Investing.com - تعثرت حركة الشحن في البحر الأحمر بعد أن غيرت العديد من شركات الشحن البحري مسار سفنها، حيث تلتف أغلب السفن الآن حول أفريقيا سالكة طريق رأس الرجاء الصالح، وهو الأمر الذي ينذر بآثار سلبية على الاستقرار الاقتصادي العالمي بفعل التوترات المتزايدة جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
جاء قرار شركات الشحن العالمية بتحويل مسار سفنها بسبب الهجمات المكثفة التي شنتها جماعة الحوثي اليمنية على السفن المتجهة نحو الموانئ الإسرائيلية، رداً على الحرب الحالية على قطاع غزة.
اقرأ أيضًا: مدينة خليجية تصبح وجهة المليارديرات المفضلة لتخزين ثرواتهم
وتستهدف الهجمات مضيق باب المندب الذي يسمح بالتجارة بين الشرق والغرب، لا سيما تجارة النفط، بالعبور من قناة السويس توفيرا للوقت والنفقات بدلا من اتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول القارة الإفريقية.
وردًا على الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي، أعلن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، عن عملية دولية لحماية حركة التجارة في البحر الأحمر، حسب بيان صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية. حيث تركز هذه العملية على تعزيز الأمن في البحر الأحمر وتضم دولًا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا. حيث سيتم تنفيذ دوريات مشتركة في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن بهدف تعزيز حرية الملاحة لكافة الدول ودعم الأمن والاستقرار الإقليمي، بحسب وزير الدفاع الأمريكي.
يمر عبر مضيق باب المندب حوالي 20 ألف سفينة سنويًا، حيث يربط هذا الممر البحري بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي، وغالبية هذه السفن تسلك مساراً يشمل قناة السويس المصرية، والتي تُعتبر من أهم مصادر النقد الأجنبي لمصر. حيث تمر نحو 15 بالمئة من حركة الشحن العالمية عبر قناة السويس، وهي أقصر طريق ملاحي بين أوروبا وآسيا.
اقرأ أيضًا: الصينيون يدفعون أسعارًا أعلى مقابل الذهب .. ما علاقتهم بصعود الذهب القياسي؟
ارتفاع التكاليف وطول مدة الرحلة
وقال ألبرت جان سوارت، المحلل لدى إيه.بي.إن أمرو، لرويترز إن الشركات التي حولت مسار سفنها تسيطر مجتمعة "على نحو نصف سوق شحن الحاويات في العالم". وأضاف "تجنب البحر الأحمر سيؤدي إلى ارتفاع التكلفة بسبب طول وقت السفر".
يقول محللون إن الآثار تشمل شحنات أبطأ بكثير وربما أسعارا أعلى للمستهلكين.
قال ريكو لومان المحلل لدى آي.إن.جي إن عمليات تغيير مسار السفن تضيف أسبوعا على الأقل من وقت الإبحار لسفن الحاويات. وعادة ما يستغرق شحن البضائع من شنغهاي إلى روتردام نحو 27 يوما عبر قناة السويس.
وأضاف لومان "سيؤدي ذلك على الأقل إلى تأخيرات في أواخر ديسمبر مع تأثيرات غير مباشرة في يناير، وربما فبراير، حيث سيتم تأجيل الجولة التالية أيضا".
وقال ماركو فورجيوني المدير العام لمعهد التصدير والتجارة الدولية إن الاضطرابات ستؤثر على الأرجح على المعروض من السلع الاستهلاكية قبل العام الصيني الجديد على وجه الخصوص، مع التأخير الذي يترك تجار التجزئة بمخزون غير قابل للبيع ويؤدي في النهاية إلى ارتفاع الأسعار للمستهلكين.
اقرأ أيضًا: تركيا تخترق العقوبات الغربية وتوفر ملياري دولار بفضل النفط الروسي الرخيص
وفيما يلي شركات تفكر أو قررت إيقاف الشحن مؤقتا عبر البحر الأحمر:
شركة إلكترولوكس
شكلت شركة إلكترولوكس السويدية فريق عمل لإيجاد طرق بديلة أو تحديد عمليات التسليم ذات الأولوية في محاولة لتجنب أي عرقلة قد تحدث نتيجة التوترات في البحر الأحمر.
وأكبر شركة في العالم لتصنيع الأجهزة المنزلية هي أحدث شركة تتخذ إجراءات بعد أن أجبرت الهجمات الأخيرة على السفن شركات شحن رائدة، مثل ميرسك، على تغيير مسار سفنها واتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب العبور في قناة السويس.
أوشن نتورك إكسبرس
قالت أوشن نتورك إكسبرس، وهي مشروع مشترك لشحن الحاويات يضم شركة میتسوی أو.إس.كيه ونيبون يوشن وكاواساكي كيسن كايشا، يوم الثلاثاء إنها قررت تغيير مسار السفن بعيدا عن قناة السويس والبحر الأحمر.
