من ناتاليا زينتس وماكس هوندر
كييف (رويترز) - قال سيرهي جايداي حاكم منطقة لوجانسك بشرق أوكرانيا إن القصف الروسي لمصنع آزوت للكيماويات في مدينة سيفيرودونيتسك تسبب في اندلاع حريق هائل يوم السبت بعد تسرب أطنان من النفط، وذلك مع احتدام المعركة للسيطرة على المدينة.
وتحول سعي القوات الروسية للسيطرة على سيفيرودونيتسك إلى واحدة من أكثر المعارك دموية حتى الآن منذ بدء الغزو في 24 فبراير شباط. ولم يحسم أي من الجانبين هذه المعركة رغم استمرار القتال منذ أسابيع وتحول المدينة إلى أنقاض.
ولم يذكر جايداي ما إذا كان الحريق في المصنع الذي يحتمي به مئات المدنيين قد تم إخماده. ولم يتسن لرويترز التحقق بشكل مستقل من النبأ.
وفي حديثه للتلفزيون الأوكراني، قال جايداي إن القتال يستعر في سيفيرودونيتسك، وهي مدينة صغيرة في لوجانسك صارت محور تقدم روسيا في شرق البلاد. وكان قد قال في وقت سابق يوم السبت إن القوات الروسية سيطرت على معظم المدينة لكن أوكرانيا تسيطر على مصنع آزوت للكيماويات.
ودعت أوكرانيا الغرب إلى الإسراع في تسليم الأسلحة الثقيلة لتحويل مسار الحرب مع القوات الروسية التي تقول إنها تمتلك ما لا يقل عن عشرة أمثال عدد قطع المدفعية التي بحوزة القوات الأوكرانية. ومع ذلك، فقد أثبت الجيش الأوكراني أنه أكثر صمودا مما كان متوقعا في المراحل الأولى من القتال.
وقال زيلينسكي في مؤتمر في سنغافورة عبر وصلة فيديو "سننتصر بالتأكيد في هذه الحرب التي بدأتها روسيا... القواعد الحاكمة في المستقبل لهذا العالم تتحدد في ساحات القتال في أوكرانيا".
وبعد إجبار روسيا على تقليص أهداف حملتها الشاملة عندما شنت غزوها في 24 فبراير شباط، تحولت موسكو إلى بسط سيطرتها في الشرق حيث كان الانفصاليون الموالون لروسيا يسيطرون بالفعل على مساحة من الأرض منذ 2014.
وتتألف المنطقة الشرقية (TADAWUL:3080) المعروفة باسم دونباس من منطقتي دونيتسك ولوجانسك حيث تقع سيفيرودونيتسك.
تسببت الضربات الروسية كذلك في انقطاع إمدادات الطاقة في أكبر مدينتين في دونيتسك تسيطر عليهما أوكرانيا يوم السبت، وهما كراماتورسك وسلوفيانسك، حسبما كتب حاكم المنطقة بافلو كيريلينكو عبر تطبيق تيليجرام.
وفي حديثه لاحقا للتلفزيون الوطني، قال إن هذه الخطوة كانت جزءا من استراتيجية متعمدة لقطع الكهرباء عن البلدات في دونيتسك التي لا تزال في أيدي الأوكرانيين. وأضاف "العدو يدرك أين يضرب ولأي غرض".
* نقص الحبوب
تردد صدى الصراع بين الجارتين، وهما من أكبر مصدري الحبوب في العالم، خارج أوكرانيا.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر حوار شانجري-لا في سنغافورة "إذا لم نتمكن بسبب الحصار الروسي من تصدير موادنا الغذائية، التي صارت الأسواق العالمية في أمس الحاجة إليها، فسيواجه العالم أزمة غذاء حادة وشديدة ومجاعة.. مجاعة في العديد من بلدان آسيا وأفريقيا".
وقالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن ما يصل إلى 19 مليون شخص إضافي في العالم قد يواجهون جوعا مزمنا خلال العام المقبل بسبب انخفاض صادرات القمح والأغذية الأخرى.
وقال نائب وزير الزراعة الأوكراني يوم السبت إن ما يصل إلى 300 ألف طن من الحبوب تم تخزينها على الأرجح في مستودعات بميناء ميكولايف المطل على البحر الأسود والتي تقول كييف إن القصف الروسي دمرها الأسبوع الماضي.
وسعت تركيا للتوسط في اتفاق حتى تتمكن أوكرانيا من استئناف الشحنات من موانئها على البحر الأسود، والتي كانت ترسل منها 98 بالمئة من صادراتها من الحبوب والبذور الزيتية قبل الحرب. لكن موسكو تقول إن على كييف إزالة الألغام من الموانئ بينما تقول أوكرانيا إنها بحاجة إلى ضمانات أمنية حتى لا تكون هدفا مكشوفا.
وناشدت أوكرانيا الغرب مرارا لإرسال المزيد من الأسلحة وتوثيق التحالف معها.
وقال معهد دراسات الحرب في تقرير يوم الجمعة "بينما تستخدم القوات الأوكرانية آخر مخزوناتها من أنظمة الأسلحة والذخائر التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، فإنها ستحتاج إلى دعم غربي متسق للانتقال إلى سلاسل إمداد جديدة للذخيرة وأنظمة المدفعية الرئيسية".
وتعيد المعركة حول سيفيرودونيتسك وتدميرها إلى الأذهان قصف مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية الذي استمر لأسابيع تحولت خلالها المدينة إلى أنقاض قبل أن تسيطر عليها القوات الروسية الشهر الماضي مع استسلام آخر المدافعين الأوكرانيين في معقلهم بمصنع آزوفستال للصلب.
وتنفي موسكو استهداف المدنيين، لكن الجانبين قالا إن كلا منهما أوقع خسائر كبيرة في صفوف قوات الطرف الآخر.
ولم تتمكن رويترز بشكل مستقل من التحقق من تقارير ساحة المعركة في هذا الصراع.
وتصف روسيا أفعالها بأنها "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا "والقضاء على النازيين بها"، بينما تصفها كييف وحلفاؤها بأنها عدوان غير مبرر هدفه الاستيلاء على الأراضي.
(إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)