أخطأت بشأن النفط . ظننت أن الارتفاع الفني لأسعار النفط يوم أمس سيستمر لفترة أطول مما حدث، ولكنه في الحقيقة بدأ يظهر عليه الوهن بحلول منتصف النهار في أوروبا. وفي أعقاب ارتفاعه المثير بنسبة 7.5% عن أدنى مستوياته يوم الجمعة في منتصف النهار في أوروبا، أنهى خام غرب تكساس الوسيط يوم أمس بانخفاض بنحو 5٪ عن مستويات افتتاحه في أوروبا (بارتفاع بنسبة 1.4% فقط عن أدنى مستوياته يوم الجمعة). وأعتقد أن المتداولين يتفقون معي في أن فكرة أن الاقتصاد العالمي سيقوم بإنقاذ أسواق النفط هي فكرة تعبر عن أمل وليس إستراتيجية. وكانت المشاعر قد تأثرت بمزيد من التصريحات التي أدلى بها وزير البترول السعودي الذي قال إن منظمة الأوبك لن تخفض الإنتاج بأي ثمن (ذكر سعر 20 دولارا للبرميل!). وحتى تزيد الأمور من سيء إلى أسوأ، قال وزير النفط العراقي إن بلاده تعتزم زيادة الإنتاج في العام المقبل، مما يزيد من وفرة المعروض في السوق.
ومن الواضح أن الاتجاه السائد في سوق النفط هو اتجاه سلبي بالنسبة للعملات المرتبطة بالطاقة – وهي الدولار الأسترالي والدولار الكندي والكرونة النرويجية، وبالطبع الروبل الروسي – خلال الأشهر المقبلة. ويذكر أن الكرونة النرويجية كانت هي أسوأ العملات أداء بين عملات مجموعة العشرة.
ومع ذلك، سجل النفط ارتفاعا طفيفا في التعاملات الآسيوية صباح اليوم وسط توقعات بأن بيانات مخزون الولايات المتحدة من النفط والتي سيتم الكشف عنها يوم الأربعاء ستظهر انخفاضا للأسبوع الثاني على التوالي. وما زلت أتوقع أن يصبح النفط أشبه بسوق ذو اتجاهين في الوقت الحالي حيث من المرجح أن يوجد قدر من إغلاق مراكز البيع عند هذه المستويات المنخفضة. ومن المفترض أن يؤدي هذا إلى زيادة التقلبات في العملات المرتبطة بالنفط.
ارتفع الروبل الروسي بشكل كبير على الرغم من تراجع أسعار النفط. ويبدو أن المصدرين يستجيبون لضغط الحكومة لبيع العملات الأجنبية، ولاسيما في ظل اقتراب مهلة سداد الضرائب. وعلاوة على ذلك سيتم إغلاق سوق الفوركس الروسية اعتبارا من 1 يناير ولن يعاد فتحها إلا يوم 12 يناير، ولذلك فإن المستثمرين الذين يقومون ببيع الروبل قد يقوموا بإغلاق مراكزهم قبل ذلك الوقت بدلا من اتخاذ المخاطر جنبا إلى جنب مع فائدة الاقتراض السلبية. وعلى الرغم من ذلك فإنني أشك في أن هذه هي نهاية القصة للروبل الروسي حيث إن أن سعر الطاقة - التي تشكل نحو ثلثي صادرات البلاد – لن يتعافى بشكل كبير في أي وقت قريبا.
أدى انخفاض أسعار النفط وارتفاع الدولار الأمريكي إلى الضغط على الذهب، الذي انخفض مخترقا عدة حواجز دعم ليجري تداوله بالقرب من أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع. فمن ذا الذي يحتاج للتحوط من التضخم الآن؟ ففي ظل ارتفاع الأسهم الأمريكية لمستويات قياسية (يرجى قراءة السطور التالية) كما أن الأسهم الصينية تؤدي أداء جيدا أيضا، يرى كثير من المستثمرين خيارات أفضل ليستخدموا فيها أموالهم.
ارتفعت الودائع تحت الطلب لدى البنك المركزي السويسري بمقدار 3.11 مليار فرنك سويسري أو بحوالي 1% الأسبوع الماضي. ويعتبر هذا الرقم – الذي يعبر عن الممتلكات المكافئة للنقد التي تحتفظ بها البنوك التجارية لدى البنك المركزي – سببا غير وجيه للتدخل في سوق العملات. وجاء هذا الرقم أقل مما كان متوقعا لأن المحللين قد افترضوا أن التدخل الكبير هو ما أجبر البنك المركزي السويسري على فرض أسعار الفائدة السلبية على الودائع السلبية. (سيتم الإعلان عن بيانات احتياطي العملات الأجنبية لشهر ديسمبر يوم 7 يناير). وتظهر حقيقة أن البنك المركزي السويسري فرض أسعار فائدة سلبية في مثل هذه الظروف أن البنك مصمم على المحافظة على الحد الأدنى لسعر صوف اليورو/الفرنك السويسري كما هو بدون تغيير. وكانت عائدات السندات السويسرية قصيرة الأمد قد زادت من انخفاضها في المنطقة السلبية حيث إن السوق قد قام بالفعل بتسعير مزيد من التحرك من جانب البنك المركزي السويسري. ويذكر أن ثقة السوق مرتفعة في الحد الأدنى لزوج اليورو/الفرنك السويسري ويبدو الأمر أقرب إلى رهان في اتجاه واحد كما هم موجود في عالم الفوركس اليوم.
أغلق مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعا لليوم الرابع على التوالي ومسجلا مستوى قياسي جديد، وبطبيعة الحال مسجلا مستوى قياسي جديد لهذا العام. وعلى ما يبدو فإن هذا هو العام الأول منذ عام 1928 (على الأقل) الذي لم تنخفض فيه السوق لمدة أربعة أيام على التوالي! وهذا الأداء الجيد يصيب خبراء الاستثمار بالقلق - فنقطة انطلاقهم لعام 2015 هي مستوى قياسي مرتفع، وبالتالي فإن تحقيق المكاسب قد يكون مسألة صعبة بالنسبة لهم.