على غرار أحدث أفلام جيمس بوند، لسان حال الدولار الأمريكي يقول "لا وقت للموت"

بينما كان الدولار في حالة تمزق، تخلصت أسهم المعادن الثمينة من ارتباطها به مؤخرًا. لكن إلى متى ستستمر في مقاومة ارتباطها به؟ 

مؤشر الدولار الأمريكي 

بعد الاستجابة السلبية لمؤشر الدولار الأمريكي لاجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأوروبي في 28 أكتوبر، فقد حذرتُ يوم 29 أكتوبر من أن المضاربين على انخفاض الدولار من غير المرجح أن يحتفلوا لفترة أطول. كتبت: 

"بناءً على التعليقات التي كانت عشوائية إلى حد ما أثناء المؤتمر، أصيب المتداولون بالذعر واشتروا زوج يورو / دولار أمريكي، مما أدى إلى انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي (حيث يمثل الزوج اليورو/دولار أمريكي المكون الأكبر في مؤشر الدولار USDX). 

"هل كان اختراق قيعان جديدة في 2021 حقيقًياً؟ لا. كان الاختراق الحقيقي فوق أعلى مستويات أواخر مارس (كانت قمم أغسطس أيضًا بمثابة مستوى دعم، ولكن أعلى مستوى في مارس هو الأكثر أهمية هنا) ولم يتم اختراقه. 

ماذا كانت نتيجة المتابعة؟ في لحظة كتابة هذه الكلمات، ارتفع مؤشر الدولار ويتم تداوله حاليا عند حوالي 93.52، وهو أقل من أعلى مستوى في أغسطس بمقدار 0.07 فقط من حيث أسعار الإغلاق. نتيجة لذلك، يمكن بسهولة أن ينهي مؤشر الدولار الأمريكي جلسة اليوم (والأسبوع) مرة أخرى فوق هذا المستوى. 

"من المحتمل أنك سمعت المقولة القائلة إن الوقت أهم من السعر. والآن نحن في نهاية الشهر، لذلك دعونا نتحقق من التقلبات السابقة التي حدثت خلال هذا الشهر؛ فهذا هو الوقت الذي نشهد فيه عادةً تقلبات كبيرة في الأسعار. لقد وضعت علامات على التقلبات قصيرة المدى بالقرب من الانعكاسات التي حدثت خلال الشهر وميّزتُها بخطوط زرقاء أفقية متقطعة، ويبدو أنه في الماضي القريب، كان هناك دائمًا نوع من التقلبات يحدث تقريبًا مع اقتراب نهاية الشهر. وبالتالي، رؤية تقلبات مع تكون (قاع) في مؤشر الدولار الأمريكي سيكون طبيعيًا تمامًا حاليًا."

ومع صعود مؤشر الدولار الأمريكي بسرعة إلى 94 ثم 95 وهو الآن عند 96، يستمر الدولار في اكتساب مزيد من الزخم الصعودي. علاوة على ذلك، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي أيضًا فوق مستوى المقاومة الذي تحقق أواخر عام 2020 ومن المفترض أن يكون المستوى 98 هو العلامة الصعودية البارزة التالية. 

والأهم من ذلك، أن الذهب والفضة وأسهم التعدين بدأت تشعر بوجود خطأ ما. على سبيل المثال، بينما تم فيه تجاهل الصعود الأخير لمؤشر الدولار الأمريكي إلى حد كبير، عادت الارتباطات السلبية إلى الظهور الأسبوع الماضي (على أساس قصير المدى للغاية حتى الآن، ولكن لا يزال مستمرًا). علاوة على ذلك، في حين أن الارتفاعات الأخيرة في المعادن النفيسة كانت على الأرجح مدفوعة بضعف اليورو وليس بسبب مؤشر الدولار الأمريكي، لذلك فإن انتفاضة سلة العملات مقابل الدولار من المفترض أن تسبب المزيد من الآلام لأسهم الذهب والفضة والتعدين على المدى المتوسط. 

لتوضيح ذلك، كنت قد كتبت: 

"انخفض اليورو وارتفعت أسعار الفضة والذهب مؤخرًا بعد فترة وجيزة من التعليقات المتشائمة الصادرة من منطقة اليورو. وبالتحديد نتيجة الطبيعة التوسعية للقرارات المالية والنقدية في الولايات المتحدة قد تكون قد تخطت ذروة تأثيرها (مع الموافقة على فاتورة مخصصات البنية التحتية على الرغم من ارتفاع أرقام التضخم)، فإن منطقة اليورو بعيدة عن الحد من سياساتها التوسعية (أي التضخمية)، وقد اتضح ذلك مؤخرًا. 

