من يان لوباتكا ودافيد دبليو سيرني
براتيسلافا (رويترز) - بدأ الناخبون في سلوفاكيا الإدلاء بأصواتهم يوم السبت في انتخابات برلمانية تشهد منافسة محتدمة بين رئيس الوزراء السابق اليساري روبرت فيتسو الذي تعهد بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا المجاورة، والليبراليين المؤيدين للغرب.
وأظهرت نتائج استطلاعات الرأي النهائية أن الحزبين المتنافسين متقاربان ومن المتوقع أن يحصل الفائز على أول فرصة لمحاولة تشكيل حكومة لتحل محل حكومة تصريف الأعمال التي تدير البلاد البالغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة منذ مايو أيار.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (0500 بتوقيت جرينتش). وينتهي التصويت في الساعة العاشرة مساء. وستظهر المؤشرات الأولية بعد إغلاق صناديق الاقتراع على أن تتاح النتائج في غضون عدة ساعات.
وحكومة بقيادة فيتسو ستعني انضمام سلوفاكيا إلى المجر في تحدي توافق دول الاتحاد الأوروبي على دعم أوكرانيا في وقت يتطلع فيه التكتل إلى الحفاظ على وحدته في معارضة الغزو الروسي.
كما أنها ستزيد عدد الدول الشيوعية السابقة في الشرق التي تديرها حكومات تعادي علنا الليبرالية، إلى جانب حزب القانون والعدالة القومي البولندي الذي يخوض أيضا انتخابات الشهر المقبل، لكن بولندا لا تزال مؤيدة لأوكرانيا.
أما حكومة بقيادة حزب سلوفاكيا التقدمية، ستجعل البلاد تواصل نهجها الحالي في السياسة الخارجية مع الحفاظ على الدعم القوي لأوكرانيا ووضع الدولة في معسكر ليبرالي ومؤيد للاندماج في الاتحاد الأوروبي بشأن مسائل مثل تصويت الأغلبية لانتهاج سياسات مرنة وصديقة للبيئة.
وقال ميخال شيمتشكا زعيم حزب سلوفاكيا التقدمية، وهو أيضا نائب رئيس البرلمان الأوروبي، بعد الإدلاء بصوته في العاصمة براتيسلافا "الأمر الآن متروك للناخبين".
وأضاف "آمل أن... تواصل أي حكومة تأتي بها هذه الانتخابات دعم أوكرانيا".
ونشر فيتسو تسجيلا مصورا على فيسبوك (NASDAQ:META) يظهر فيه وهو يدلي بصوته برفقة والدته، قائلا إنه يأمل في أن ينتصر "الحس السليم" في الانتخابات "حتى لا يجرونا إلى مغامرات".
* أحزاب صغيرة
من غير المتوقع أن يفوز حزب فيتسو "اتجاه-الديمقراطية الاجتماعية السلوفاكي" ولا حزب سلوفاكيا التقدمية بقيادة شيمتشكا بالأغلبية، مما يعني أن من المرجح أن تعتمد الحكومة المستقبلية على نتائج أكثر من ستة أحزاب صغيرة تتنوع بين التيارات الليبرالية إلى اليمينية المتطرفة.
ومن المتوقع أن يأتي حزب هلاس (صوت) المنتمي لتيار يسار الوسط بزعامة بيتر بليجريني، وهو عضو سابق في حزب "اتجاه-الديمقراطية الاجتماعية السلوفاكي" وتولى رئاسة الوزراء بين 2018 و2020، في المركز الثالث وربما يكون صانع الملوك. وأبقى خياراته مفتوحة لكنه قال الأسبوع الماضي إن حزبه يميل إلى فيتسو.
واستغل فيتسو حالة السخط من ائتلاف يمين الوسط المتشاحن الذي انهارت حكومته العام الماضي مما عجل بهذه الانتخابات قبل نحو ستة شهور من موعدها.
وتتوافق آراء فيتسو المؤيدة لروسيا مع المزاج العام في المجتمع السلوفاكي الذي طالما كان يميل نسبيا إلى روسيا. وساعدت في إذكاء هذه المشاعر الروايات المؤيدة لروسيا والمعلومات المضللة على شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال خبير علم الاجتماع ميخال فازيتشكا "استفاد فيتسو من كل ذلك القلق الناتج عن جائحة كورونا وحرب أوكرانيا ومن الغضب المنتشر في سلوفاكيا في السنوات الثلاث الماضية".
وتعهد فيتسو بوقف الإمدادات العسكرية لأوكرانيا والسعي من أجل محادثات السلام. وهذا نهج قريب من سياسة الرئيس المجري فيكتور أوربان لكن ترفضه أوكرانيا وحلفاؤها الذين يقولون إن هذا سيؤدي فقط إلى مساعدة روسيا.
كما انتقد العقوبات المفروضة على موسكو ودافع عن حق النقض للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
لكن فيتسو كان أيضا زعيما ينتهج سياسة براجماتية في الماضي لذا يرى دبلوماسيون ومحللون أجانب أنه يمكن أن يروض تحوله في السياسة الخارجية.
وتعاني سلوفاكيا من أكبر عجز في الموازنة بمنطقة اليورو بنحو سبعة بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام. وقال محللون ودبلوماسيون أيضا إن البلاد في حاجة ماسة إلى تمويل التحديث والتعافي من الاتحاد الأوروبي. وبالتالي، فإن أي حكومة ستفكر جيدا قبل الدخول في صراع مع بروكسل حول قضايا مثل سيادة القانون.
(إعداد رحاب علاء ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير محمود سلامة)