Investing.com - بالنسبة للعديد من المستثمرين، يشهد سوق الذهب زخمًا هائلاً في الوقت الحالي. وذلك بالتزامن مع وصول المعدن الثمين إلى مستوى قياسي بلغ 2151 دولارًا للأوقية كأعلى سعر مسجل خلال الساعات الماضية، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى وضعه كملاذ آمن: كلما أصبح العالم أكثر توترًا، كلما كان أداء الذهب أفضل.
ارتفع الذهب بنسبة 16% تقريبًا منذ أوائل أكتوبر، وهو الارتفاع الذي بدأ في البداية بفعل الحرب الإسرائيلية على غزة، لكنه أصبح مدفوعًا منذ ذلك الحين بالرهانات على تحول بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى تخفيف السياسة النقدية أوائل العام المقبل.
ويبقى السؤال الآن هو، هل الوقت مناسب للمستثمرين الأفراد للبدء في وضع أموالهم في سوق الذهب؟ أم أنه من الأفضل إبقاء تعرضك محصورًا على ما تمتلكه بالفعل في صندوق المجوهرات الخاص بك؟ تحاول وكالة بلومبرغ الإجابة على هذه الأسئلة في السطور التالية.
يمكنك الاستمتاع بخصم استثنائي يصل إلى 55% على أداة InvestingPro ويمكنك الحصول على خصم إضافي 10% عند استخدام كوبون SAPRO2
لماذا يرتفع سعر الذهب؟
سجل آخر مستوى قياسي للذهب عند 2075.47 دولارًا للأوقية في أغسطس 2020 عندما عزز الوباء الطلب على الملاذ الآمن. ولكن هذه المرة، كان ارتفاعها مدفوعًا بالمخاطر الجيوسياسية، بينما قام المتداولون بتسعير تخفيضات أسعار الفائدة بقوة اعتبارًا من مارس من العام المقبل.
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الأسبوع الماضي إن سعر الفائدة للبنك المركزي "يقع في المنطقة التقييدية" في التعليقات التي تفسرها الأسواق على أنها متشائمة إلى حد كبير، مما يدل على أن الفائدة وصلت لذروتها وأن مرحلة التيسير قادمة. وعادة ما يكون انخفاض تكاليف الاقتراض إيجابيا بالنسبة للسبائك التي لا تحمل فائدة.
وفي الهند، ثاني أكبر مستهلك للذهب بعد الصين، سجل المعدن مستوى مرتفعًا جديدًا بالعملة المحلية في نوفمبر.
اقرأ أيضًا: الذهب يصل إلى أعلى مستوى بالتاريخ.. والانطلاقة لن تتوقف هنا
لماذا تشتري الذهب الآن؟
قالت سوني كوماري، استراتيجي السلع في ANZ Banking Group Ltd، إن البيئة الحالية تبدو داعمة لارتفاع الذهب حتى عام 2024 مدفوعة بمسار سعر الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي والمخاطر الجيوسياسية والاقتصادية المرتفعة.
وأضافت: "علاوة على ذلك، ستستمر مشتريات البنوك المركزية في العام المقبل"، ومن المحتمل أن تعوض أي ضعف في الطلب الفعلي.
يتمتع الذهب بتاريخ ثقافي غني في جميع أنحاء آسيا، حيث يعتبر أكثر من مجرد رمز للثروة. يمتلك الهنود بشكل جماعي أكبر ملكية خاصة للسبائك في العالم، ويلعب المعدن دورًا مركزيًا في الطقوس بالإضافة إلى كونه استثمارًا عمليًا.
يعد الذهب أحد الأصول طويلة الأجل، وبالنسبة للآسيويين، فهو يتمتع بقيمة تتوارثها الأجيال، وفقًا لما ذكره بي آر سوماسوندارام، الرئيس التنفيذي الإقليمي للهند في مجلس الذهب العالمي.
كما يرى العديد من أكبر المتحمسين للذهب أنه بمثابة حماية ضد انهيار العملات الورقية.
اقرأ أيضًا: البيتكوين تتجاوز علامة 40 ألف دولار بصعود تجاوز 5%.. هل تتجاوز الـ 50 ألفًا؟
كيف أشتري الذهب؟
تعد صناديق الذهب المتداولة في البورصة خيارًا استثماريًا رئيسيًا لكل من المستثمرين من المؤسسات والأفراد. وهذا أمر مطلوب أكثر في أمريكا الشمالية وأوروبا، حيث يشكلان معًا حوالي 95٪ من إجمالي الحيازات العالمية من حيث الحجم.
