احصل على خصم 40%
🔥 لا تفوت فرصة صعود الأسهم.. أكبر حيتان التكنولوجيا يسجلون صعودًا بـ 7.1%. استراتيجية فريدة لانتقاء الأسهم بالذكاء الاصطناعياحصل على 40% خصم

نظرة على استثمارات وارين بافيت في قطاع النفط

تم النشر 23/06/2020, 13:26
XOM
-
OXY
-
LCO
-
CL
-

حين تهاوت أسعار النفط إلى ما دون الصفر للمرة الأولى في التاريخ، كانت أحد العناوين الرئيسية التي تصدرت صفحات الأخبار هي التصريحات المنسوبة إلى وارين بافيت في 2016. وكان الملياردير الأمريكي قد تحدث آنذاك خلال مقابلة صحفية مع محطة CNBC عن توقعاته لأسعار النفط. وأثناء الحديث قال كلمته الشهيرة بأنه “عندما يكون النفط مجاني، فسيكون ذلك مفيداً لنا.”.

وكعادة الإعلام، حاولت العديد من المقالات تأطير هذه المقولة في سياق الرؤية الفذة لبافيت، مؤكدةً أن الملياردير الشهير قد سبق عصره وتنبأ بالانهيار الحالي لأسعار النفط. حقيقة الأمر، فإن المقولة المنسوبة لبافيت لم تتوقع على الإطلاق أي انهيار للأسعار، بل إذا دققنا في تاريخ معاملات بافيت وشركته في قطاع النفط سنرى أخطاء وخسائر فادحة، ولكن لا ننسى أيضاً أن اختياراته قد حققت في مرات عديدة مليارات الدولارات من الأرباح.

إذا عدنا لمقولة النفط المجاني، فإن مشاهدة المقابلة الكاملة لبافيت تظهر أن ضمير “لنا” كان عائداً عليه كمستهلك وليس كمستثمر. خلال هذه المقابلة قال بافيت أن رخص أسعار النفط سيصب في صالح الولايات المتحدة كمستورد صافي، فضلاً عن الوفورات التي يحققها في ميزانية المستهلك العادي. ولكن على الجانب الآخر، شرح بافيت الأضرار التي تتعرض لها صناعة النفط في الولايات المتحدة، والتي قدرها آنذاك بنحو تريليوني دولار، حيث أشار إلى أن كثافة الإنفاق الرأسمالي يؤدي إلى أن تتضرر أنشطة هذا القطاع بمتوالية هندسية عندما تبدأ الأسعار في الانخفاض، كما أشار إلى الأضرار التي تلحق بالقطاعات الأخرى التي تتعامل مع أنشطة استخراج وتكرير النفط.بافيت والنفط، تاريخ من الخسائر.

تكبدت بيركشاير هاثاواي خسائر بنحو ثلاث مليارات دولار في أقل من ستة أشهر نتيجة استثمارها في شركة أوكسيدنتال بتروليوم. وضخ بافيت نحو 10 مليار دولار لشراء أسهم ممتازة في عملاق النفط لمساعدتها في المنافسة مع شيفرون للاستحواذ على أناداركو بتروليوم. وهبطت أسهم أوكسيدنتال بعد الخسائر الأخيرة لأسعار النفط لتتداول مؤخراً عند 15$ مقارنة مع 44$ عندما استثمرت فيها بيركشاير هاثاواي في أغسطس 2019. وباع بافيت أيضاً أسهمه في شركات نفطية كبرى مثل إكسون موبيل ( (NYSE:XOM))، وهو ما دفع البعض للتساؤل عما إذا كانت أمجاد الاستثمار النفطي قد ولت بلا رجعة.

برغم ذلك، فإن خسائر بيركشاير في أكسيدنتال بتروليوم (NYSE:OXY)لا تزال ورقية، بل في حقيقة الأمر زاد بافيت حصته في الشركة، وهو ما يعود جزئياً إلى أنها لا تمتلك فوائض نقدية لدفع التوزيعات المرتبطة بأسهمه المميزة، ولذلك لجأت إلى دفع هذه الحصص في شكل أسهم.

