طفرة النفط في خطر حيث تستمر في الفترة الاخيرة الشركات الخاصة بـ الاستكشاف والإنتاج النفطي بالولايات المتحدة الأمريكية بالتخفيض لمنصات التنقيب مع الكبح للاستثمارات الجديدة.
أما على الجانب الآخر فقد أشارت التوقعات بالاستمرار للارتفاع لإنتاج النفط الأمريكي عند مستويات قياسية كبيرة، جاء ذلك بالتزامن مع الارتفاع في الأسعار عند أعلى مستوى في عشرة شهور.
كما أشارت الصورة الغير واضحة بسوق النفط الأمريكي عن وجود حالة من الجدل فيما يخص اقتراب طفرة الإمدادات عن نهايتها.
طفرة النفط والضعف لنشاط التنقيب
لاتزال عدد منصات التنقيب عن الخام بالولايات المتحدة عند أقل مستوى لها على الإطلاق وذلك في بداية العام ب 114 منصة، وهو مايوحي أن طفرة النفط قد تنتهي قريباً.
كما أشارت البيانات الخاصة بشركة بيكر هيوز (NASDAQ:BKR) أن عدد منصات التنقيب عن النفط قدرت ب 507 منصة في الأسبوع الذي انتهى يوم 12 سبتمبر الحالي، ويعتبر هو أقل مستوى منذ شهر فبراير من العام .2022
كما حدث تباطؤ في نمو الإنتاج النفطي بالولايات المتحدة بسبب الانضباط المالي، والذي كان قد أظهره المنتجون للخام الصخري في خلال الشهور السابقة.
وقد اتجهت الكثير من الشركات الاستكشافية والإنتاجية للتركيز بشكل أكبر على إعادة المزيد من الأموال للمستثمرين، والسداد للديون وذلك من الاهتمام بالزيادة لإنتاجها من الغاز والنفط.
وقد كشفت البيانات الخاصة ب إرنست آند يونج أن شركات الغاز الأمريكية والنفط قد أنفقت في العام 2022 الكثير من الأموال أكثر من الاهتمام بتوزيعات الأرباح، وإعادة شراء الأسهم بالمقارنة بالاستكشافات والإنتاج من حقول جديدة.
كما اتجهت شركات الطاقة بزيادة الإنفاق لثالث عام على التوالي في 2023 حيث أنها مدفوعة بشكل كبير بالتغطية لارتفاع التكاليف التي ترتبط بالمعدات والعمالة.
الهبوط للإنتاج الصخري في مواجهة طفرة النفط
هناك توقع من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بالتراجع لإنتاج النفط الصخري لثالث شهر على التوالي، وذلك في خلال أكتوبر القادم
وصرحت الوكالة الحكومية بالولايات المتحدة إنها تتوقع انخفاض النفط الصخري بشكل كبير.
الجدير بالذكر أن الهبوط المتوقع لإمدادات النفط الصخري الأمريكي يمثل 40 ألف برميل، وتعتبر هي أكبر وتيرة انخفاض شهري منذ ديسمبر من العام الماضي.
كما أن من شأن هذا التراجع المتوقع أن يبتعد بشكل أكثر عن الذروة الي سجلت في شهر يوليو لتصل عند 9.476 مليون برميل يومي.
جاء التراجع المتوقع مع التوقعات بالهبوط للإمدادات من حقل بيرميان، وهو الأكبر للنفط الصخري بالولايات المتحدة ب 26 ألف برميل لتصل عند 5.78 مليون برميل في اليوم.
كذلك نجد أن إنتاج النفط الصخري الأمريكي يتجه للهبوط من حقل إيجل فورد (NYSE:F) ب 18 ألف برميل، ليصل عند 1.10 مليون برميل في اليوم، ويعتبر هو أقل مستوى له منذ شهر ديسمبر من العام 2022.
الكفاءة في مواجهة انخفاض الإنتاج
بالرغم من التراجع في عدد المنصات الخاصة بالحفر النشطة، نجد أن شركات النفط في الولايات المتحدة الأمريكية تنتج الكثير من الغاز والنفط.
حيث نجد أن هناك استفادة لشركات النفط الأمريكية من التقدم في التكنولوجيا، والذي يسهل عليها حفر آبار بشكل أوسع وأسرع، حيث أصبحت الكفاءة بالعمليات وكذلك الإنفاق الرأسمالي هما عاملين أكثر أهمية بمجال النفط الصخري، لذلك نجد محاولة من الشركات بإثبات ذلك عبر حفر آبار أعمق.
كانت إحدى شركات إنتاج الغاز قد صرحت في شهر يوليو أنها سوف تستمر في تحسين الكفاءة مع التسجيل لأرقام قياسية، وذلك في خلال الربع الثاني، كما ذكرت الشركة أن فريقها قد أضاف أربعة آبار يتخطى طولها الجانبي 20.7 ألف قدم.
طفرة النفط والارتفاع بوتيرة أبطأ
بالرغم من التراجع بإنتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة وهبوط عدد منصات التنقيب، نجد أنه لا تزال الإمدادات الإجمالية للخام في ارتفاع صوب مستويات كبيرة جديدة، حيث أن البعض يرى أن طفرة النفط لا تزال قائمة.
في شهر يونيو الماضي نجد أن إنتاج النفط الأمريكي قد ارتفع عند مستويات قريبة من القمة القياسية التي تم تسجيلها قبل فيروس كورونا، ولكن نجد أن وتيرة النمو تشهد بعض من التباطؤ.
وقد سجل الإنتاج النفطي بالولايات المتحدة 12.9 مليون برميل في اليوم وذلك في شهر يونيو، في مقابل 12.7 مليون برميل بمايو وهو ما يقترب من القمة التي بلغت نحو 13 مليون برميل في اليوم والذي تم تحقيقه في نوفمبر من العام .2019
كانت ريستاد إنرجي قد توقعت الوصول لإنتاج النفط الأمريكي عند مستوى قياسي وهو 13 مليون برميل يومي وذلك في سبتمبر الحالي. ونجد أنه نفس المستوى الذي تم تسجيله قبل وباء كوفيد.19
كما نجد أن الإنتاج يتجه للارتفاع بشكل إضافي حتى ختام العام فهناك توقع من ريستاد بوصول متوسط الإمدادات في أكتوبر وفي خلال الربع الأخير عند 13.1 مليون برميل في اليوم.
أما بالنظر لإجمالي الإمدادات المتوقعة على المستوى السنوي، فيتجه إنتاج النفط الأمريكي لتحقيق مستويات كبيرة جديدة في العامين الحالي والقادم وبدعم من الارتفاع في أسعار الخام.
كما تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بالارتفاع لمتوسط الإنتاج للخام بالولايات المتحدة عند 12.8 مليون برميل يومي في العام الحالي، في مقابل 11.9 مليون برميل للعام السابق حيث أنه قد يتخطى القمة القياسية التي سجلت قبل ظهور فيروس كورونا.
ايضاً تعتقد الوكالة أن الإمدادات النفطية الأمريكية سوف تستمر في الارتفاع عند مستوى قياسي جديد في العام 2024، ليصل عند 13.17 مليون برميل يومي.
وعلى الرغم من التوقعات للارتفاع القياسي للإمدادات الأمريكية من الخام، فإن الإشارات في حالة من التصاعد فيما يخص بطء وتيرة النمو للإنتاج.
ونجد أن النمو البطيء للإمدادات لا يزال يعني الاستمرار بالصعود لإنتاج النفط الأمريكي تجاه مستويات تعتبر غير مسبوقة.
طفرة النفط في مواجهة تصاعد المخاوف
نجد أن شركة أوكسيدنتال بتروليوم (NYSE:OXY) تخطط للمحافظة على الاستقرار لإنتاجها من الخام، حتى مع الارتفاع لأسعار الخام وذلك في الأسابيع الأخيرة.
كانت قد صرحت الرئيسة التنفيذية لـ أوكسيدينتال أن الشركة لاتنوي زيادة الإنتاج النفطي في السوق، حيث أنه لا يشهد حالة من التوازن ما بين العرض والطلب، فقد أشارت أنه في حالة لو تحقق ذلك الأمر فإن الزيادة سوف تكون وتيرتها شبه معتدلة.
كما يرى جون كيمب وهو محلل لأنظمة الطاقة ل رويترز أن الإنتاج النفطي والغاز بالولايات المتحدة هو بالقرب من الذروة في الوقت الحالي، مع الاستجابة للقطاع بتراجع الأسعار منذ المنتصف من العام السابق.
كما أن هناك اعتقاد أن الإمدادات بالولايات المتحدة لاتزال في حالة من الارتفاع، وذلك كرد فعل متأخر للفترة التي كانت تشهد أسعار مرتفعة للخام في خلال الربعين الثاني والثالث من العام 2022 مع التداعيات للغزو الروسي لدولة أوكرانيا والعقوبات المفروضة على موسكو.
وبناء على بيانات تاريخية فنجد أن بعد الذروة في الأسعار يحتاج الأمر لخمسة شهور في المتوسط، وذلك للتراجع لنشاط التنقيب و 12 شهر لهبوط الإنتاج.
كان مايك ويرث وهو الرئيس التنفيذي ل شيفرون (NYSE:CVX) قد صرح أن سياسات الطاقة الغير متسقة بالولايات المتحدة قد تعيق من الإنتاج للنفط الأمريكي، ونوه كذلك أنه ومع حقيقية العودة للإنتاج النفطي الأمريكي عند مستويات قياسية مؤخراً، فإن الوجود لسياسة أفضل للطاقة كان بمقدورها الزيادة بالإمدادات عند مستويات أعلى من ذلك.
ولكن العودة لأسعار النفط للارتفاع مؤخراً قد تؤجل من ذروة الإنتاج بالولايات المتحدة، وقد تؤدي بالاتجاه للنقيض في حالة استعداد المنتجين للزيادة في الإمدادات وذلك للاستفادة من الصعود للأسعار.
كان قد وصل سعر خام برنت عند مستويات 95 دولار للبرميل بوقت سابق من الشهر الحالي، وذلك لأول مرة منذ نوفمبر من العام 2022 قبل تقليص مكاسبه في وقت لاحق.