كتب ياسين إبراهيم وكيم خان
Investing.com - وجدت أسواق المال العالمية نفسها تحت رحمة فيروس كورونا مجددًا هذا الأسبوع.
ولكن بالنظر المتعمق إلى بعض الأحداث الواقعة مؤخرًا في السوق، نرى أن الدولار غيّر قليلًا من تحركاته الأسبوعية مع انتهاء التداول.
أمّا الذهب فاستمر في مسار صاعد وبقوة.
وفيروس كورونا بدأ يلقي بظلال شديدة السواد على الصين في البر الرئيسي، وفي هونغ كونغ.
1.الدولار تحت الاختبار
ارتفع الدولار الأمريكي في وقت مبكر من الأسبوع ليقترب من 100 على مؤشره، وهو مستوى لم يخترقه الدولار منذ 3 سنوات، ولكنه هبط يوم الجمعة، مثيرًا الجدل حيال قدرة الرالي على الاستمرار.
يرى غالبية مديري الأموال في وول ستريت أن تجمع الدولار الصاعد (الرالي) هو محض وقت قصير مستعار، وفق استقصاء أجراه بنك أوف أمريكا.
قال 54% من الأشخاص إنه في فبراير كان الدولار مغالى في قمته بما يصل لـ 1% منذ الاستقصاء الأخير، وتلك أعلى قراءة له منذ 2002.
إن المخاوف حيال انتشار فيروس كورونا، وتأثيره على النمو العالمي زادت من الطلب على الدولار، باعتباره استثمار ملاذ آمن، خلال الأسابيع الأخيرة.
تفاجأت وول ستريت من الصعود الأخير للدولار.
ووصولًا لنهاية العام الماضي، راهن العديدون على بقاء الدولار مستقرًا في 2020 على خلفية تيسير الصين والولايات المتحدة من حدة الاضطرابات الاقتصادية بينهما، مما يدعم النمو العالمي، ويشعل احتمالية تعافي الاقتصادات العالمية التي لجأت إلى استراتيجيات غير جذابة لوقف انهيار الاقتصاد (مثل معدلات الفائدة السلبية من الاتحاد الأوروبي).
لكن، مع عودة مصدر خوف جديد -فيروس كورونا- عاد الاقتصاد العالمي لحالة الاضطراب.
فجاء المعدل من مؤشر إم إس سي آي للولايات المتحدة إلى إم إس سي آي العالمي، باستثناء الولايات المتحدة، مرتفعًا لـ 1.6. مما يدل على أن المستثمرين المتعطشين للعائد، يرون الولايات المتحدة، وبالتالي الدولار، القوة الاقتصادية الوحيدة في العالم.
MSCI US Index:MSCI World Index
كتب بين إيمونس، استراتيجي الاقتصاد الكلي في ميدلي جلوبال: "تضعف العملات وسط البيانات السيئة المؤدية لزيادة التدفقات لأصول الدولار."
يتفق البعض الآخر على أن الدولار مستثمر في جني الأرباح أمام منافسيه، مع زيادة المخاوف حيال مزيد الهبوط لليورو، وزيادة الأمر سوءًا باستمرار الدولار قويًا.
فتقول كاثي لين، من بي كيه لإدارة الأصول: "بما أن البيانات توضح انحرافًا ما بين اقتصاد الولايات المتحدة، واقتصاد منطقة اليورو، وفجوة لا تنفك تتوسع خلال الأسابيع القادمة، محتمل رؤية مزيد من الخسائر."
2.هل أصبحت هونغ كونغ مدينة أشباح؟
تظل مخاوف تأثير كورونا على سلاسل الإمداد متعلقة بالبر الرئيسي في الصين، ولا أحد يعير بعض الانتباع لما يحدث في المركز المالي العالمي، هونغ كونغ، في خضم انتشار الوباء.
تقول ليز آن سونديرز على تويتر إن الزيارات اليومية تراجعت بحدة في هونغ كونغ.
وفق رسم بياني أرفقه كريستوف بارود، رئيس الاقتصاديين والاستراتيجيين، والتي أشارت لتراجع عدد السواح الوافدين للجزيرة لـ 3,000 يوميًا.
غردت سوندرز: "يقارب هذا الانخفاض 99%، مقارنة بما شهدناه خلال فبراير من العام الماضي، عندما كان العدد اليومي (200,000 شخص)."
ربما يؤثر هذا على نشاط الأسواق المالية، لإعاقته مزاولة الحياة اليومية لأصحاب الأعمال والعاملين في المنطقة. ولكن التأثير عميق على عاملي قطاع المال.
وغردت سوندرز أيضًا عن زيادة التشاؤم حيال اقتصاد هونغ كونغ على المدى البعيد.
