انخفض اليورو/دولار في الأيام الأخيرة مع استمرار استقرار الدولار الأمريكي ومحاولته العثور على الدعم على خلفية تراجع احتمالات خفض سعر الفائدة في مارس.
علاوة على ذلك، فإن الارتفاع المستمر في معنويات المخاطرة يتعارض مع عمليات بيع كبيرة في أزواج العملات الحساسة للمخاطر مثل زوج اليورو/دولار.
لذلك، لن أتفاجأ إذا بدأ زوج اليورو/الدولار الأمريكي في إظهار بعض التماسك الصعودي مرة أخرى هذا الأسبوع، على الرغم من كل هذا التشاؤم بشأن الوضع في منطقة اليورو والشرق الأوسط.
للتأكيد، وعلى الرغم من ذلك، سنحتاج إلى رؤية نمط انعكاس صعودي على الرسم البياني اليومي لزوج اليورو/الدولار الأمريكي، ومن الناحية المثالية حول المتوسط المتحرك لمدة 200 يوم حوالي منطقة 1.0845/1.0850.
وهذا هو المستوى الذي كان زوج التداول الشهير يحوم حوله خلال الأيام القليلة الماضية
اليورو/دولار يرتد بعد الحديث عن تخفيف سياسة البنك المركزي الأوروبي
تمكن زوج اليورو/دولار من التعافي من الضعف المبكر بحلول جلسة منتصف صباح يوم الثلاثاء في أوروبا.
كما ارتدت معظم عملات اليورو الأخرى، حيث انتعش الزوج اليورو/الجنية الاسترليني، على سبيل المثال، إلى حوالي 0.8550 بعد أن انخفض إلى أضعف نقطة له يوم الاثنين منذ أغسطس.
وتضررت العملة الموحدة بسبب التصريحات المخففة الصادرة عن مجموعة من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي، الذين دعوا إلى خفض سعر الفائدة بشكل أسرع.
لكن صباح يوم الثلاثاء، وجد اليورو دعمًا بعد أن جاءت البيانات الواردة من ثاني وثالث ورابع أكبر اقتصادات في منطقة اليورو أفضل من المتوقع.
وقد خفف ذلك من المخاوف بشأن العملة الموحدة بعد صدور البيانات الضعيفة من ألمانيا، القوة الاقتصادية في منطقة اليورو.
سيظل زوج اليورو/دولار محل تركيز هذا الأسبوع مع صدور البيانات الأمريكية الرئيسية المرتقبة هذا اللأسبوع ، بينما سيقرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي السياسة النقدية.
البيانات الضعيفة من ألمانيا يقابلها بيانات أقوى من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا
لقد اكتشفنا ما كان يتوقعه الجميع: أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي الألماني أن القوة الاقتصادية ظلت تعاني من نقص الوقود في الربع الأخير من عام 2023.
وانكمش أكبر اقتصاد في منطقة اليورو بنسبة 0.3% على أساس ربع سنوي كما كان متوقعًا. ومع ذلك، وبفضل مراجعات بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع السابق، استطاعت ألمانيا تجنب الركود الفني (أي ربعين متتاليين من النمو السلبي).
ومع ذلك، كان عام 2023 ككل سيئًا، حيث انخفض الإنتاج بنسبة 0.3% على أساس سنوي. وكانت تلك، بالمناسبة، المرة الأولى منذ ذروة الوباء في عام 2020 التي ينكمش فيها الاقتصاد الألماني على أساس سنوي.
ومع تسعير النمو الألماني بالكامل، قاوم اليورو المزيد من الانخفاض. وكانت لدينا بيانات أفضل من المتوقع من ثاني وثالث ورابع أكبر اقتصادات منطقة اليورو: فرنسا وإيطاليا وإسبانيا.
وقد خففت هذه البيانات من المخاوف بشأن العملة الموحدة إلى حد ما، وساعدت بذلك على دفع زوج اليورو/دولار مرة أخرى بالقرب من متوسط 200 يوم والمقاومة في منطقة 1.0845/1.0850.
