investing.com - يبدو أن الداعمين الأوائل للعملات الرقمية عليهم أن يتنحوا جانبا، إذ بدأت المؤسسات المالية الشهيرة في تبني هذه الأصول وتقينة البلوكتشين فيما يعد التطور الأكثر عمقا منذ ولادة العملات الرقمية مع إصدار عملة البيتكوين في 2008.
ومن ضمن هذه المؤسسات المالية، المصرف الأمريكي الشهير "جي بي مورغان (NYSE:JPM) تشيس" الذي أعلن عن إطلاق عملة رقمية خاصة به باسم "JPM"، كأول عملة رقمية يتم إصدارها من قبل مصرف عالمي، في بداية العام الجاري. ومن المقرر أن تبدأ التجارب على العملة في الأشهر المرتقبة وأن تكون العملة قابلة للاسترداد مقابل دولار واحد، لتكون محمية من تقلبات التشفير الحادة.
وأوضح "جي بي مورغان" أن من ضمن أسباب إصدار هذه العملة هو تقديم وسيلة لتسديد المدفوعات الدولية لعملاء المصرف من الشركات الكبيرة، وفي حالة نجاح المصرف في تنفيذ هدفه يمكن أن تحل هذه العملة تدريجيا محل شبكة تحويل الأموال العالمية المعروفة باسم "سويفت"، والتي تستغرق عدة أيام من أجل تسوية المعاملات.
كما أعلن صندوق النقد الدولي عن الاشتراك مع البنك الدولي من أجل إصدار مشروع يعرف باسم "Learning Coin" بهدف مساعدة المؤسسات المالية على استيعاب تقنية التشفير بشكل أفضل. وأفادت أيضا شركة "فيسبوك" عن اهتمامها بمجال العملات الرقمية.
وفي هذه الأثناء، أصبحت شركة "20|30" أول شركة تدرج قائمة بأصول مبنية على البلوكتشين على بورصة تداول تقليدية، عندما قامت بإدراج أسهم مشفرة شبيهة بالعملات الرقمية في بورصة لندن (LON:LSE).
وبعيدا عن المؤسسات المالية، بدأت جهات أخرى تتجه نحو التشفير من أجل تقويض الهيمنة المالية للولايات المتحدة الأمريكية مثل روسيا وإيران اللذان يعملان سويا من أجل إصدار عملات رقمية مدعومة من الدولة ردا على التهديدات الأمريكية بمنعهما من استخدام نظام "سويفت".
وتعتبر كل هذه المبادرات والمشاريع بعيدة تماما عن الهدف الأساسي من إنشاء العملات الرقمية والبيتكوين في المقام الأول، ألا وهو تطبيق عنصر اللامركزية والتخلص من النظام المالي الحالي الذي يهيمن عليه الدولار.
وفي الوقت الحالي، لا تزال العملات الرقمية تمثل أقل بكثير من 1% من التجارة العالمية لكنها تنمو بسرعة مما يقلق المحللين والخبراء أمثال لجنة بازل للرقابة المصرفية التي حذرت من كون العملات الرقمية تشكل خطرا على الاستقرار المالي العالمي، ونصحت البنوك بالنظر في تعرضها المباشر وغير المباشر لهذه الأصول وحماية أنفسهم.