النفط يحكي قصة الذهب بصراحة

"سيطروا على الغذاء حينها ستسيطرون على الناس، لكن سيطروا على النفط حينها ستسيطرون على أمم بحالها" الباحث الأميركي هنري كسنجر

 
"عندما تم اعتبار الدولارعملة بديلة عن  الذهب عام 1944 وذلك عبر اتفاقية Bretton Woods، تم الأخذ بعين الاعتبار أن أميركا خاضت حرباً دموية بكل ما تحمله الكلمة من معنى قبل بضع سنوات، وكانت قد استنزفت السوفييت، الشيوعيين،  الألمان وأنهت الحرب بالتربع على عرش الاقتصاد بقنبلة كادت أن تافتك بالنصف الآخر من الكرة الأرضية، هذا كله تماماً وبكل حرف منه ساهم بجعل الدولار اليوم لعبة إدمان لا نكاد ننتهي منها، فقد بدأ مع الاتفاقية على أن كل 35$ منه يشكل أونصة ذهب ولكن خل ريتشارد نيكسون بهذه الاتفاقية وعبر عنها بكامل ما لديه من كلمات حينما وجه للأمم والشعوب كلمة آسف، لتقودنا هذه الكلمة عام 1975 بأن أونصة الذهب الواحدة 750$ وحرب على التسليح، و السلع النادرة، و القيم و التقييم إلى يومنا هذا". تم الاقتباس من كتاب نهاية الليبرالية المتوحشة.

آخر التطورات الفنية:

في الآونة الأخيرة هبط النفط الخام من 88$ للبرميل الواحد إلى 82$ حتى وقت كتابة المقال وكان هذا الهبوط، بعد رالي طويل استمر من 70$، لنفسر في عدة مقالات سابقة لنا وعلى رأسها مقال بعنوان النفط سيحدد مصير الدولار، لنختصر سبب الصعود هو تكرار لحدث تاريخي، وهو انقطاع النفط عن الولايات.

آخر الأخبار وأثرها على السعر:

"يتم عرض الأخبار ليتم التخلص من الاهتمام بالمستجدات التي قد تقود المستقبل إلى واقع سيء" توماس ب.جريفيث

النفط في مساء اليوم بانتظار:

1.مخزون النفط الأميركي
2. مخزون كوشينغ من النفط
ولقد أوضحنا في عدة مرات سابقة أن العلاقة بينهما عكسية نظراً لقانون العرض والطلب، أي انخفاض المعروض مع ارتفاع الطلب يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط (انخفاض المخزون يؤدي إلى ارتفاع سعر النفط الخام).
 
لم تنتهي القصة هنا فنحن لم نقابل انخفاض المخزون على مدار سبع مرات على التوالي، فهذا قد يحكي الكثير من الحكايات حول الكثير عن المستقبل، فبعد أن قرر ولي العهد محمد بن سلمان أن السعودية لن تزيد من إنتاجها، بدء مخزون النفط بالانخفاض تارة فتارة إلى أن وصلنا إلى المرة السابعة على التوالي والتي نتوقع بها انخفاض النفط.

 
علاقة انخفاض المخزون بالركود:

 
يعرف الركود على أنه انخفاض ملحوظ في النشاط الاقتصادي، و كلنا يعلم دون أدنى مقدار من الشك أن نشاط أي اقتصاد هو نشاط اقتصادي عصبة المعامل، ومحرك هذه المعامل هو المشتقات النفطية، للتنقل بعدها إلى دوائر اقتصادية أصغر وهي حركة و نشاط العائلات القائمة على حركة المرور، فإن انعدام هذه الحركة تعني انعدام الانفاق وهذا أحد اشكال الركود.

 
علاقة انخفاض المخزون بسعر النفط

 
بناء على السيناريو السابق والمقتبس من التحليل وفقاً للاقتصاد الكلي نشتق القوانين التالية:
 
1.انخفاض المخزون مع موجود قابلية للاستيراد تعني حركة نشاط كبيرة في الاقتصاد.
2.لكن انخفاض المخزون وعدم وجود قابلية للاستيراد تعني بدء نفاذ المخزون مما قد يصيب الاقتصاد بشلل وركود.