من بين مفاجآت البيانات الإيجابية من منطقة اليورو، نمو الاقتصاد الإسباني بنسبة 0.6% على أساس ربع سنوي مقارنة بـ 0.2% المتوقعة ومراجعة صعودية بنسبة 0.4% في الربع الثالث.
إيطاليا أيضًا، شهدت نموًا يفوق التوقعات، حيث وصل النمو إلى +0.2% على أساس ربع سنوي مقابل صفر متوقع ومراجعة صعودية إلى +0.1% في الربع السابق.
ونتيجة لذلك، تجنبت منطقة اليورو ككل الركود: على الرغم من أن اقتصادها لم يتوسع، إلا أن ثبات الأداء أفضل من الانكماش الطفيف المتوقع.
علاوة على ذلك، كان معدل التضخم في إسبانيا أكثر سخونة عند 3.4% مقابل 3.0% المتوقعة و3.1% في المراجعة الأخيرة، مما يوفر لصقور البنك المركزي الأوروبي سببًا إضافيًا لتوخي الحذر عندما يتعلق الأمر بخفض أسعار الفائدة.
علاوة على ذلك، جاء معدل الإنفاق الاستهلاكي في فرنسا أفضل عند 0.3% شهريًا مقابل صفر متوقع و0.6% سابقًا.
تصريحات البنك المركزي الأوروبي المخففة كان لها تأثير محدود على توقعات اليورو/دولار
تشير بيانات منطقة اليورو القوية قليلاً الصادرة يوم الثلاثاء، والصادرة من خارج ألمانيا إلى أن البنك المركزي الأوروبي لن يكون في عجلة من أمره للبدء في خفض أسعار الفائدة، على الرغم من بعض التصريحات المخففة التي أدلى بها أمس بعض مسؤولي البنك المركزي الأوروبي.
انخفض زوج يورو/دولار يوم الاثنين إلى ما دون مستوى 1.08 للمرة الأولى منذ ديسمبر، قبل أن يرتد ليغلق فوق هذا المستوى.
وكان ضعف الزوج مدفوعاً بتصريحات التخفيف الصادرة عن مسؤولين في البنك المركزي الأوروبي، حيث اقترح أمثال بيتر كازيمير، وفرانسوا فيليروي دي جالهاو، وماريو سينتينو أن البنك المركزي يجب أن يخفض أسعار الفائدة عاجلاً وليس آجلاً.
ومع ذلك، كانت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد أكثر تشددًا بعض الشيء في المؤتمر الصحفي للبنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي، على الرغم من أنها لم تتراجع بقوة كما كان متوقعًا عن تصريحاتها ضد رهانات السوق على التخفيض في الربيع.
ومع ذلك، رفض البنك المركزي الأوروبي تقديم أي توجيه رسمي.
وقد اتخذ معظم صناع السياسات الآخرين في المؤسسة موقفاً أكثر حذراً، على سبيل المثال، عضو مجلس إدارة لاتفيا مارتينز كازاكس، الذي قال أمس إن الخطأ الأسوأ هو البدء في خفض تكاليف الاقتراض في وقت مبكر جداً والسماح بعودة التضخم.
وبما أن معظم واضعي أسعار الفائدة في البنك المركزي الأوروبي يبدو أنهم يؤيدون انتظار بيانات الأجور لشهر مايو قبل اتخاذ قرار بشأن خفض أسعار الفائدة، فإنني أشك في أن العملة الموحدة ستنخفض بشكل حاد أكثر بناءً على تصريحات التخفيف من عدد قليل من الأعضاء فقط.
ومع ذلك، فإن تلك التصريحات المخففة من عدد قليل من المسؤولين لم تمنع المستثمرين من الرهان على خفض أسعار الفائدة في أقرب وقت في أبريل.
بدأت عملية إعادة التسعير الحذرة بعد أن قال بيتر كازيمير، أحد الأصوات الأكثر تشددًا في البنك المركزي الأوروبي، إن خفض سعر الفائدة "في متناول أيدينا".
وفي حين دعا ماريو سينتينو إلى خفض أسعار الفائدة عاجلا وليس آجلا، أشار عضو مجلس الإدارة فرانسوا فيليروي دي جالهاو إلى أن البنك المركزي الأوروبي قادر على خفض أسعار الفائدة في أي لحظة هذا العام.
