تراجعت أسواق النفط يوم الجمعة الماضي، متأثرة بأخبار الوباء القادمة من جنوب إفريقيا.
لن الأطباء المحليون في بوتسوانا، أواخر الأسبوع الماضي، أنهم اكتشفوا سلالة جديدة من فيروس كورونا - أطلق عليها اسم متحور أوميكرون. عرضت أسواق الأسهم والنفط في وقت لاحق لضربة قوية حيث تخلص المتداولون والمستثمرون من الأصول عالية المخاطر أثناء اندفاعهم إلى الملاذات الآمنة.
في الولايات المتحدة، كان يوم الجمعة أيضًا هو اليوم التالي لعيد الشكر، لذلك كان العديد من المتداولين ما زالوا يحتفلون مع العائلة بدلاً من متابعة الأسواق، وذلك على الرغم من أن البورصات كانت مفتوحة. قد يكون نشاط التداول أقل من المعتاد نظرًا لقلة عدد المشاركين قد ساهم في حدة التقلبات.
بنهاية التعاملات يوم الجمعة، انخفض خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 13٪ ووصل إلى 68.15 دولارًا للبرميل، وانخفض خام برنت بنسبة 11.6٪ ووصل إلى 72.72 دولارًا للبرميل.
كان السبب الرئيسي وراء هذا التراجع هو حالة الخوف وعدم اليقين. لم يُعرف أو يُفهم الكثير عن متغير أوميكرون بما في ذلك مدى ضرره المحتمل ومدى انتشاره. العديد من الخبراء والمسؤولين الحكوميين افترضوا الأسوأ.
وبسرعة شديدة، استجابت العديد من الحكومات - بما في ذلك حكومات المملكة المتحدة وهولندا واليابان وإسرائيل للأخبار بإغلاق أو تقييد الوصول إلى حدودها.
في بعض الحالات، تم منع الوافدين فقط من المنطقة الجنوبية (SE:3050) من أفريقيا. وأغلقت اليابان وإسرائيل حدودهما مؤقتًا أمام الرعايا الأجانب. أثارت عمليات الإغلاق هذه مخاوف من المزيد من القيود على السفر والوقف الشامل للرحلات الجوية على مستوى العالم.
في الأيام التي تلت 26 نوفمبر، فرضت 56 دولة حظرًا على السفر بدرجة أو أخرى بهدف لحماية" من أوميكرون.
نظرًا لردود الفعل هذه على متغير كوفيد-19 الجديد بالإضافة إلى حالة عدم اليقين السائدة التى زادت من التقلبات المستمرة في سوق النفط، هناك ثلاث أمور رئيسية يجب على المتداولين مراعاتها والتي قد تؤثر على توقعات الطلب وبالتالي تحرك الأسعار وهي:
ل كان الانخفاض مجرد وضع مؤقت على طريق ارتفاع الأسعار؟
دأت الأسعار في التعافي يوم الاثنين، حيث وصل سعر خام برنت إلى 77 دولارًا للبرميل قبل أن يتراجع إلى 73.44 دولارًا للبرميل. ووصل خام غرب تكساس الوسيط إلى 72 دولارًا للبرميل قبل أن ينخفض إلى 69.95 دولارًا للبرميل عند إغلاق التداولات. بدأت بعض الدلائل في الظهور على أن متغير أوميكرون قد يكون أقل حدة من متغيرات فيروس كورونا الأخرى، وقلل عدد قليل من البلدان من شدة ومدة قيود السفر الخاصة بهم.
حتى أن أستراليا وإسرائيل والعديد من الدول الأوروبية أعلنت أنها وجدت بالفعل متغير أوميكرون منتشرًا بين سكانها، مما أنعش الآمال بأن قيود السفر ليست ضرورية. كما أعلنت الولايات المتحدة، يوم الأربعاء، عن وجود أوميكرون بالفعل داخل حدودها.
