Investing.com - خلال تعاملات الشهر الجاري والذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، يبدو أن الليرة التركية تراجعت مرات عدة مقابل الدولار رغم لحظات من الصحوة بيد أنها لم تدم طويلا. وخلال تعاملات يونيو الجاري بدأت الليرة تداولاتها مقابل الدولار عند مستويات 8.4808 ليرة مقابل الدولار الواحد، بينما أنهت تعاملات الجمعة الماضي قرب أدنى مستوياتها على الإطلاق.
عاجل: أقطاب العملات المشفرة" قليل من الحذر لا يضر، قد تخسر كل أموالك"
ونزلت الليرة خلال تعاملات يومي 21 و22 يونيو إلى أدنى مستوياتها مقابل الدولار عندما هبطت إلى 8.76 ليرة مقابل الدولار.
في المقابل سجل الدولار المدعوم بتصريحات الفيدرالي الأمريكي ارتفاعات قوية خلال الفترة ذاتها ليصعد مؤشر الدولار من مستويات دون 90 إلى مستويات أعلى مستوياته خلال شهرين عندما ارتفع إلى 92.2 بحلول جلسة 18 يونيو الجاري.
ووفقا لإغلاق الجمعة الماضي ارتفع الدولار مقابل الليرة بحوالي 0.76% إلى مستويات 8.765 ليرة. ومرت الليرة التركية بالعديد من المحطات خلال الأسابيع القليلة الماضية على أبرزها، قرار المركزي التركي بشأن أسعار الفائدة، مرورا بقرار الفيدرالي الأمريكي، واجتماعات بايدن وأردوغان، وأنباء اتفاقات العملة.
وارتد زوج الدولار مقابل الليرة التركية هبوطًا نتيجة ضعف عام بمؤشر الدولار الأمريكي بعد بيانات سلبية أثرت على الدولار، تزامنا مع تحسن بسعر صرف الليرة التركية وذلك على خلفية تصريحات أردوغان بإعادة فتح البلاد ورفع قيود كورونا وتطوير مرحلة التطعيم لكافة الشعب. تصريحات متداول: بتكوين بـ 160 ألف$، وإيلون ماسك يتلاعب بالسوق
اتفاقات
وقال محافظ البنك المركزي التركي شهاب قاوجي أوغلو خلال اجتماع مع مديري البنوك الثلاثاء الماضي إن تركيا تجري محادثات لتأمين اتفاقات لمبادلة العملة مع أربع دول وتقترب من إبرام صفقة مع اثنتين منها. وفي يونيو الجاري أعلنت تركيا أنها اتفقت مع الصين على زيادة تسهيلات قائمة لمبادلة العملة إلى ست مليارات دولار من 2.4 مليار دولار.
وفي شهر مايو 2020، أعلنت تركيا خطة مماثلة مع قطر، عندما رفعت مبادلات العملة لـ 15 مليار دولار.
وتسهم هذه النوعية من المبادلات في تحسين احتياطي العملات الأجنبية الذي تراجع بقوة نهاية العام الماضي مع تراجع واردات السياحة.
وقال المشاركون في الاجتماع إن قاوجي أوغلو أبلغ مديري البنوك في اتحاد (SE:7020) البنوك التركية أن البنك المركزي سيبقي على موقفه في تشديد السياسة النقدية وسيتخذ الخطوات اللازمة على صعيد السياسات لحماية الليرة المتعثرة.
المراجعة الأسبوعية: توقعات الذهب، وماذا ينتظر النفط؟
الفائدة
أبقى البنك المركزي التركي يوم الخميس سعر الفائدة الرئيسي عند 19 % كما كان متوقعا وأشار إلى أنه يقترب من خفض يُتوقع أن يكون في وقت لاحق من العام، رغم أنه أشار أيضا إلى تجدد للضغوط على الليرة. وقال البنك المركزي إن ضغوط أسعار الواردات في الآونة الأخيرة تلعب دورا في إثارة مخاطر على توقعات التضخم، وكرر وعده بإبقاء أسعار الفائدة أعلى من التضخم الذي يُتوقع أن يظل حول 17 % معظم العام.
يؤدي ضعف الليرة، التي لامست أدنى مستوى على الإطلاق هذا الشهر، إلى ارتفاع التضخم عبر واردات تركيا الضخمة، حيث قالت لجنة السياسة النقدية بالبنك: "سيستمر تحديد سعر السياسة عند مستوى أعلى من التضخم."
للمتداولين: إليكم أهم الأحداث المؤثرة بالسوق العالمي هذا الأسبوع
الفيدرالي
وعززت قرارات وتصريحات الفيدرالي الأمريكي من أداء الليرة التركية خلال فترات من يونيو الجاري، وخاصة تلك التصريحات المتعلقة بالتضخم.
