 مليار دولار.
تعتبر تلك الأرقام سيئة، ولهذا أعرب المدير التنفيذي للشركة، دارا خسروتشي، عن رغبته في ألا يركز المستثمرون على تلك الأرقام. وعوضًا عن تلك الأرقام، يريدهم أن ينظروا إلى قيمة الشركة، وقوة تطور "منصتها" ويقول إن الشركة ستصبح يومًا ما أكبر نظام للنقل الحديث، ولخدمات النقل التشاركي، وستدخل في قطاع أعمال توصيل الطعام، عن طريق Uber Eats، والسكوتر الكهربي، وتسليم الشحنات، والمركبات التي لا تحتاج إلى قائد، والسيارات الطائرة.
وفي المقال المرفق بالإيداع المقدم للهيئة: "سيأتي نجاحنا المستمر من الأداء المبهر والقوي لمنصتنا، التي عملنا بجد على بنائها."
وتبدو تلك الطموحات مثيرة للاهتمام، وربما تكافئ أوبر مستثمريها على المدى الطويل، ولكن السهم يبدو مرتفع السعر لنا، لأن تسعير الاكتتاب العام جاء في نطاق ما بين 44 دولار إلى 50 دولار للسهم. مما يعني أن السهم سيتم تداوله بعلاوة مرتفعة 6 مرات عن مبيعات الشركة لعام 2019. ولا نجد أن هذا مغريًَّا للمستثمر في الأسواق الثانوية، خاصة بوجود مخاطرة التصفية الفورية.
ويخبرنا أداء ليفت، المنافس الأكبر لأوبر، ما ينتظر الأخير في المستقبل. فارتفعت أسهم ليفت عندها ظهورها لأول مرة في 29 مارس، ومنذ ذلك الحين خسرت 25% من قيمتها.
لو كنت ترغب عن عمد تجاهل المخاطر التي تحيط بنموذج العمل هذا، وتشتري الأسهم من السوق الثانوي بعد الاكتتاب العام، فهذا التصرف نادرًا ما كان مولدًا للربح. فيقول رئيس توزيع الأصول في UBS، جاسون دراهو، في مذكرة له الشهر الماضي: "ربما يكون الاستثمار في الاكتتاب العام أمرًا جذابًا لو استطعت الحصول على حصة، ولكن تقل أهميته لو كنت ستشتري من السوق الثانوية."
وتعرضت نسبة 60% من الشركات التي طرحت أسهمها للاكتتاب العام ما بين 1975 و2011، وعددها 7,000، إلى تسجيل عوائد سلبية في السنوات الخمس الأولى، في أعقاب اليوم الأول لتداولها، ولم تتمكن سوى شركات محدودة من تحقيق عائد إيجابي، كتب دارهو هذا مستخدمًا بيانات الأستاذ جاي ريتير من جامعة فلوريدا.
خلاصة القول
يوفر الاكتتاب العام لشركة أوبر فرصة جيدة لامتلاك جزء من الشركة، في خضم التطور الذي تدخله على صناعة النقل، ولكننا لا نعتقد أن شراء الأسهم يجب أن يكون في بداية التداول. فالأفضل أن تنتظر ستة أشهر على الأقل لترى الأداء، وتكشف الشركة عن الأرباح الربعية لها. وستتحسن الفرص المتاحة عندما يهدأ الزخم حولها.