المقال مترجم من اللغة الإنجليزية بتاريخ 15/9/2020
بالنسبة للمستثمرين الذين يبحثون عن أسهم ذات عوائد عالية لتعزيز دخلهم الثابت، هنالك مأزق رئيسي يتمثل في أن هذه الشركات قد تخفض في المستقبل القريب توزيعات الأرباح لأسهمها، وهو أمر متوقع مع استمرار الانكماش الاقتصادي في فرض التحديات على أعمالها.
ولكن بالنسبة لأولئك الذين لا يشعرون بالنفور من مستوى أعلى من المخاطرة، فإن هنالك شريحة واحدة متاحة دائماً بشكل موثوق لتأمين عائدات أعلى، وهي الشركات التي تكون في منتصف محاولة القيام بتحول كبير في أعمالها. غالباً ما تقدم مثل هذه الشركات عائدات مغرية.
لكن هذا بالطبع هو سبب وجود مخاطر إضافية. في حالة التحول النموذجي، تحاول الشركات خفض ديونها الضخمة، أو أنها تكون في طور التعامل مع موقف يعرض حصتها في السوق للخطر.
لأولئك المهتمين بتجربة حظهم في هذه المنطقة من السوق، والتي يُحتمل أن تكون محفوفة بالمخاطر، إليك أفضل ثلاثة اختيارات يجب دراستها:
1. شركة (أي تي آند تي) للإتصالات
تعد أكبر شركة اتصالات في أمريكا (NYSE:T) رهان عالي المكاسب، وإن كان في ذات الوقت من المحتمل أن يكون رهان عالي المخاطر كذلك. وبفضل عائد توزيع أرباح أصبح الأن أكثر من 7٪ سنوياً، فإن ذلك يوفر أحد أفضل العوائد المتاحة من بين أسهم الشركات الممتازة، والتي تتمتع بسجل حافل في تاريخ توزيع الأرباح.
تراجعت أسهم الشركة التي يقع مقرها في دالاس بنحو 30٪ منذ بداية العام، وأغلقت يوم الجمعة عند مستوى 29 دولار.
هناك حالة عميقة من عدم التأكد المصاحب للعودة القوية للشركة، حيث تكافح العمليات الأساسية لهذه العلامة التجارية الشهيرة من أجل تحقيق النمو، وقد تراكم على الشركة عبء ضخم من الديون.
تحت قيادة المدير التنفيذي الجديد جون ستانكي، الذي تولى المنصب في شهر يوليو، تحاول الشركة تقليص حجمها بعد سنوات من النمو من خلال عمليات الاستحواذ. فلقد ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال مؤخراً أن شركة الاتصالات العملاقة تسعى لبيع جزءاً كبيراً من وحدة التلفزيون الفضائي التي تملكها (دايركت تي في). سيساعد سحب استثمارات الشركة في التغلب على المشكلة من خلال التخلص من عائق كبير في عملياتها.
في العام الماضي، انتقد صندوق (أليوت مانجمنت كورب) الإستثماري سلوك الشركة بسبب عمليات الاستحواذ الضخمة. ويمتلك هذا الصندوق حصة قدرها 3.2 بليون دولار في (أي تي إن تي). ووجه الصندوق الإنتقاد إلى عمليات الإستحواذ، بما في ذلك الصفقة البالغة 85 بليون دولار لشراء أصول مجموعة (تايم وارنر) التي تشمل قنوات HBO و CNN و ستوديوهات (وارنر براذرز). ويحاول الصندوق دفع الشركة لبيع وحدة (دايركت تي في) الخاسرة، وعمليات الشركة اللاسلكية في المكسيك.
وبالنسبة للمستثمرين، فإن الخطر في هذه المرحلة هو ما إذا كانت (أي تي إن تي) ستنجح في إحداث نقلة نوعية في أعمالها، وفي التنافس مع عمالقة قطاع الترفيه مثل نتفلكس وأمازون، وإذا كان مثل هذا النجاح سيحافظ على توزيع أرباحها الربع سنوي والبالغ 52 سنتاً للسهم.
2. إكسون موبيل
تقدم إكسون موبيل (NYSE:NYSE:XOM)، إحدى "عمالقة" قطاع شركات النفط الأمريكية، معادلة مخاطر ومكافأة مقنعة في الوقت الحالي.
تمتلك الشركة نطاق أعمال مثير للإعجاب، يضم كل شيء ممكن، من التنقيب إلى التكرير وحتى إلى قطاع إنتاج النفط من الصخر الزيتي، ولكن هذا العملاق، يتعرض لضغط هائل مع انهيار الطلب على منتجاته بسبب وباء كورونا.