ومع ذلك، تراجعت أسعار النفط يومي الثلاثاء والأربعاء مرة أخرى حيث أعلنت إدارة بايدن أنها تدرس سن إجراءات أكثر صرامة لاختبار السفر وإجراءات الحجر الصحي التي من شأنها أن تجعل السفر من وإلى الولايات المتحدة أكثر صعوبة على المواطنين والزوار.
على الرغم من الأخبار التي تفيد بأن متغير أوميكرون أصبح منتشرًا عالميًا بالفعل، يبدو أن الذعر أثار مخاوف حقيقية من انخفاض الطلب على النفط. وحتى يوم الأربعاء، لم تنحسر المخاوف.
اذا يعني هذا بالنسبة لتوقعات أسعار النفط؟
ع انخفاض كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط تحت مستوى 70 دولارًا للبرميل اعتبارًا من يوم الأربعاء، 1 ديسمبر، يبدو أن توقعات منظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية أثبتت أنها أكثر دقة من تلك الصادرة عن البنوك الكبرى. ربما كان لدى أوبك ووكالة الطاقة الدولية توقعات أفضل، لكنهم لم يعرفوا لماذا أو كيف ستتعرض السوق لانخفاض في الأسعار.
لم يتبق سوى شهر واحد على انتهاء عام 2021، ويبدو من غير المرجح أن تصل الأسعار إلى 90 دولارًا لبرميل النفط هذا العام كما توقعت بعض البنوك في فترات مختلفة من عام 2021. لا تزال المؤسسات المصرفية مقتنعة بأن أسعار النفط يجب أن تتجه صعوديًا. وقد أصدر بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) مذكرة يشرح فيها سبب اعتقاد المحللين بأن عمليات البيع هذه مبالغ فيها ولماذا يجب أن تكون أسعار النفط أعلى في ظل الظروف الحالية.
يف يؤثر هذا الانخفاض على عملية صنع القرار في أوبك + من شهر لآخر؟
عد هبوط الأسعار، أجلّت أوبك، وأوبك + اجتماعاتهما أجلت ليوم واحد لإعطاء نفسيهما وقتًا إضافيًا لتقييم السوق في ضوء الأخبار. واجتمعت أوبك أمس لكنها لم م مناقشة سياسة إنتاج النفط في ذلك الاجتماع. وبدلاً من ذلك، ركز التجمع على الأمور الإدارية مثل الميزانيات وتعيين أمين عام جديد.
هناك بعض المؤشرات على أن أوبك + قد تقرر إيقاف الزيادة الشهرية المقررة البالغة 400 ألف برميل في اليوم مؤقتًا في اجتماعها يوم الخميس، لكن ليس من الواضح كم من الوقت يمكن أن يستمر هذا الإيقاف المؤقت.
لم تعطِ روسيا والمملكة العربية السعودية أي إشارة حول ما إذا كانتا تريدان التوقف مؤقتًا أو المضي قدمًا في زيادات الإنتاج المخطط لها. فقط صدرت تصريحات عن المسئولين في الدولتين بأنهم يخططون للنظر في مؤشرات السوق لمتابعة أحدث التطورات.
يعتقد العديد من المحللين أن المجموعة ستوقف زيادات إنتاجها مؤقتًا في ضوء الإفراج عن احتياطي البترول الاستراتيجي من الولايات المتحدة ودول أخرى وانخفاض الأسعار نتيجة الفزع من أوميكرون. وصباح الأربعاء، تم تسريب تقرير داخلي من أوبك إلى رويترز، يظهر أن أوبك تتوقع نمو فائض النفط إلى مليوني برميل يوميًا في يناير 2022 و3.4 مليون برميل يوميًا في فبراير 2022 و3.8 مليون برميل يوميًا في مارس 2022.
يرى العديد من المحللين أن هذا يعتبر سببًا للاعتقاد بأن أوبك + لن تمضي في الزيادة المخطط لها، لكن لا يمكننا حتى الآن افتراض صحة ذلك.