إم.إس.سي
قالت اثنتان من شركات الشحن الكبرى إحداهما شركة البحر الأبيض المتوسط للشحن (إم.إس.سي)، وهي الأكبر في العالم لشحن الحاويات، يوم السبت إنهما ستتوقفان عن استخدام قناة السويس بعدما كثفت جماعة الحوثي اليمنية هجماتهما في البحر الأحمر.
ولينيوس فيلهلمسن
علقت شركة ولينيوس فيلهلمسن جميع الرحلات بالبحر الأحمر حتى إشعار آخر. حيث أعادت توجيه جميع السفن المقرر أن تعبر البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح بسبب تدهور الوضع الأمني في المنطقة.
بي.بي
أعلنت شركة النفط البريطانية العملاقة "بريتش بتروليوم" في 18 ديسمبر كانون الأول أنها علقت مؤقتا جميع عمليات العبور من البحر الأحمر.
وأضافت الشركة في بيان "في ضوء تدهور الوضع الأمني للشحن في البحر الأحمر... سلامة وأمن موظفينا وأولئك الذين يعملون نيابة عنا تمثل أولوية".
سي.إم.إيه - سي.جي.إم
قالت مجموعة الشحن الفرنسية (سي.إم.إيه - سي.جي.إم) يوم 16 ديسمبر كانون الأول إنها أوقفت مؤقتا جميع شحنات الحاويات عبر البحر الأحمر في أعقاب الهجمات على السفن التجارية في المنطقة.
يوروناف
قالت شركة ناقلات النفط البلجيكية في 18 ديسمبر كانون الأول إنها ستتجنب منطقة البحر الأحمر لحين إشعار آخر.
إيفرجرين
قالت شركة شحن الحاويات التايوانية إيفرجرين في 18 ديسمبر كانون الأول إنها قررت التوقف مؤقتا عن قبول البضائع الإسرائيلية بأثر فوري وأصدرت تعليمات لسفن الحاويات التابعة لها بتعليق الملاحة عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
وأضافت إيفرجرين أن السفن الموجودة في الخدمات الإقليمية لموانئ البحر الأحمر ستبحر إلى المياه الآمنة القريبة وتنتظر إشعارا آخر، بينما سيتم إعادة توجيه سفن الحاويات التي من المقرر أن تمر عبر البحر الأحمر حول رأس الرجاء الصالح لمواصلة رحلاتها إلى الموانئ.
إكوينور
قالت شركة النفط والغاز النرويجية (إكوينور) في 18 ديسمبر كانون الأول إنها ستوجه بعض السفن التي كانت متجهة للبحر الأحمر لمسار بديل.
فرونت لاين
قالت مجموعة فرونت لاين لناقلات النفط ومقرها النرويج في 18 ديسمبر كانون الأول إن سفنها ستتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن في الفترة المقبلة.
هاباج لويد
قالت شركة شحن الحاويات الألمانية هاباج لويد يوم 18 ديسمبر كانون الأول إنها ستحول مسار العديد من السفن إلى طريق رأس الرجاء الصالح لحين ضمان سلامة العبور من قناة السويس والبحر الأحمر.
ميرسك
قالت شركة إيه.بي مولر-ميرسك الدنمركية يوم 15 ديسمبر كانون الأول إنها ستوقف جميع شحنات الحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.
إم.إس.سي
قالت شركة البحر المتوسط للشحن (إم.إس.سي) يوم 16 ديسمبر كانون الأول إن سفنها لن تمر عبر قناة السويس وإن بعضها تم تحويل مساره بالفعل لرأس الرجاء الصالح. وقالت المجموعة التي مقرها سويسرا إن القرار سيعطل جدول الملاحة لعدة أيام.
اورينت اوفرسيز كونتينر لاين
أوقفت شركة اورينت اوفرسيز كونتينر لاين قبول البضائع من وإلى إسرائيل حتى إشعار آخر بسبب مشاكل تشغيلية، حسبما ذكرت شركة الشحن المملوكة لشركة أورينتال أوفرسيز (إنترناشيونال) المحدودة ومقرها هونج كونج يوم 16 ديسمبر كانون الأول.
يانج مينج
قالت شركة الشحن البحري التايوانية يانج مينج في 18 ديسمبر كانون الأول إنها ستحول مسار سفنها المبحرة عبر البحر الأحمر وخليج عدن إلى رأس الرجاء الصالح خلال الأسبوعين المقبلين في ظل تصاعد الهجمات على السفن.
هبوط 54% للعملة المحلية وزيارة إسرائيل: لماذا اختارت بلاد الفضة اليميني المتطرف ميلي؟