وفي حين أنه من غير المحتمل أن ينتج السهم نفسه مكاسب هائلة للمستثمرين، إلا أنه يظل الاختيار الأفضل لمضاربي المدى الطويل المهتمين بقطاع الطاقة.
لقد انخفضت أسهم إكسون بأكثر من 40٪ منذ بداية العام، مما أدى إلى تضخم عائد توزيعات الأسهم إلى أكثر من 9٪. وأغلق السهم عند 36.90 دولار يوم الجمعة.
لقد نجحت شركة النفط والغاز العملاقة، حتى الآن، في عدم خفض توزيعات أرباحها الفصلية، والتي تبلغ 87 سنتاً للسهم. ومع ذلك، ينقسم المحللون حول ما إذا كانت الشركة ستكون قادرة على تحمل توزيعات أرباح نقدية عندما تختفي أرباحها.
في شهر يوليو، أعلنت شركة الطاقة العملاقة من إيرفينغ بولاية تكساس عن تسجيلها خسائر فصلية لفصلين متتاليين، للمرة الأولى هذا القرن، فسجلت خسارة قدرها 1.1 بليون دولار، مقارنة بأرباح قدرها 3.1 بليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. كما أبلغت إكسون المستثمرين أنها ستؤجل خططها التوسعية الطموحة من أجل الحفاظ على السيولة النقدية.
ومع ذلك، فإن شراء أسهم أكسون بحثاً عن توزيعات ارباح ضخمة، يعني أيضاً أنك ستراهن على مستقبل شركات النفط الكبرى بشكل عام، وعلى أن شركة إكسون ستواصل إنتاج التدفقات النقدية بشكل يكفي لتغطية أرباحها السخية.
3. آي بي إم
لسنوات عديدة، كانت شركة (آي بي إم) التكنولوجية العملاقة التي يتجاوز عمرها قرناً من الزمان، أمام مفترق طرق في تاريخها. تكافح شركة (بيغ بلو) كما تسمى أحياناً في أوساط عامة الناس، أمام تطور التكنولوجيا وتفضيلات المستهلكين التي تتغير بسرعة، مما يحرم هذه الشركة القديمة في قطاع التكنولوجيا من مصادر إيراداتها الرئيسية.
بلغت مبيعات شركة آي بي إم (NYSE:IBM) ذروتها في عام 2011، كما بلغت التدفقات النقدية الحرة ذروتها في العام التالي. وكان هنالك نتائج مختلطة لمحاولات الشركة دفع أعمالها نحو تقنيات أحدث، مثل حوسبة السحابة والذكاء الاصطناعي.
خلال هذه الفترة، خرجت الشركة من بعض المجالات، واستثمرت في مراكز البيانات السحابية واشترت عدداً من الشركات لزيادة المبيعات، ولدعم عروض التكنولوجيا، وإضافة مجموعات من البيانات للمساعدة في تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي.
على الرغم من أن الشركة كانت بطيئة حتى الآن في الحصول على حصة سوقية كبيرة في هذه المجالات الجديدة من الاقتصاد الرقمي، فإن الميزانية العمومية التي تتمتع بموقف مالي قوي، والديون التي يمكن إدارتها، والتدفقات النقدية المتكررة، تجعل توزيعات الأرباح رهاناً آمناً نسبياً للمستثمرين الباحثين عن دخل من مصادر توزيعات الأرباح.
لقد أغلق السهم تداولات يوم الجمعة عند مستوى 121.46 دولار، وعند هذا السعر، يقدم السهم عائداً يبلغ 5.41٪، حيث توزع الشركة 1.63 دولار للسهم كل ثلاثة أشهر.
لا يزال السهم يتداول عند مستويات أقل بنسبة 44٪ تقريباً من أعلى مستوى في تاريخه، والذي كان قد سجله في عام 2013 عند 215.80 دولار. وهذا يختبر صبر مستثمري الشركة في مدى تطبيقهم لإستراتيجية الشراء والاحتفاظ. يبلغ متوسط السعر المستهدف للمحللين لهذا السهم 135.19 دولار، للأشهر الـ 12 القادمة.
الخلاصة
يمكن أن يؤدي الاستثمار أثناء فترات التحول التي تقوم بها الشركات إلى عوائد ضخمة مع مرور الوقت. لكن مثل هذه الشركات تحمل أيضاً مخاطر أكبر من غيرها. ولذلك، يجب على المستثمرين توخي الحذر الشديد عند إختيار أسهم شركات تمر بفترات تحول، بحثاً عن العائد المرتفع.