"كان هناك هبوط لليورو وصعود بالنسبة لسعر الذهب - حيث إن المزيد من الأموال (اليورو في هذه الحالة) ستشترى نفس الكمية من الذهب الفعلي.

"النقطة هنا هي أنه ربما كان انخفاض قيمة العملة الأوروبية هو الذي تسبب في ارتفاع الذهب، لكن لم يكن هذا هو ما حدث في حالة مؤشر الدولار الأمريكي." 

"لا تفهموني خطأ، في معظم الأحيان، يكون الارتباط بين الذهب والدولار الأمريكي ثابتًا وسلبيًا. وفي بعض الحالات، تظهر قوة الذهب أو ضعفه برفضه التحرك في تناغم (وبالتحديد: مرة أخرى) مع حركة الدولار الأمريكي. ولكن في هذه الحالة، يبدو أن الأمر لا يتعلق بالدولار الأمريكي على الإطلاق (أو في الغالب)، بل يتعلق بما حدث في منطقة اليورو مؤخرًا."

نتيجة لذلك، هناك احتمال أن يأخذ مؤشر الدولار الأمريكي زمام المبادرة في الأشهر المقبلة وإذا حدث ذلك، فمن المفترض أن تتضرر المعادن الثمينة على طول الطريق. وفى هذا الإطار يقترب مؤشر الدولار الأمريكي من منطقة ذروة الشراء ولكن الانخفاض قصير المدى إلى 95 ~ ليس مستبعدًا. ومع ذلك، فالأمر هو مجرد احتمال. علاوة على ذلك، لا تزال النظرة العامة للدولار على المدى المتوسط نظرة قوية، وإذا حدث أي تراجع على المدى القصير فمن المرجح أن يتكون اتجاه هبوطي تصحيحي ضمن اتجاه صعودي متوسط المدى. 

بالرجوع إلى اليورو، كنت أحذر منذ شهور من أن ارتفاع مؤشر اليورو مبالغ فيه بشكل جوهري وأن التصحيح الحاد من المحتمل أن يظهر. ولقد كتبت ذلك سابقا فقلت:  

"يمكن أن تكون المحطة المؤقتة التالية عند المستوى ~ 1.1500 (وهذه هي انخفاضات مستويات مارس 2020، ومن المحتمل أن تكون أقل من ذلك). في هذا الإطار، يمثل زوج اليورو / الدولار الأمريكي ما يقرب من 58٪ من حركة مؤشر الدولار الأمريكي، وهذا هو سبب أهمية سلوك اليورو. " 

وبعد انخفاض مؤشر اليورو إلى أدنى مستوى جديد له في 2021 الأسبوع الماضي، تراجعت العملة الأوروبية نحو مزيد من الانهيار. وعند هذه النقطة، وبعد الهبوط أسفل خط الدعم الهابط للقناة الشهرية، من المحتمل أن يصل التراجع إلى ~ 111 في الخط التالي (وهو ما يشير إليه الانهيار أسفل نموذج الرأس والكتفين الهابط). 

يقترب مؤشر اليورو من منطقة ذروة البيع وقد يترتب على ذلك ارتداد على المدى القصير، لكن التداعيات الهبوطية على المدى المتوسط لا تزال قائمة. 

"إضافة إلى ثقتنا (لا تخطئوا في فهمي، لا توجد توقعات مؤكدة في أي سوق؛ كل ما في الأمر هو أن الفكرة الصعودية لمؤشر الدولار هي أكثر تفاؤلاً من وجهة نظري)، غالبًا ما يتأرجح مؤشر الدولار الأمريكي تحت شمس الصيف، وغالبًا ما تبدأ الارتفاعات الكبرى لمؤشر الدولار الكبرى خلال منتصف العام. كانت ارتفاعات الصيف هي الدعائم الأساسية في السجل التاريخي لمؤشر الدولار الأمريكي، وفي أعوام 2004 و2005 و2008 و2011 و2014 و2018 حدثت إعادة اختبار للانخفاضات (أو تم الاقتراب منها) قبل أن يبدأ مؤشر الدولار الأمريكي رحلاته الصعودية (وهو بالضبط ما حدث هذه المرة). 

علاوة على ذلك، فإن الارتفاعات القادمة من العمق (المميزة بالخطوط الحمراء المتقطعة تحتها) حدثت في أعوام 2008 و2011 و2014. ومع الوضع الحالي الذي يعد صورة معكوسة لعام 2014، فإن مرور المؤشر بفترة تجميع قصيرة على الرسم البياني طويل الأجل هو بالضبط ما حدث قبل ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي في عام 2014.كما انخفض مؤشر الدولار الأمريكي مؤخرًا بالقرب من المتوسط المتحرك لـ 50 أسبوعًا. وهو أيضًا يشبه تطور مماثل في عام 2014. 

