لماذا يتوقع الهبوط للدولار في 2021؟!

المد والجذر عاليان في الأسواق هذه الأيام والسبب: من ناحية، هناك حالة خوف من الموجة الثانية من الوباء. ومن الناحية الأخرى، توجد الآمال بشأن إنتاج الدفعات الأولى للقاحات فيروس كورونا المنتظرة في الأشهر المقبلة.
وبالطبع، كان الدولار من أكبر المتأثرين في هذه اللعبة. ولكن لماذا لا نسافر للمستقبل لنرى ماذا يتوقع المحللون والبنوك الكبرى أن يحدث للدولار في 2021 مع بداية توزيع اللقاح على نطاق واسع. وما الأسباب وراء توقعهم لهبوط الدولار؟!

» توقعات وتحليلات:
- يتوقع محللو وول ستريت أن يؤدي وصول لقاح (COVID-19) للجميع إلى تراجع الدولار في 2021 مع بداية عودة الحياة والثقة إلى الاقتصاد العالمي. وخفضت البنوك الكبرى التي لديها آراء سلبية بالفعل بشأن الدولار لعام 2021 توقعاتها أكثر هذا الشهر، بعد أن أثبتت التجارب النهائية لعدة لقاحات أنها ستصبح متاحة تجاريًا على نطاق واسع العام المقبل.
وسيؤدي هذا إلى انتعاش اقتصادي؛ يشجع المستثمرين على التخلي عن أصول الملاذ الآمن مثل الذهب والدولار والين، والبحث عن أصول أكثر خطورة للاستثمار.
1) بنك (Citibank):
» كتب خبراء "سيتي بنك"، في مذكرة بحثية: "نعتقد أن توزيع اللقاحات سيحقق كل المؤشرات المسببة للسوق الهابطة... فهل يمكن أن ينخفض الدولار بنسبة 20% في 2021 وحده؟"، وأجاب البنك: "نعم، نعتقد ذلك".
2) توقعات بلومبيرج:
» وفقًا لتوقعات الإجماع التي جمعتها بلومبيرج، يتوقع المستثمرون أن ينخفض مؤشر الدولار بنسبة 3% تقريبًا عن مستواه الحالي بحلول نهاية 2021. وسيكون هناك تحركات كبيرة في سوق العملات، على أن يقفز اليورو أمام دولار إلى 1.21 خلال تلك الفترة الزمنية، من حوالي 1.18 دولار الآن.
3) بنك (Goldman Sachs):
» ويرى بنك جولدمان ساكس، فإن الشراء في الأسواق الأمريكية كان "أمرًا لا مفر منه تقريبًا" على مدار العقد الماضي، إذ ازدهرت أرباح الشركات ونمت بيئة الاستثمار مع رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بينما ظلت معدلات البنوك المركزية الأخرى قريبة من الصفر. وهذا جعل العملة الخضراء باهظة الثمن، مما جعلها عرضة لانخفاضات كبيرة في المستقبل. ويتوقع البنك أن ينخفض الدولار بنسبة 6% خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.
وقال محللو البنك: "حتى لو كان أداء الاقتصاد الأمريكي جيدًا، نتوقع ضعف الدولار بشكل كبير مع بحث المستثمرين عن العائدات المرتفعة خارج الولايات المتحدة وتخليهم عن الملاذات الآمنة التي كانوا متمسكين بها طوال فترة أزمة كورونا".
4) بنك (Morgan Stanley):
» يتوقع محللو "مورجان ستانلي (NYSE:MS)" انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 4%، على أن يتفوق كل من الدولار الأسترالي والدولار النيوزيلندي والعملة النرويجية والسويدية في الأداء بمجرد توفر اللقاح بكثرة. كما أن عملات الأسواق الناشئة مثل الريال البرازيلي والراند الجنوب أفريقي والروبل الروسي لديهم أيضًا مجال للارتفاع مقابل الدولار. ويتوقع البنك أن يتداول اليورو مرتفعًا عند 1.25 دولار بنهاية العام المقبل.

» والآن، ما الأسباب وراء توقع هبوط الدولار بهذه القوة في 2021؟
1) توزيع اللقاحات بشكل واسع على جميع الفئات من شأنه أن يسرع عملية تعافي الاقتصاد العالمي مع بدء عودة الناس للحياة الطبيعية والإنفاق. إذ سيتخلون عن الخوف وتمسكهم بالدولار أو غيره من الأصول الآمنة لحفظ قيمة أموالهم عندما كانت الأوضاع مضطربة وقلقهم من عدم تلقي رواتبهم وإلى متى ستُكفى مدخراتهم النفقات وقت الإغلاق.
2) ستظل سياسات الاحتياطي الفيدرالي التيسيرية لدعم الاقتصاد الأمريكي من تبعات فيروس كورونا حتى مع عودة الاقتصاد العالمي إلى طبيعته.
3) قال الفيدرالي أيضًا إنه سيُبقي أسعار الفائدة منخفضة حتى إذا ارتفعت توقعات التضخم، مما قد يؤدي إلى انحدار منحنى عائدات السندات في الولايات المتحدة.
4) من المرجح أن ينمو باقي العالم بوتيرة أسرع مع ابتعاد المستثمرين عن الأصول الأمريكية والاتجاه نحو أصول الخطرة في الأسواق الناشئة والدول الكبرى الأخرى.

- وانخفض مؤشر الدولار أمام سلة من ستة عملات رئيسية بأكثر من 4% منذ بداية 2020. وارتفع اليورو حوالي 6% مقابل الدولار منذ يناير، بينما ارتفع الدولار الأسترالي بأكثر من 4%. لكن انخفاض مؤشر الدولار هذا العام طفيف مقارنة بمكاسبه في السنوات السابقة: إذ قفز بنسبة 13% تقريبًا في 2014 و9% في 2015.
» ولكن...
- يشعر بعض الاستراتيجيين بالقلق في ضوء زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم والأضرار الاقتصادية لإجراءات الإغلاق المتجددة وضربة الموجة الثانية. وأشاروا إلى أن حزمة مالية صغيرة جدًا أو متأخرة جدًا من صانعي السياسة الأمريكيين قد تطفي بريق الأصول الخطرة وتدعم الطلب على أصول الملاذ الأمن ومن ضمنها الدولار.
فعلى الأسواق أن تحترم الحاضر بدلاً من مجرد التطلع إلى المستقبل في مرحلة ما!!