وأشار إلى أن جميع الخيارات مفتوحة في الاجتماعات القادمة، حيث قال: "فيما يتعلق بالموعد المحدد، لا يتم استبعاد أي منها، وسيكون كل شيء مفتوحًا في اجتماعاتنا القادمة".
تركيز المتداولين يتحول إلى البيانات الأمريكية واللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة
وجدت أسواق الدولار والسندات والأسهم الدعم في وقت متأخر من يوم الاثنين بعد أن أظهرت توقعات وزارة الخزانة الأمريكية أن صافي متطلبات الاقتراض في الربع الأول سيكون أفضل بمقدار 55 مليار دولار عما توقعته سابقًا.
يوفر هذا خلفية أفضل لإعلان استرداد الأموال ربع السنوي يوم الأربعاء، وهذا هو سبب انخفاض عوائد السندات ووجدت أسهم التكنولوجيا دعمًا جديدًا عند أعلى مستوياتها على الإطلاق.
حدث هذا قبل تقرير أرباح مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) وكذلك ألفابت و إيه إم دي، يوم الثلاثاء بعد الجرس.
سيكون كل الاهتمام منصبًا على البيانات الأمريكية القادمة واجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة هذا الأسبوع. أعتقد أن اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة القادم قد لا يتماشى مع معنويات التيسير السائدة في أسعار السوق الحالية.
وبما أنهم كشفوا عن مخططهم النقطي وتوقعات فريق العمل في ديسمبر، فمن المرجح أن تكون مصادرنا الرئيسية لرؤى السياسة هي البيان أو المؤتمر الصحفي.
انطلاقًا من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها بنك الاحتياطي الفيدرالي، يبدو من غير المحتمل أن يتبنى موقفًا مخففًا، مما يعني مسارًا صعوديًا محتملاً للدولار الأمريكي وعوائد السندات.
ومع ذلك، فإن هذا سيكون متوقعا من قبل الأسواق بالفعل.
لذا، إذا كانوا أكثر تشددًا مما كان متوقعًا، فربما يمنح ذلك الدولار دعمًا أكثر استدامة، في حين أن أي شيء يتماشى مع التوقعات أو يميل إلى التيسير قليلاً من شأنه أن يتسبب في انعكاس هبوطي للدولار.
التحليل الفني لزوج اليورو/الدولار الأمريكي
لا يزال زوج اليورو/دولار محصورًا داخل نطاقات صغيرة قبيل الأحداث الرئيسية المنتظرة في وقت لاحق من الأسبوع.
المصدر: TradingView.com
تظهر المقاومة على المدى القصير حول منطقة 1.0845/50 حيث يوجد أيضًا المتوسط المتحرك على مدى 200 يوم. وفوق هذا المستوى، فإن المستوى 1.0900 هو مستوى المقاومة الرئيسي التالي.
سوف يتطلع الثيران إلى اختراق واضح فوق 1.0900 لترجيح كفة الميزان لصالحهم. في الوقت نفسه، يتطلع الدببة إلى أدنى مستوى لشهر ديسمبر عند 1.0723 بعد ذلك، ومن المفترض أن يفسح الدعم عند 1.0800 الطريق خلال اليوم أو اليومين التاليين.
وكما ذكرت سابقًا وللتلخيص، أتوقع أنه لن يكون هناك تحول هبوطي كبير في زوج اليورو/الدولار الأمريكي من المستويات الحالية.
يتم أخذ إعادة تقييم تأثير التشديد على الدولار في الاعتبار إلى حد كبير في هذه المرحلة، ويشير ارتفاع المخاطر المستمر إلى أن الانخفاض الكبير في أزواج العملات الحساسة للمخاطر مثل زوج يورو/دولار غير مرجح.
وبالتالي، لن يكون الأمر مفاجئًا إذا شهدنا حركة سعرية صعودية لزوج اليورو/الدولار الأمريكي هذا الأسبوع، على الرغم من المخاوف المحيطة بمنطقة اليورو والوضع في الشرق الأوسط.
***
اقرأ مقالاتي على سيتي إندكس