 
علاقة انخفاض المخزون بسعر الذهب

 
نتائج توقع الركود:
1. ارتفاع الأسعار (التضخم) وهذا ينعكس على الذهب كونه الملاذ الأول والأخير.
2. فصل العلاقة ما بين الدولار والذهب.
 
في الأساس كانت العلاقة ما بين الذهب والدولار عكسية ( أي ارتفاع مؤشر الدولار يؤدي إلى انخفاض أسعار الذهب) إلا أن العلاقة تنفصل في الحالات التالية:
1.ارتفاع مؤشر الطمع على الذهب وهذا ذكر في مقالنا السابق.
2.توقع ركود أو وقوع هذا الركود.
 
من حيث الخلاصة بما لدينا من تحليل أساسي، نتوقع أن انخفاض المخزون في مساء اليوم، لديه أثر على الأسواق ككل أكثر من مجرد أن النفط سيرتفع، وإنما سيرتفع النفط وسيكون هذا دليل على أن الذهب لارتفاع، وكذلك السلع القيمة.

التحليل الفني للسعر

بالنظر فنيا على الأسعار نلاحظ التالي:
 
1.تشكل نموذج راية صاعد استمراري بالتوافق مع أمواج إليوت.
2.السعر بهبوط الأخير من 88 إلى 82 قد يكمل اختبار نموذج الراية.
3.السعر يوافق بهبوطه الأخير موجة إليوت الرابعة و بعدها لا بد من استكمال إليوت الخامسة بدء من منطقة مهمة لأن هذه صفات الموجة الخامسة وأهم منطقة استئناف سعري هي 80.
4.السعر يحقق نموذج القاع المزدوج، الذي فيه القاع الثاني أقل عمقاً من القاع الأول و بالتالي لا بد من أن تكون موجة هذا القاع أكبر من موجة القاع الأول بالضعف على الأقل.
 

الخلاصة الفنية:

إن العوامل الفنية تشير إلى أنه السعر لا بد له كمرحلة أولى أن يختبر مستوى 80$ ثم بعد ذلك، يبدأ بتشكيل الموجة الخامسة من إليوت بحال أغلق السعر عدة مرات على التوالي أعلى 80$ بالتوافق مع التحليل الأساسي.

السوق على المدى المتوسط بناء على التحليل الفني

 
 
"ليس من الضروري معرفة إلى أين سيذهب الاتجاه بقدر ما يهم أن تعرف كيف ستتصرف مهما حدث فهذا دورك كمتداول" مارك دوجلاس في كتابه Trading in the zone 

كوننا ننطلق من أن السوق بيئة احتمالية وأن أي احتمال فيها وارد، ولا يسعنى سوى أن نرجح احتمال على آخر بحال تحقق شرط هذا الاحتمال وهذا ما يسمى أسلوب الشرط و النتيجة، فعليه نقول
 
السيناريو الأول:
الشرط: اختبار 80، الإغلاق أعلى 81، انخفاض المخزون.
دقة السيناريو: 80%.
بهذه الحالة نرى استئناف لموجة إليوت 5 الصاعدة باستهداف 88، 94، 106.
 
 
السيناريو الثاني:
الشرط: فشل الشرط السابق كاملاً.
دقة السيناريو: 20%.
بهذه الحالة سنرى هبوط نحو 75 وهذا ليس سلبياً على السعر وإنما إتمام لإعادة الاختبار.

رأي المحلل الفني:

في الختام عزيزي القارئ إن التعامل مع النفط يعني التعامل مع سلعة سياسية بحتة، لا يمكن الجزم بأمور السعر بمجرد التحليل الفني، لذلك لا تستهين بالأسواق في ظل وجود حكومات، وعقول و صناع سوق حتى لا تستهين الأسواق بك.
 
المحلل: عمر الصياح
 
للمزيد تابعنا على التويتر...
Twitter: @omarsyyah