يتوقع المهتمون بالذهب أن يكون تقرير الوظائف غير الزراعية الأمريكي لشهر أغسطس هو الأضعف منذ عامين ونصف
تُظهر الاتجاهات التاريخية ردود فعل متباينة في أسعار الذهب تجاه بيانات الوظائف الأمريكية الباهتة
إذا كانت الأرقام تلبي التوقعات، فمن المرجح أن يفسر بنك الاحتياطي الفيدرالي تباطؤ نمو الوظائف كعلامة على انخفاض الضغوط التضخمية
بقدر ما يتعلق الأمر بالمضاربين على ارتفاع الذهب، فإن العنوان الأكثر جاذبية لهم سيتمثل في: تقارير الوظائف غير الزراعية لشهر أغسطس هي الأضعف خلال عامين ونصف - وهو ما يكفي متشددي الاحتياطي الفيدرالي، للضغط على الدولار ووضع المعدن المفضل لديهم على مسار آخر نحو 2000 دولار للأونصة.
والمشكلة هي أن التاريخ لم يكن في صف صفقات شراء الذهب - ليس على الأقل بعد أرقام الوظائف الأمريكية الأخيرة. والإضافة المتوقعة يوم الجمعة والتي تبلغ 170 ألف وظيفة – وهي الأصغر خلال 30 شهرًا، إذا كانت صحيحة – قد لا تكون استثناءً.
ومثال على ذلك أنه: بعد أن أظهرت تقارير الوظائف لشهر يوليو، والتي تم الإعلان عنها في 4 أغسطس، نموًا قدره 187000 مقابل 200000 المتوقعة، انخفض السعر الفوري للذهب، المعروف باسم XAU في دوائر التداول، دون توقف تقريبًا لمدة أسبوعين - بدءًا من ما يقل قليلاً عن 1942 دولارًا أمريكيًا إلى أقل من 18887 دولارًا أمريكيًا بحلول 18 أغسطس.
وكان أداء الذهب أفضل قليلاً بعد صدور تقرير الوظائف لشهر يونيو في السابع من يوليو. وفي تلك الحالة أيضاً، كان نمو الوظائف هو الأدنى خلال عامين ونصف، عند 185 ألفاً مقابل التوقعات البالغة 225 ألفاً. وارتفع السعر الفوري للذهب من أقل من 1925 دولارًا إلى 1964 دولارًا – أي بعلاوة تقترب من 40 دولارًا.
وفي الواقع، بالنسبة لهذا العام، لم يسجل الذهب لحظة 2000 دولار خارج الفترة من مارس إلى مايو. وكانت تلك هي الأشهر التي بدأ فيها نمو الوظائف في التباطؤ لأول مرة، ثم بدأ في الاتجاه نحو الارتفاع قبل أن يتراجع مرة أخرى.
ويقول سونيل كومار ديكسيت، كبير الاستراتيجيين الفنيين لدى SKCharting.com والذي يوفر لموقع Investing.com الرسوم البيانية الفنية للسلع بانتظام، إن القوة المتأصلة في الأسابيع الأخيرة لمؤشر الدولار، والذي يتم تداوله تحت الرمز DX، ستحد من أي اتجاه هبوطي للعملة الأمريكية.
وقال ديكسيت إنه "على العكس من ذلك، فإن الاتجاه التصاعدي لمؤشر القوة النسبية محدود بالنسبة للذهب"، في إشارة إلى مؤشر القوة النسبية للمعدن الأصفر.
وأضاف أن المتداولين في الذهب سيراقبون بحذر رد الفعل تجاه منطقة المقاومة عند 1955 دولارًا قبل الشعور بأي تفاؤل للاتجاه نحو 1985-2000 دولار.
و"على الأكثر، يمكننا أن نرى نطاقًا تصاعديًا يتراوح بين 1945 دولارًا و1955 دولارًا قبل أن يتدخل البائعون مرة أخرى ويحاولون إعادته إلى أدنى مستوى سابق له عند 1920 دولارًا إلى 1885 دولارًا."
تقارير الوظائف الأمريكية والتضخم والاحتياطي الفيدرالي
توقع الاقتصاديون لدى وول ستريت نموًا في الوظائف غير الزراعية بمقدار 170 ألفًا فقط لشهر أغسطس. وإذا اتضحت دقة هذا التوقع، فسيكون هذا أقل نمو شهري في الوظائف الأمريكية منذ فبراير 2021، ليحل محل معلم مماثل تم تحقيقه في يوليو عندما أثبتت تقارير الوظائف الجديدة البالغة 187 ألفًا أنها الأدنى خلال عامين ونصف.
وتشير بيانات فرص العمل لشهر يوليو، والتي صدرت بشكل منفصل من قبل وزارة العمل يوم الثلاثاء، إلا أن توقعات الوظائف قد تكون على المسار الصحيح.
في حين انخفضت فرص العمل في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى لها منذ عامين ونصف في يوليو، مما يشير إلى تباطؤ في التوظيف من المرجح أن يرحب به بنك الاحتياطي الفيدرالي في محاولته لرؤية تراجع في الضغط التضخمي. وعلى وجه التحديد، كان هناك 8.8 مليون وظيفة مفتوحة في نهاية يوليو، بانخفاض عن 9.16 مليون في يونيو، حسبما ذكر استطلاع الوظائف ودوران العمالة الذي أجرته وزارة العمل.
