أقدمت أستراليا على تسيير برنامج كبير للتوسع والاستثمار في مجال الطاقة، هدفه وضع بنى تحتية ضخمة للغاز الطبيعي المسال، ويشمل مشاريع قائمة ومستقبلية تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 170 مليار دولار. وتعتبر أستراليا حاليا رابع أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي في العالم، وثالث أكبر دولة مصدرة لهذه السلعة إلى منطقة آسيا-المحيط الهادي، حيث كانت قد صدرت في سنة 2011 18.9 مليون طن من الغاز الطبيعي الذي بلغت قيمته 11.1 مليار دولار.
وقال وزير الموارد والطاقة الأسترالي مارتن فيرغوسون: "إن الاستثمارات في قطاع الطاقة تتنامى بوتيرة سريعة جدا، حيث أصبحنا الآن ملتزمين باستثمارات تصل قيمتها إلى قرابة 170 مليار دولار في قطاع الغاز الطبيعي المسال وحده، لإقامة مشاريع جديدة للطاقة. وتعكف شركات الطاقة حاليا على وضع خطط تستجيب لارتفاع الطلب على الغاز من مناطق مختلفة من العالم، ومن الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند بشكل خاص".
وعرّف فيرغوسون الزخم الحالي في الاستثمارات ب"العصر الذهبي للغاز"، قائلا إنه يتم حاليا بوضوح التركيز على الطاقة النظيفة، علما بان الغاز يعترف به على نطاق واسع مصدرا للطاقة نظيفا وآمنا ومريحا، يمكن نقله بسهولة إلى أسواق بعيدة. وأكد أن أستراليا جاهزة لأداء دور رائد في خدمة احتياجات مختلف اللاعبين في الاقتصادات العالمية وأنها من أجل ذلك تقوم باتخاذ أي إجراء ممكن. وقال: "إن الصين أكبر زبائننا ومعها اليابان ونعتبر أن هناك احتمالات ضخمة مع الهند أيضا، نظرا لنمو اقتصادها وتزايد حاجتها إلى الطاقة".
وتقوم الهند في الآونة الأخيرة بنشاط ملحوظ يهدف إلى التعاقد على استيراد الغاز من الأسواق الأسترالية والأمريكية، ويعتقد أن شركتي GAIL (الهند) وPetronet LNG قد توصلتا إلى اتفاق لتوريد الغاز من مشروع Gorgon LNG المخطط لتسييره. كما تقوم شركتا Petronet LNG و Gujarat State Petroleum Corporation (GSPC) الهنديتان بإجراء مباحثات حول شراء الغاز الطبيعي، غير أن تراجع أسعار الغاز في الولايات المتحدة لا بد أن يكون له تأثير كبير على هؤلاء اللاعبين الذين يرون أن سعر الغاز الأسترالي أغلى قليلا مما يجب أن يكون.
ولكن الحكومة الأسترالية الحالية التي تسيطر على كم كبير من موارد الغاز الطبيعي التقليدية، ليست متأثرة بذلك، وقد تعرفت على مناطق بحرية كثيرة في شمال أستراليا وغربها يحتمل الاستثمار في استخراج الغاز والنفط منها. ويشمل عدد من المشاريع منطقة الجرف القاري الشمالية الغربية، وحقول مشروع Gorgon ، وحقول مشروع Browse ، وحقول مشروع Bayu-Undan ، وحقول مشاريع كل من Greater Sunrise، Scarborough ،Pluto ، وفي الآونة الأخيرة حقول Wheatstone و Ichthys وPrelude .
وفي شرق أوستراليا، تم اكتشاف موارد كبيرة على اليابسة في كوينزلاند وأخرى أكثر تواضعا في نيو ساوث ويلز.
وفي الوقت الحاضر تملك أستراليا ثلاثة مراكز عاملة لمعالجة الغاز الطبيعي المسال، وهي مشروع الغاز الطبيعي North West Shelf (NWS) في غرب أستراليا، مركز Darwin K، وبدأ يعمل مؤخرا مركزPluto الذي أصبح جاهزا لإنتاج أول دفعة له للغاز المكثف. ويملك مشروع الجرف القاري الشمالي الغربي NWS خمسة خطوط إنتاجية تبلغ طاقتها الإجمالية 16.3 مليون طن من الغاز سنويا. أما الخط الوحيد الذي يملكه مركزDarwin ، فتبلغ طاقته الإنتاجية 3.6 مليون طن من الغاز، فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية لمشروعPluto ذي الخط الإنتاجي الوحيد أيضا 4.3 مليون طن.
وثمة كذلك عدد آخر من مشاريع الغاز الطبيعي الأسترالية التقليدية في مراحل مختلفة من التطوير، منها مشروع Gorgon الضخم، الذي يتضمن في المرحلة الأولى ثلاثة مسارات إنتاجية تبلغ طاقتها الإنتاجية الإجمالية 15 مليون طن، وهو مشروع لا يزال تحت الإنشاء، ويتوقع أن يباشر إنتاجه في عام 2014 أو عام 2015. وفي الفترة الأخيرة تم اتخاذ قرارات استثمارية نهائية بالنسبة لمشروعWheatstone الذي سيعمل بمسارين وطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 8.9 مليون طن، ويتوقع أن يباشر عمله سنة 2016، ثم مشروع Ichthys المؤلف من مسارين تبلغ طاقتهما الإنتاجية الإجمالية 8.4 مليون طن سنويا، ويتوقع بدء تشغيله سنة 2017.
وقد تم اتخاذ قرار استثماري نهائي بشأن إنشاء مشروعPrelude الذي ستبلغ طاقته الإنتاجية 3.5 مليون طن، ومن المقرر أن يتم فيه استخدام تكنولوجية تعويم الغاز الطبيعي المسال، وسيدخل طور الإنتاج في عام 2016 أو 2017. وتتمثل تكنولوجية التعويم إنتاج الغاز الطبيعي المسال عبر منشأة شبيهة بالزورق المسطح، وهي تناسب حقول الغاز الطبيعي البحرية الصغيرة نسبيا، والبعيدة عن اليابسة أو عن بني تحتية قائمة.
نقودي.كوم/www.nuqudy.com