وتحظى صفقات بافيت عموماً بمتابعة واسعة النطاق من جميع المستثمرين في أنحاء العالم، خصوصاً إذا عرفنا أن بيركشاير هاثاواي قد حققت عائد تراكمي بنحو 24 بالمائة سنوياً على مدار أكثر من ثلاثين عام، ولهذا فإن تخلصه من أسهم عدد من القطاعات، ربما أبرزها شركات الطيران مؤخراً، تطرح تساؤلات عديدة. ولكن بشكل عام، يمكن القول أن استثمارات بافيت في قطاع النفط لم تصادف نفس النجاح الذي حققه في باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، وأن مقولته الشهيرة “اشتري عندما يخاف الآخرون، وتحلى بالحذر عندما يندفع الجميع للشراء” لم تكن صائبة على الدوام.
بدأت أولى مغامرات بافيت في قطاع النفط عام 2002 حين استثمر 500 مليون دولار في شركة Petro China. وبحلول 2007، حقق هذا الاستثمار ربح بـ 3.5 مليار دولار، ليكون واحد من أفضل الاستثمارات في تاريخ بيركشاير هاثاواي. ولكن بعد عام واحد، قام بافيت بواحدة من أسوأ استثماراته في قطاع النفط حين اشتري أسهم في شركة ConocoPhillips عام 2008 إبان ذروة أسعار النفط قبل أشهر قليلة من الأزمة المالية العالمية.

وكان خام برنت قد وصل خلال هذه الفترة إلى ما يقارب الـ 150$ للبرميل قبل أن يتهاوى مع اندلاع أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة والتي تسببت في ركود الاقتصاد العالمي لفترة تجاوزت العامين. وخلال هذه الفترة أدلى بافيت بتصريحات ثبت خطأها لاحقاً بعد أن أشار إلى أن سوق الطاقة يوفر فرصة ذهبية للحصول على عائدات مستقرة بفضل الطلب المستمر والمتزايد على منتجات الطاقة.

حقيقة الأمر أن مكاسب وخسائر بافيت المشار إليها تعكس بوضوح دورات الانتعاش والانكماش التي يمر بها الطلب على الطاقة، ومن ثم أسهم الشركات العاملة بالقطاع، والتي تعد واحدة من الحقائق الأكثر وضوحاً على مر التاريخ. وبناءً على ذلك، فإن المكاسب التي حققها من Petro China كانت منطقية حيث بدأ الشراء في بداية منحنى الارتفاع القياسي للأسعار خلال مطلع العقد الماضي، والتي جاءت بالتوازي مع الزيادة الهائلة في الطلب من الصين. وبالمثل، فإن خسائره من ConocoPhillips كانت أيضاً منطقية حيث اشتري في ذروة المضاربات على أسعار النفط في الوقت الذي بدأ الاقتصاد العالمي يأخذ منحنى هابطاً انتهى بالأزمة المالية في 2008 – 2009.

وربما بدأ بافيت يدرك هذه الحقيقة حيث أعاد قصة نجاح بترو تشينا مع شركة Burlington Northern Railroad والتي اشتراها في 2009 وجمعت من ورائها بيركشاير هاثاواي أكثر من 15 مليار دولار في شكل توزيعات أرباح، وكانت الشركة عموماً واحدة من أفضل قصص النجاح في تاريخ بافيت بعد أن زادت إيراداتها بنحو 60% وتضاعفت أرباحها نتيجة ارتفاع أسعار النفط في السنوات اللاحقة.

خاتمة

في الختام، يمكن القول أن نتائج استثمارات بافيت في قطاع النفط كانت متباينة إلى حد كبير، وهو ما يعزى كما أشرنا آنفاً إلى طابع الدورية التي يتسم بها الطلب على منتجات هذا القطاع الحيوي. أيضاً فإن أسهم الشركات العاملة في هذا القطاع ربما لا تجتاز المعايير التي يحددها بافيت لاقتناء أسهم أي شركة، وهي الضوابط التي صنعت أسطورته في عالم الاستثمار. تشمل هذه المعايير عادةً توفر سيولة كافية وهوامش مرتفعة وانخفاض مستوى الديون، بالإضافة إلى وجود علامة تجارية قوية وحرية التسعير والقدرة على توقع الأرباح بدرجة عالية من الدقة.

إعلانات طرف ثالث. ليس عرضًا أو ترشيحًا من Investing.com. يمكنك رؤية الإفصاح من هُنا أو إزالة الإعلانات< .

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.