ويوضح الرسم البياني من ستاتيستا أن الأشخاص الذين يعتقدون بأن اقتصاد هونغ كونغ سيقفز إلى الهاوية ارتفاع إلى 79%، من مجرد 23% في 2006.
وهبط عدد من يرى أن الاقتصاد سيتحسن لـ 12% من 63%.
3.الذهب، هل يزيد من نشوة الثيران، أم يضمد جراح الدببة؟
كان الأسبوع الماضي مثاليًا لمحبي الذهب، الذين اعتقدوا، ولأمد طويل، أن مستويات 1,600 دولار بعيدة المنال. فوصل المعدن الثمين لارتفاع 7 سنوات. يأتي هذا على خلفية انتشار فيروس كورونا، ليس فقط في الصين، بل في كوريا الجنوبية، واليابان.
هل طريق الذهب ممهد لـ 1,700 دولار، وما بعدها؟
وتنبع المخاوف هنا الآن من أن الفيروس ربما أخطر مما توقعت الأسواق، فاليابان وكوريا الجنوبية تتمتع بنظم رعاية صحية راسخة، كما أن البيانات الصادرة عن الدولتين أكثر موثوقية من بيانات الصين الخاضعة لرقابة صارمة، ولتبديل دائم في نظم الإحصاء.
وتخشى منظمة الصحة العالمية الآن من انتشار الفيروس دون الحاجة إلى الاتصال مع شخص مصاب بالفعل، كما أن هناك تكهنات بارتفاع فترة حضانة الفيروس من 24 يوم إلى 27 يوم، وكان الاعتقاد في السابق بأن فترة الحضانة 14 يوم فقط.
زيادة حالات الإصابة الجديدة بكورونا في اليابان مرة أخرى
تراجع عدد الإصابات الجديدة بكورونا في الصين وزيادة المخاوف من الانتشار عالميا
منظمة الصحة قلقة من ظهور حالات كورونا دون مخالطة مرضى
سجل الذهب أفضل إغلاق أسبوعي له منذ زمن طويل، لتسجل العقود الآجلة 1,645.95 دولار للأوقية. بينما سجل الذهب في المعاملات الفورية 1,643.46 دولار للأوقية.
مستويات جديدة يتطلع لها
يظل الذهب مدعومًا عند المستويات المرتفعة تلك، مع عدم إسقاط احتمالية مزيد من الارتفاعات في المدى القريب.
فيقول إدوارد مير، من إيد آند إف مان كابيتال ماركتيتس: "يبدو الذهب قويًا إلى الآن، بناء على الرسوم البيانية. فتمتعنا يوم الخميس باختراق لمستوى مرتفع قديم عند حوالي 1,613 دولار، ووصله من قبل في شهر يناير. وعندما يسجل الذهب مستويات كتلك، يتوافد إليه المستثمرون وصناديق الاستثمار بنظمها الفنية بمراكز طويلة. أي أن هناك المزيد من الشراء الفني."
يرى مير أن الذهب سوف يتجه لـ 1,700 دولار على المدى القريب.
وفي تقرير من جولدمان ساكس، حذر المحللون المستثمرين من تصحيح نسبته 10% في سوق الأسهم.
ولو وقع هذا، سيكون دافعًا شديد القوة للذهب.
ويقول دانيال غالي من تي دي للأوراق المالية: "أي هبوط محتمل أو نماذج تعزيز للذهب سيكون فرصة شراء من الآن فصاعدًا، لأن الرالي الحالي ليس مدفوعًا بسحر الملاذ الآمن."
يقول غالي: "ما زال الذهب لديه مساحة للارتفاع، فما زال في المراحل المبكرة من سوق الثيران، ولا نعتقد بأن كورونا هو ما يحفز مكاسب الذهب."
فيرى الاقتصاديون أن الفيدرالي يعمل في بيئة غير متناسقة، مما يعني أن البنك المركزي أقرب لتخفيض الفائدة الآن.
وقال عضو لجنة السوق المفتوح، لايل بيرنارد، الأسبوع الماضي بحاجة لرد فعل عنيف لمواجهة أي تراجعات مستقبلية.
ما يجب الانتباه له هذا الأسبوع
ننتبه لاستمرار تدفق الأنباء من الصين، ومن الدول المسجل بها إصابات بالفيروس.
كما أن السعودية تجذب الأنظار مع انعقاد قمة العشرين الكبار، المتألفة من وزراء مالية، ورؤساء بنوك مركزية، بدأوا اجتماعاتهم اليوم في الرياض، بالسعودية، وتستمر ليوم الغد، لمناقشة تطورات النمو العالمي، وتبعات فيروس كورونا.
اقرأ من Investing.com: