المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 1/7/2019
تمكنت أسواق الأسهم من إثارة إعجاب المستثمرين بفضل الأداء المذهل لشهر يونيو. فوصلت أرباح مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى أعلى المستويات منذ عام 1995. وتحسنت النتائج الشهرية لداو جونز، فارتفع إلى 7.2%، الأفضل منذ عام 1938. أمّا ناسداك ، فكان الأفضل في شهر يونيو، منذ 2000، مرتفعًا نسبة 6.9%.
في الواقع، ارتفعت أسواق الأسهم هذا العام، فمنذ بداية العام وحتى التاريخ سجل: إس آند بي 500 ربحًا +17.4%/ بعد تسجيل ربح في الربع الثاني يبلغ 3.8%، وداو سجل 14.1%، وناسداك مرتفع 20.66%. وكما تشير العقود الآجلة الأمريكية، فسوف ترتفع الأسهم يوم الاثنين، ويصل داو وإس آند بي 500 لارتفاعات 52 أسبوع.
تقلبات أعلى، حركات عنيفة أكثر
يتوافر في السوق ما يجذب المستثمرين. عدا عن أمر واحد يثير القلق، وهو التحركات الغاضبة للسوق، والانسحابات المذعورة التي اندلعت اندلاعًا متكررًا على مدار الشهور الـ 18 الماضية. وأدت تلك التحركات إلى انخفاضات وصلت نسبتها إلى 20% أو نحوها في الربع الرابع من 2018، ووصلت نسبتها في مايو الماضي إلى 7% تقريبًا.
وفي الفترة المحصورة بين الانتخابات الأمريكية عام 2016، ونهاية 2017، شهدت الأسهم الأمريكية الرئيسية كافة انخفاضًا شهر واحد فقط. بيد أنه، ومنذ بداية يناير 2018، انخفض إس آند بي 500، وناسداك لستة أشهر، وداو لخمسة.
نتيجة لذلك وصل الربح لإس آند بي 500 من بداية العام وحتى نهاية يونيو نسبة أقل من تلك التي وقف عندها المؤشر القياسي بنهاية أبريل. ومن المحتمل أيضًا أن يكون المؤشر بصدد مزيد من التقلبات في المستقبل، ولكن لن تحدث يوم الاثنين.
الآن، تتحكم قوى بالأسواق المالية، لتحركها لأعلى ولأسفل، ومن ضمن تلك القوى:
- التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
- الاضطرابات الأخيرة في الشرق الأوسط، التي دفعت الولايات المتحدة على أعتاب شن هجمات على منشآت عسكرية إيرانية.
- المخاوف حول كوريات الشمالية، وقدرات أسلحتها النووية.
- برامج التداول المحوسبة التي تستخدم الخوارزميات في توليد أوامر البيع والشراء.
وتستمر المشكلات الثلاث الأولى في بداية شهر يوليو، لتحفز رالي الأسهم يوم الاثنين.
- اتفقت الولايات المتحدة والصين على استئناف المفاوضات. وستظل التعريفات عند مستوياتها الحالية، ويمكن للشركات التكنولوجية الأمريكية بيع منتجاتها إلى هواوي، عملاق الاتصالات الصيني.
- لم تهاجم الولايات المتحدة إيران، لأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يرغب في إخراج القوى العسكرية من الشرق الأوسط.
- وتلاشت المخاوف حول كوريا الشمالية يوم الأحد، عندما التقى ترامب مع كيم جونغ أون لمدة 45 دقيقة، في المنطقة منزوعة السلاح الفاصلة بين الكوريتين. واتفقا على إعادة بدأ المحادثات الهادفة لتقليص الترسانة النووية الورية الشمالية.
نتائج غير متوقعة، لأزمات متجذرة
يبدو السطح هادئًا الآن، ويمكن زعزعة هذا الأسبوع بالنتائج غير المتوقعة المشيرة إلى أزمات أكثر تجذرًا:
- حققت الأسهم غالبية الأرباح خلال الربع الأول بينما ارتدت الأسهم من انزلاق الخريف الضخم. وفي الربع الثاني كانت الأرباح أكثر اعتدالًا.
