بالنسبة لمتداولي النفط، من الثيران والدببة، كانت بداية العام الجديد بمثابة أطول أسبوع بيع على الإطلاق. وبالمصادفة، بدأ سوق النفط العام أيضًا بالقرب من أطول فترة بيع على الإطلاق. وقبل الشراء في نهاية العام، أشار جون كيمب من رويترز إلى أن صافي المراكز عبر جميع عقود النفط الخام الثلاثة قد انخفض إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 128 مليون برميل في 12 ديسمبر.
ضغوط وسحب استثمارات
صناديق التحوط هي أسهم الطاقة الأقل شراءً خلال السنوات الخمس الماضية على الأقل وفقًا لـ جولدمان ساكس (GS). يرجع بعض هذا النقص في المشاركة إلى الضغوط التي تتعرض لها صناديق التحوط والبنوك من أجل سحب استثماراتها في الوقود الأحفوري في عالم تسوده الرأسمالية المستيقظة والاستثمار البيئي والاجتماعي والمؤسسي، وهو ما يعني شراء أسهم الشركات التي تسجل درجات عالية على مقاييس المسؤولية البيئية والمجتمعية وفقًا لحكم الأشخاص الذين يربحون من خلال عدم كفاءة الطاقة والحصول على المزيد من السلطة السياسية.
كيف تتحكم البنوك في سعر النفط
لقد تعثر مشترو النفط بسبب التقلبات الشديدة وانخفاض السيولة مما يتسبب في تقلبات كبيرة في السوق ذهابًا وإيابًا. يحاول السوق الموازنة بين عوامل الخطر الجيوسياسي مقابل توقعات الطلب المتشائمة والكئيبة ويأمل أن يستمر الإنتاج الأمريكي في الارتفاع على أمل أن يتمكنوا من ملء الفراغ الناجم عن تخفيضات إنتاج أوبك.
تقوم الخوارزميات ببيع التجمعات في أغلب الأحيان في الساعة 3 صباحًا بالتوقيت المركزي وتدفعها للأسفل حتى يأتي دور الشراء. أحيانًا يحدث ذلك حوالي الساعة 4 صباحًا وأحيانًا 8 صباحًا وأحيانًا لا يحدث ذلك على الإطلاق. ومع ذلك، فإننا لم نبدأ في رؤية بداية استنزاف مستمر لإمدادات النفط الأمريكية فحسب، بل إن الواقع هو أن السوق قد تكون راضية للغاية عن المخاطر الحقيقية المتعلقة بالإمدادات.
أسعار النفط والتهديدات الجيوسياسية
حذر بنك جولدمان ساكس اليوم من أن الاضطرابات المستمرة في مضيق هرمز قد تؤدي إلى مضاعفة أسعار النفط. ويطلقون عليه اسم "برميل البارود". وفي حين أن السوق قد ترى أن هذا غير مرجح في الوقت الحالي، فهل بات من غير المرجح أن تتمكن مجموعة من المتمردين الحوثيين من إغلاق البحر الأحمر بشكل فعال؟ إذا كنت تصدق تقييم جولدمان ساكس، فمن الحكمة أن يكون لديك بعض التحوط لارتفاع الأسعار.
سياسة أمريكا في إعادة ملء احتياطي البترول SPR
تتخذ إدارة بايدن طريقًا طويلًا لإعادة ملء الاحتياطي البترولي الاستراتيجي (SPR) الذي يبدو مناهضًا للاستثمارات البيئية والاجتماعية والحوكمة، وقد يكون من الصعب العثور على النفط في المستقبل. وأعلنت إدارة معلومات الطاقة (EIA) بالأمس عن سحب كبير آخر لمخزون النفط الخام التجاري الأمريكي بمقدار 5.5 مليون برميل مقارنة بالأسبوع السابق. عند 431.1 مليون برميل، تراجعت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بحوالي 2% عن متوسط الخمس سنوات لهذا الوقت من العام. الآن، إذا أضفت الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، فإن العجز في العرض سيكون أكبر بكثير.
لا ينبغي أن تشعر بالراحة كثيرًا تجاه تراكمات الإنتاج الضخمة لأنها على الأرجح خدع ضريبية في نهاية العام. وقد أفادت إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات إمدادات بنزين السيارات زادت بمقدار 10.9 مليون برميل عن الأسبوع الماضي وهي أعلى قليلاً من متوسط الخمس سنوات لهذا الوقت من العام. ارتفعت مخزونات الوقود المقطر بمقدار 10.1 مليون برميل الأسبوع الماضي وهذا أقل بنحو 6٪ من متوسط الخمس سنوات لهذا الوقت من العام.
ومع ذلك، كما أشارت هفير للأبحاث، فإن "الانخفاض الهائل في الطلب الضمني على المنتج + تراكم المنتج يأتي من التلاعب بالمخزون في نهاية العام. وهذا يحدث كل عام."
لا أعتقد أنه يمكن لأي شخص أن يقول بصراحة إن العالم أصبح مكانًا أكثر استقرارًا منذ وصول إدارة بايدن إلى السلطة.وعلى وجه الخصوص ليس في عالم النفط. أفاد دان تسوبوشي من تيدبيتس للطاقة أنه بسبب المتمردين الحوثيين، ارتفع سعر شحن الحاويات أمس، وهي تكلفة ستظهر في التضخم. وكما نعلم، فإن تحويل مسار شركة ميرسك حول رأس الرجاء الصالح سيستمر في المستقبل المنظور، حيث أنها "تشجع العملاء على الاستعداد لاستمرار الاضطرابات في المنطقة وحدوث اضطراب كبير في الشبكة العالمية".حيث تتعامل قناة السويس تتعامل مع 2% من التجارة العالمية.
العقوبات ضد إيران..سوق جديد
ويعرف العالم أن الحوثيين يتم تمويلهم من قبل إيران، وإذا تم فرض العقوبات على إيران، فسوف تجد الصين طريقة لشراء النفط الإيراني ولكن بخصم كبير. كانت الصين تخفض عروضها لأنه عندما فرضت الولايات المتحدة العقوبات، صار النفط الإيراني ملفًا ساخنًا جدًا بحيث لا يستطيع الكثيرون التعامل معه.
والآن فإن إيران تقول للصين إنها إذا كانت تريد نفطها، فعليها أن تدفع سعراً أعلى. ذكرت وكالة رويترز أن "تجارة النفط الصينية مع إيران توقفت بسبب قيام طهران بحجب الشحنات ومطالبتها بأسعار أعلى من أكبر عملائها"، مما أدى إلى تقليص الإمدادات الرخيصة لأكبر مستورد للخام في العالم. وقد يؤدي انخفاض إمدادات النفط الإيراني، الذي يشكل نحو 10% من واردات الصين من الخام والذي بلغ مستوى قياسيا في أكتوبر، إلى دعم الأسعار العالمية والضغط على أرباح مصافي التكرير الصينية.
هذه الخطوة المفاجئة، التي وصفها أحد المسؤولين التنفيذيين في الصناعة بأنها "خطأ"، تمثل انعكاسًا للتنازل الأمريكي في أكتوبر عن العقوبات المفروضة على النفط الفنزويلي، والذي أدى إلى تحويل الشحنات من المنتج الواقع في أمريكا الجنوبية إلى الولايات المتحدة والهند، مما أدى إلى رفع الأسعار بالنسبة للصين وتراجع عدد الشحنات بحسب رويترز.
وقد أدى ذلك إلى خلق حالة من الجمود حتى الآن، وجعل إيران تشعر بثقة كبيرة في قدرتها على مطالبة الصين بسعر أعلى لنفطها. وهذا جعل إيران تعتقد أن الطلب على النفط سيظل قوياً وأن بايدن لن يفرض العقوبات. وكما تعلمون، فقد وافقت الصين بالفعل على السماح لمصافيها بزيادة وارداتها النفطية بنسبة تزيد عن 60% عما كانت عليه قبل عام.
الفرصة الأخيرة للاستفادة من السعر المخفض على InvestingPro! تمتع بمزايا منصة استراتيجية الاستثمار والتحليل الأساسي InvestingPro بخصم 50% بمناسبة بالعام الجديد، مع خصم إضافي لقراء مقالاتنا، حيث يحصلون على خصم إضافي بنسبة 10% على اشتراك Pro+ لمدة عامين باستخدام كوبون "SAPRO2" هنا