تشمل الطرق الأخرى للاستثمار وسطاء الإنترنت - الذين يشترون ويبيعون ويحتفظون بالسبائك المادية في خزائن للعملاء - والعملات المستقرة المدعومة بالذهب، وهي شكل من أشكال العملات المشفرة التي يتحرك سعرها بما يتماشى مع المعدن.
في بعض المواقع مثل هونج كونج، يتوفر للمستهلكين خيار الاستثمار في حسابات الذهب لدى البنوك، حيث يمكنهم اختيار الحصول على جزء من حساب التوفير الخاص بهم إما بالعملة المحلية أو السبائك.
عادةً ما يكون لأسهم شركات تعدين الذهب ارتباطات قوية بأسعار الذهب، مما يجعلها بديلاً آخر للمستثمرين الراغبين في شراء المعدن الأصفر. لكن مخزونات الذهب ترتبط أيضًا بأسواق الأسهم الأساسية، وتختلف تقييماتها بناءً على أساسياتها المالية.
إحدى الطرق البسيطة لإضافة الذهب إلى محفظتك هي زيارة أقرب متجر مجوهرات وشراء الأساور أو الخواتم أو العملات المعدنية. حيث تتم معظم عمليات الشراء لحفلات الزفاف في دول مثل الصين والهند. بينما يفضل المتسوقون في تايلاند وفيتنام العملات المعدنية والسبائك.
اقرأ أيضًا: التضخم في تركيا يرتفع مقارنة بالقراءة السابق.. ولكنه دون التوقعات
ما الذي يجب عليك أن تكون على علم به؟
يحتاج مشترو الذهب إلى الحذر من النقاء والجودة. وقال سوماسوندارام: "من الواضح أن هذا هو أسهل شيء يقع فيه المستثمرون فريسة لمجرد أنهم يحصلون على المعدن بسعر أقل أو بسعر مخفض، أو بدون فاتورة لتجنب الضرائب".
سواء كان متجرًا للمجوهرات أو منصة رقمية، يجب على المستهلكين الشراء من البائعين ذوي السمعة الطيبة - حيث تنتشر المنتجات المزيفة وعمليات الاحتيال عندما ترتفع فئة الأصول.
بيد أن أولئك الذين يشترون الذهب على شكل سبائك أو عملات معدنية أو مجوهرات يمكن أن يواجهوا أيضًا علاوات على السعر الفوري والتي لا يمكن استردادها دائمًا عند إعادة البيع.
وقال أدريان آش، رئيس قسم الأبحاث في شركة الوساطة BullionVault: "يجب على الأشخاص الذين يشترون الذهب المادي أن يبحثوا عن أفضل الخيارات والأسعار عن الشراء والبيع".
كيف أحكم على جودة الذهب؟
بالنسبة للمستثمرين الأفراد، من الأسهل التفكير في النقاء من حيث القيراط. تقريبًا جميع السبائك ذات الدرجة الاستثمارية هي 24 قيراطًا - وهي الأنقى - وتشكل المعادن الأخرى أقل من 1٪ من الإجمالي.
عادةً ما تُستخدم الأشكال الأقل نقاءً في المجوهرات، حيث إن الذهب عيار 24 قيراطًا ناعم للغاية بالنسبة للأغراض العملية. في آسيا، حيث يُنظر إليها كاستثمار، تكون معظم العناصر من عيار 18 قيراطًا وما فوق - بنسبة نقاوة 75% على الأقل.
تحدد الدول المختلفة معايير النقاء الدنيا المقبولة للذهب. في الولايات المتحدة، 10 قيراط هو الحد الأدنى القانوني، بينما في فرنسا والمملكة المتحدة والنمسا والبرتغال وأيرلندا 9 قيراط هو الأدنى.
تعتبر السبائك التي تصنعها المصافي (TADAWUL:2030) المعتمدة من جمعية سوق السبائك في لندن هي الأكثر قيمة، نظرا لأنه يجب على الشركات الخضوع لعمليات تدقيق سنوية للتأكد من أنها تلبي معايير النقاء والمصادر المسؤولة. وتحتفظ الأسواق الأخرى، بما في ذلك إسطنبول ودبي، بقوائم مماثلة.
