تم تداول الذهب عند أعلى مستوى له على الإطلاق عند مستوى الـ 2,195 دولار للأونصة في 8 مارس، مما أدى إلى زيادة مكاسبه منذ بداية العام إلى 5% ومكاسبه على مدار 12 شهراً إلى ما يقرب من 20%، وهو يتحرك في نفس الاتجاه مع أصول المخاطر. قد يكون اندفاع اسعار الذهب الفورية بمثابة مفاجأة للمستثمرين، مع الأخذ في الاعتبار أن الارتفاع القياسي للمعادن الثمينة "الملاذات الآمنة" لا يتزامن مع الأحداث السابقة التي أدت إلى ارتفاع أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
يعتبر الذهب أحد أقدم الاستثمارات في العالم - ويُنظر إليه غالباً على أنه وسيلة للتحوط ضد خسائر السوق في أماكن أخرى - وهو يواصل اكتساب القيمة. هل سينخفض سعر الذهب خلال الأيام والأسابيع المقبلة بعد أن وصل إلى مستويات قياسية جديدة على الرغم من قوة سوق الأسهم والاقتصاد الأمريكي
قد يعزى الارتفاع في أسعار الذهب إلى عوامل السياسة النقدية التقليدية. تلعب التوقعات المنخفضة لأسعار الفائدة دوراً مهماً، مما يتسبب في انخفاض عوائد السندات الحكومية الأمريكية وتقليل جاذبية فئة أصول أخرى آمنة عادةً.
في الوقت الحالي، هناك احتمال بنسبة 70% في الأسواق لخفض أسعار الفائدة الأمريكية بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يونيو، يبقي هذا السيناريو عائدات سندات الخزانة الامريكية منخفضة ويمنع الدولار الأمريكي من الاستفادة من انتعاشه الأخير من أدنى مستوى له منذ منتصف يناير،
على الرغم من نغمة المخاطرة الإيجابية بشكل عام، والتي يمكن أن تكون بمثابة رياح معاكسة، فقد يستمر هذا الاتجاه في تقديم الدعم لسعر الذهب. عادةً، يؤدي ضعف الدولار الأمريكي إلى ارتفاع سعر الذهب، حيث أن هناك حاجة إلى المزيد من الدولارات لشراء أونصة من الذهب. لكن هذه الديناميكية ليست واضحة هذه المرة. حيث ارتفع مؤشر الدولار منذ بداية هذا العام بنحو 2%.
داخل الولايات المتحدة، هناك عدة تفسيرات أخرى لارتفاع أسعار الذهب، حيث يبحث بعض المستثمرين عن طرق للمراهنة ضد احتمال حدوث تضخم أسوأ من المتوقع، وإعادة تنظيم محافظهم الاستثمارية بعد ارتفاع الأسهم، والحماية من عدم الاستقرار الجيوسياسي، مع قضايا تلوح في أذهان المستثمرين مثل الحروب بين إسرائيل وحماس وروسيا وأوكرانيا.
وعندما سئل عن التوقعات الاقتصادية في تقرير السياسة النقدية نصف السنوي، قال باول إنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن الاقتصاد "في خطر كبير من الركود على المدى القريب أو أنه سوف يواجهه". ومع ذلك، مع استمرار الركود العالمي، والذي يمكن أن يؤثر أيضاً على الولايات المتحدة، فإن المخاطر النظامية المتزايدة تضيف تأثيراتها الإيجابية إلى أسعار الذهب.
يتوقع ندوق النقد الدولي، وهو منظمة دولية تعزز الاستقرار المالي العالمي والتعاون الاقتصادي والنمو المُستدام، أن يبلغ متوسط سعر الذهب 1,775 دولار للأونصة في عام 2024، بانخفاض طفيف عن 1,800 دولار للأونصة عن توقعات عام 2023. وتستند توقعات سعر الذهب لعام 2024 إلى توقعات النشاط الاقتصادي العالمي وتوقعات التضخم وظروف الأسواق المالية.