"الأهم من ذلك، مع وجود القيعان في سوق المعادن النفيسة التي تحدث غالبًا عندما يتم تداول الذهب في انسجام مع مؤشر الدولار الأمريكي (بعد التوقف عن الاستجابة لارتفاع الدولار الأمريكي مع الانخفاضات)، هو أننا ما زلنا بعيدين عن هذه العلامة الفاصلة من حيث مستوى السعر والمدة الزمنية. مرة أخرى، لا ينطبق الارتفاع الأخير في مؤشر الدولار الأمريكي بالضرورة على القاعدة المذكورة أعلاه، حيث لم يكن الصعود بسبب قوة الدولار الأمريكي ولكن لضعف اليورو". 

وبالمثل، مع اقتراب مؤشر الدولار الأمريكي الآن من خط الدعم الصاعد طويل المدى (والذي أصبح الآن خط المقاومة)، فإن الارتفاع فوق الخط الأسود السفلي المائل لأعلى من شأنه أن يوقف الانهيار السابق ويدعم العودة إلى ما فوق مستوى 100. ومع ذلك، مع صعود مؤشر القوة النسبية (RSI) الأسبوعي لمؤشر الدولار حاليًا فوق 70، ربما يتبع ذلك عملية تجميع قصيرة المدى. 

بالمقابل، يرجى ملاحظة أن الارتفاع الأخير على المدى المتوسط كان أكثر هدوءًا من أي ارتفاع كبير آخر شهدناه على مدار العشرين عامًا الماضية حيث وصل مؤشر القوة النسبية لمؤشر الدولار الأمريكي إلى 70. وقد ميّزت الارتفاع الأخير في مؤشر القوة النسبية بمستطيل برتقالي اللون وفعلت الشيء نفسه مع ثاني وثالث أقل التقلبات في  الارتفاعات على المدى المتوسط. 

كانت الارتفاعات الحادة في عامي 2008 و2014 أكبر بكثير. وفي هذه المقارنات التاريخية، واصل مؤشر الدولار ارتفاعه لبعض الوقت دون أن يتعرض لأي تصحيحات جوهرية. 

نتيجة لذلك، فإن التوقعات على المدى القصير هي أكثر من مجرد تخمين. مع ذلك، ولا تزال التوقعات على المدى المتوسط صعودية بشدة، وقد تتأثر أسهم الذهب والفضة والتعدين سلبًا نتيجة الانتفاضة القادمة لمؤشر الدولار الأمريكي. 

مؤشر الدولار الأمريكي استراحة قبل ارتفاعه الهائل في عام 2014، يبدو أننا نرى نفس الشيء مؤخرًا. هذا يعني أن توقع ارتفاع أسعار الذهب (أو أسعار الفضة) هنا ليس بالفكرة الجيدة على الأرجح. 

استمرارًا للموضوع، فإن النظرة العامة لا تكذب. ومع ظهور دلائل واضحة على ارتفاع مؤشر الدولار طويل الأجل بوضوح، لا تزال الرياح مواتية لدعم الدولار. 

الخلاصة؟ 

مع بلوغ الهدف الأولي لعام 2021 البالغ 94.5 بالفعل، فمن المرجح أن نصل إلى الهدف 98 على المدى المتوسط، ومن المرجح أن يتجاوز مؤشر الدولار مستوى 100 في مرحلة ما على المدى المتوسط أو الطويل. ولكن ضع في اعتبارك أنه بالرغم من ذلك: فنحن لسنا متفائلين تجاه الدولار بسبب أداء الاقتصاد الأمريكي بصفة عامة. نظرًا لأن المنطقة تتفوق بشكل أساسي على منطقة اليورو، ويمثل اليورو / الدولار الأمريكي ما يقرب من 58٪ من حركة مؤشر الدولار الأمريكي، لذلك فإن الأداء النسبي هو ما يهمنا بالفعل. 

في الختام، بينما خالف ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي في 2021 إجماع التوقعات على نحو مفاجئ، فقد حذرت من هذا الصعود منذ عدة أشهر. ومع احتمال تراكم المزيد من القوة على المدى المتوسط، يظهر لنا أن رواية "موت الدولار" كان مبالغًا فيها بشكل صارخ. علاوة على ذلك، بينما تجاهلت أسهم الذهب والفضة والتعدين مؤخرًا صحوة الدولار، يشير التاريخ إلى أن هذه القوة النسبية لن تدوم. نتيجة لذلك، من المرجح أن تواجه المعادن الثمينة المزيد من الآثار السلبية خلال الأشهر القليلة المقبلة.