تلقى الاقتصاد الأمريكي دفعة ملحوظة من ارتفاع استثنائي في مبيعات التجزئة خلال شهر مارس، مما ساهم في توسع اقتصادي قوي وعزز الدولار بشكل كبير مقابل العملات الرئيسية الأخرى.
يأتي ارتفاع الدولار وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الصيني، الذي شهد نموًا سنويًا في الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول بنسبة 5.3% فاق التوقعات، على الرغم من نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي في الربع الأول بنسبة 5.3%، إلا أن نمو الصناعة وتجارة التجزئة لشهر مارس جاء أقل من التوقعات. علاوة على ذلك، شهدت أسعار المنازل الجديدة في الصين أكبر انخفاض في ثماني سنوات، وانخفض الاستثمار العقاري بنسبة 17% تقريبًا مقارنة بالعام السابق.
وصل مؤشر الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته في خمسة أشهر يوم الثلاثاء، مسجلاً ارتفاعًا بنسبة 4% خلال الأسابيع الستة الماضية. وجاء هذا الارتفاع مع تقليص توقعات الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، بينما تواجه البنوك المركزية الأخرى ضغوطًا لتخفيف السياسة النقدية.
ونتيجة لذلك، انخفض اليورو واليوان الصيني في الخارج والجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ نوفمبر/تشرين الثاني. كما ضعف الين الياباني أيضًا إلى أدنى مستوى جديد له في 34 عامًا عند 154.60 مقابل الدولار، ووصلت مقاييس تقلبات العملة إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من شهرين.
وفي يوم الإثنين، دفعت أنباء الزيادة غير المتوقعة في مبيعات التجزئة الأمريكية خبراء الاقتصاد إلى مراجعة تقديراتهم للنمو الاقتصادي الأمريكي للربع الأول من العام إلى أقل بقليل من 3% على أساس سنوي. وقام بنك مورغان ستانلي بتحديث توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول إلى 2.7% من 2.4%، أي أعلى من التوقعات التي بلغت 2.1%. وبلغت تقديرات "الناتج المحلي الإجمالي الآن" الصادرة عن بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا 2.8%.
وقد عززت هذه الأرقام سيناريو "عدم الهبوط" الاقتصادي، مما يشير إلى استمرار التوسع بدلاً من الانكماش. وقد حثّ مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي على توخي الحذر استجابةً للبيانات، حيث صرحت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي قائلة: "أسوأ شيء يمكن القيام به هو التصرف بشكل عاجل عندما لا يكون هناك حاجة ملحة." وبالتالي، لا تتوقع العقود الآجلة للاحتياطي الفيدرالي خفض سعر الفائدة حتى سبتمبر.
وفي خضم هذه التطورات، من المقرر أن يتحدث كل من جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي وكريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي وأندرو بيلي محافظ بنك إنجلترا هذا الأسبوع. وبالإضافة إلى ذلك، من المقرر أن يُصدر صندوق النقد الدولي تقريره المُحدث حول آفاق الاقتصاد العالمي، حيث تترقب الأسواق توقعاته للنمو في الولايات المتحدة.
كما يترقب المستثمرون أيضًا صدور بيانات الإنتاج الصناعي الأمريكي لشهر مارس وبيانات بدء بناء المساكن. وفي الوقت نفسه، شهدت أسواق سندات الخزانة الأمريكية مزيدًا من الارتياح، حيث وصلت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.66% يوم الاثنين، وهو مستوى لم تشهده منذ نوفمبر/تشرين الثاني، واستقرت اليوم.
وقد بدأ موسم أرباح الشركات الأمريكية للربع الأول من العام الجاري، حيث أعلن بنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) عن تحقيقه لأرباح قياسية يوم الاثنين. ومع ذلك، فقد انخفض إجمالي نمو الأرباح السنوية المقدرة لشركات S&P 500 للربع الأول إلى 2.7%، منخفضًا عن التوقعات السابقة. ومن بين الشركات التي ستُعلن عن أرباحها في وقت لاحق اليوم بنك أوف أمريكا (NYSE:BAC) ومورغان ستانلي.
وقد شهدت أسواق الأسهم الأمريكية تقلبات متزايدة، حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 1% يوم الاثنين إلى أدنى مستوى له في شهرين تقريبًا، على الرغم من أن العقود الآجلة بدت أكثر ثباتًا قبل جرس الافتتاح اليوم. كما انخفض مؤشر راسل 2000 للأسهم ذات رؤوس الأموال الصغيرة بنسبة 1.4%، ليتحول إلى مؤشر سلبي لهذا العام.
وعلى الصعيد العالمي، تراجعت أسواق الأسهم في آسيا وأوروبا بأكثر من 1% يوم الثلاثاء. ومع استمرار التوترات في الشرق الأوسط، ظلت أسعار النفط الخام الأمريكي عند حوالي 85 دولارًا للبرميل، في حين تراجعت أسعار الذهب من أعلى مستوى قياسي لها يوم الجمعة.
ساهمت رويترز في هذا المقال.هذا المقال تمت كتابته وترجمته بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتم مراجعتها بواسطة محرر. للمزيد من المعلومات انظر إلى الشروط والأحكام.