وقد جاء ما يسمى بتقرير JOLTS قبل تقرير الوظائف غير الزراعية الأكثر أهمية يوم الجمعة لشهر أغسطس، والذي سيكون حاسما لقرار بنك الاحتياطي الفيدرالي المقبل بشأن سعر الفائدة في 20 سبتمبر.
وكتب الخبير الاقتصادي جريج ميشالوفسكي على منصة فوركس لايف أنه:
"لم تكن فرص العمل هي الأدنى منذ مارس 2021 فحسب، بل انخفض عدد الموظفين، وانخفض معدل ترك العمل أيضًا."
و"إذا كان العمال أقل رغبة في ترك وظائفهم، فهذا يعني أنهم أقل ثقة بشأن الحصول على وظيفة أخرى عاجلا وليس آجلا."
وقد بلغ التضخم، الذي يُقاس بواسطة مؤشر أسعار المستهلك، أو CPI، أعلى مستوياته خلال أربعة عقود بأكثر من 9٪ على أساس سنوي في يونيو 2022 بسبب تريليونات الدولارات من إنفاق الإغاثة الفيدرالية في أعقاب تفشي فيروس كورونا عام 2020. . كما استجاب بنك الاحتياطي الفيدرالي بزيادات أسعار الفائدة الأكثر جرأة منذ 20 عامًا، حيث انتقل من سعر الفائدة الأساسي البالغ 0.25٪ فقط في مارس 2022 إلى 5.5٪.
وفي حين أن الإنفاق المرتبط بالوباء أصبح جزء من الماضي واستقر مؤشر أسعار المستهلك عند 3% على أساس سنوي الآن، فقد سمح سوق العمل القوي للأميركيين بمواصلة الإنفاق، مما منع بنك الاحتياطي الفيدرالي من تحقيق هدفه الخاص بالتضخم.
كذلك، سيتمكن بنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الخميس، من معرفة ما إذا كان مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، - والذي يمثل المؤشر المفضل للتضخم للبنك المركزي، يظهر رقمًا أكثر اعتدالًا من مؤشر أسعار المستهلك أم لا.
وقد استمرت مطالبات البطالة الأسبوعية في الانخفاض في الولايات المتحدة، حيث وصلت البطالة إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 50 عامًا، في حين لم يتقلص متوسط الأجر في الساعة في شهر واحد منذ أبريل 2021.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي إن إعادة التوازن في سوق العمل "غير مكتمل". وقد أشار باول مرارًا وتكرارًا إلى أن إعادة التضخم إلى هدف البنك المركزي البالغ 2٪ سيتطلب "بعض التخفيف في ظروف سوق العمل".
وأوضح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي أن أسعار الفائدة الأمريكية ستتبع الضغوط التضخمية.
وقال باول: "نحن مستعدون لرفع أسعار الفائدة أكثر إذا كان ذلك مناسبا، ونعتزم الإبقاء على السياسة عند مستوى تقييدي حتى نثق في أن التضخم يتحرك بشكل مستدام نحو هدفنا".
ويعتقد معظم المتداولين في سوق المال أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيترك سعر الإقراض الرئيسي في الولايات المتحدة دون تغيير عند 5.5% في اجتماعه في 20 سبتمبر. لكن حوالي 43% من المشاركين في استطلاع للرأي قالوا إن البنك المركزي سيختار على الأرجح زيادة بنسبة 0.25 نقطة مئوية في اجتماع السياسة في نوفمبر.
الدولار والذهب: توقعات ما بعد تقارير الوظائف
الرسوم البيانية، التحليل الفني بواسطة سونيل كومار ديكسيت من SKCharting.com
قوة مؤشر الدولار DX / وضعف مؤشر الذهب XAU
يشجع استقرار مؤشر الدولار فوق المتوسط المتحرك الأسي لمدة 5 أيام، أو EMA، البالغ 103.65، على المزيد من الانتعاش إلى 103.91، والذي تصل الأهداف فوقه إلى 104.15 و104.35 و104.60 على التوالي.
وإذا تشكلت منطقة 1,940 دولارًا أمريكيًا باعتبارها منطقة مقاومة نشطة للذهب الفوري، فتوقع بعض التصحيح نحو المتوسط المتحرك الأسي على مدى 50 يومًا عند 1930 دولارًا أمريكيًا، يليه المتوسط المتحرك الأسي على مدى 5 أيام عند 1925 دولارًا أمريكيًا ومستويات الدعم الأفقية 1920 دولارًا و1915 دولارًا أمريكيًا.
الرسوم البيانية، التحليل الفني بواسطة سونيل كومار ديكسيت من SKCharting.com
ضعف مؤشر الدولار DX / وقوة مؤشر الذهب XAU
يشير استقرار مؤشر الدولار تحت المتوسط المتحرك لـ5 أيام عند 103.65 إلى الضعف الذي قد يدفعه للأسفل، نحو نطاق بولينجر المتوسط اليومي عند 103.05 والمتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم عند 102.90.
كما سيؤدي الاختراق أدنى 102.90 في DX إلى دفع المؤشر للأسفل أكثر نحو المتوسط المتحرك لـ 50 يومًا عند 102.56 والمتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم عند 102.30.
كذلك، من المرجح أن يستمد الذهب الدعم من ضعف الدولار، مما يزيد من احتمالات إمكانية اقترابه تدريجيًا من الحد الأوسط لمؤشر بولينجر الأسبوعي عند 1951 دولارًا، يليه المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم عند 1955 دولارًا.