تنعكس التوقعات بشأن ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة، على الليرة التركية، لأن السياسات النقدية الميسرة تسهم في زيادة شهية المخاطرة للمتداولين من حول العالم في عملات الأسواق الناشئة ذات العوائد المرتفعة المنافسة للدولار.
بينما أدى التحول في توقعات الاحتياطي الفيدرالي بشأن موعد رفع الفائدة إلى احداث هزة عنيفة قبيل نهاية الشهر الجاري.
وهبطت الليرة التركية إلى مستويات قياسية جديدة، وارتفع الدولار القوي الاثنين الماضي إلى مستويات قياسية جديدة مقابل الليرة التركية.
عاجل: الريبل ومستويات هامة جدا، والفيدرالي قلق من تلك العملة
تفاؤل
وقال وزير المالية في تركيا، لطفي علوان، إنه من المتوقع أن ينمو الاقتصاد في تركيا بأعلى من توقعات الحكومة السابقة خلال العام الحالي.
وتضمنت التوقعات
- نمو الاقتصاد في البلاد بنحو 20% خلال الربع الثاني من العام الجاري.
- موقف البنك المركزي التركي بشأن استقرار الأسعار مهم للغاية.
- ستنفذ التدابير الاحترازية الكلية إذا لزم الأمر في مكافحة التضخم.
عاجل: تغريدات ماسك لم تنقذ شيبا ودوجكوين، وهذا التاريخ فاصل للبتكوين
دون التوقعات
وعول الكثيرون على اجتماع مرتقب بين الرئيسين الأمريكي والتركي لإنهاء الكثير من القضايا المعلقة بين البلدين، وهو ما قد ينعكس إيجابا على الليرة التركية.
إلا الاجتماع بين الرئيسين رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، لم ينجم عنه أي تصريحات حول انفراجة في العلاقات بين البلدين، مع استمرار قضايا عالقة مثل أزمة الصواريخ الروسية.
ضغوط سابقة
وكانت الليرة التركية تلقت ضربة جديدة مفاجئة عقب اتخاذ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرارا مفاجئا بتغير أحد نواب رئيس المركزي التركي.
وتم إقالة نائب رئيس البنك المركزي التركي أوغوزان أوزباش، وتم تعيين البروفيسور سميح تومين بدلًا عنه.
وجاء استبدال الرئيس التركي لأوزهان كرابع تغير لصانع للسياسات النقدية بالبنك المركزي في الشهرين الماضيين.
تأتي الإقالة بعد شهرين من إقالة أردوغان لمحافظ البنك المركزي السابق ناجي إقبال، والذي كان المحافظ الثالث للبنك في غضون عامين.
ومثّلت إقالة إقبال حينها مفاجأة صدمت المستثمرين ودفعت الأسواق إلى الهبوط.
وكان إقبال يتبنى سياسة رفع أسعار الفائدة بهدف كبح جماح التضخم ودعم العملة التركية. وفي 30 مارس أقيل نائب محافظ البنك المركزي التركي مراد جيتينكايا من منصبه، بحسب مرسوم رئاسي.
وأدى القرار إلى اضطراب في السوق في ظل مخاوف من أن تركيا ربما تعود إلى سياسات اقتصادية غير تقليدية، من بينها فرض قيود على رؤوس الأموال لحماية عملتها.
لماذا يعجز الذهب عن الانطلاق؟ وهل يعود؟
توقعات البنوك
ترى البنوك الاستثمارية الكبرى بأن الليرة التركية لم تصل بعد لأدنى مستوى قياسي أمام الدولار الأمريكي، فيرى بنك يو بي إس بأن الليرة التركية ستنخفض بنهاية الربع الثالث وصولًا لـ 9.3 ليرة تركية لكل دولار أمريكي. ويعزى السبب في رفع الهدف السعري لزوج الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي إلى خطط الفيدرالي الأمريكي الرامية لتشديد السياسة النقدية قبل الأوان مع ارتفاع التضخم، وكذلك ترقب لخفض المركزي التركي لسعر الفائدة بعد توجيهات الرئيس إردوغان الأخيرة والتي أودت بالليرة التركية لمستوى قياسي الانخفاض عند 8.8 لدى الإعلان عنها.
بينما يرى بنك ويلز فارجو أن الليرة التركية لا تدفع للتفاؤل في ظل الظروف الحالية. ويرى البنك الاستثماري أيضًا خطط خفض الفائدة ضارة للغاية بسعر الصرف، وكذلك التوترات الجيوسياسية.