- استمرت أسهم الخدمات في تحقيق الأرباح. فربح مؤشر داو جونز للخدمات 13.7% خلال الربع الثاني، بسبب هبوط معدلات الفائدة، مما جعل توزيعات الأرباح لتلك الأسهم أكثر جاذبية. وعندما ارتفع إس آند بي 500 في مايو، نسبة 6.6%، هبط مؤشر داو للخدمات نسبة 0.7%، ووصل لارتفاعات جديدة بين 24 مايو، وحتى يوم الأربعاء.
- وصل ماكدونالز لارتفاعات جديد. تمكن سهم شركة (NYSE:ماكدونالدز) من جني 17% في الربع الأول. وجاءت آخر التحركات يوم الجمعة، عندما وصل إلى سعر 208 دولار تقريبًا، قاب قوسين من ارتفاع 52 أسبوع.
- ربما تنهي شركة (NASDAQ:آبل) العام مرتفعة 25%، ولكن بعد هبوط السهم 30% في الربع الرابع من 2018، ويقف السهم منخفضًا 15% أسفل ارتفاع 52 أسبوع الذي وصله الخريف الماضي.
- قاد سهم مجموعة (NASDAQ:مايكروسوفت)أرباح داو في النصف الأول. كان في نفس مستوى آبل , (NASDAQ:أمازون)، فهو ثاني أفضل الأسهم أداءًا للربع الثاني بعد شركة والت (NYSE:ديزني)، وارتفعت أسهمه لدى الإعلان عن خدمة بث الفيديو في الخريف القادم.
- وتقف القيمة السوقية لسهم مايكروسوفت فوق التريليون دولار، وحده. بيد أن السهم معرض للمخاطر. فسعر السهم مقارنة بربحيته على مدار الاثني عشر شهر ماضية اقترب من معدل 30 سنة (بينما المعدل نفسه لأمازون 70 سنة، ولكن المستثمرين لم يعيروا ذلك اهتمامًا).
مشهد مطمئن ولكن
إذن ماذا ينتظرنا؟ هذا يعتمد على مجرى الأحداث، فإذا شاعت تهديدات التعريفات، والتهديدات العسكرية، والنووية، عندها سيكون التقلب العنيف سيد الموقف. فيكره المتداولون وخورازمياتهم عدم اليقين.
والموقف الآن في صالح الأسهم. فمعدلات الفائدة منخفضة. وسندات الخزانة أنهت الربع عند 2.0%، منخفضة من 25% هذا العام بسبب الخوف من التباطؤ الاقتصادي. ونما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 3% سنويًا، بسبب عدم تحلي إدارة ترامب بالصبر، ولكن الركود يبدو غير محتمل.
كما وصل معدل البطالة في شهر مايو 3.6%، وهب 64%، منذ تسجيل الذروة في أكتوبر 2009 عند 10%. وهبطت معدلات شكاوى البطالة ثلثين منذ ذروتها المسجلة في مارس 2009.
تستمر الشركات الكبرى في عمليات إعادة شراء الأسهم، وهذا ما يعمل على توزيع الأرباح بين عدد أقل من الأسهم، ويدعم السعر. وبلغت عمليات إعادة الشراء في الربع الأول 205.8 مليار دولار، منخفضة 7.7% مقارنة بالربع الرابع، عندما كانت عند 8.9%، وفق مؤشرات إس آند بي، وداو. هبطت آبل 23.1 مليار دولار في الأسهم خلال الربع الأول.
بيد أن الرياح المعاكسة يمكنها الهبوب:
- يتباطأ نشاط التصنيع في الولايات المتحدة، مما يشي بأن النزاع بين الولايات المتحدة والصين خطير.
- وتعاني مبيعات التجزئة التقليدية أمام عملاقة الإنترنت. ونورد ستورم هو الخاسر الأكبر على إس آند بي 500 لهذا العام، بنسبة 30.5%، ومايسي، وكوهل هبطا 28%.
- ويعاني الاقتصاد الزراعي هو الآخر، جراء الاعتماد على أسواق التصدير بكثرة. فارتفعت أسعار سوق فول الصويا هذا العام 3% ولكنها انخفضت بنسبة الثلث من نهاية 2012.