بقلم جيفري سميث
Investing.com – افتتحت الأسهم الأمريكية أولى جلسات تداولات الأسبوع على تراجع، وسط استمرار الهبوط القوي في أسهم التكنولوجيا. وكانت الأسواق قد بقيت مغلقة يوم أمس الإثنين بسبب عطلة عيد العمال في البلاد.
فعند الساعة 10:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:00 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، انخفض مؤشر داو جونز بـ 472 نقطة، أو ما يعادل نحو 1.7٪، ليشير إلى 27,661 نقطة، بينما تراجع مؤشر إس إن بي 500 بنسبة 1.8٪، أما الخسائر الأكبر فكانت من نصيب مؤشر نازداك 100 الذي سقط بـ 285 نقطة أو ما يعادل 2.5٪، في تصحيح طال انتظاره، وعمليات جني أرباح على أسهم قطاع التكنولوجيا.
وقادت تسلا (NASDAQ:TSLA) الخسائر اليوم كما كان الحال الأسبوع الماضي، فسقطت بنسبة مخيفة بلغت 15٪. وكان السهم قد سقط بـ 11٪ الجمعة، بعد أن تم بيع ما قيمته 5 بليون دولار من أسهم الشركة خلال يوم واحد. وبقي السهم تحت الضغط بعدما أعلنت ستاندرد آند بورز يوم الجمعة عن الأسهم الجديدة التي سيتم إضافتها إلى مؤشر (إس إن بي 500)، وتبين أن سهم تسلا لم يكن من بينها على عكس توقعات الأسواق. وخيب هذا الإعلان الآمال في أن صناديق الاستثمار التي تتبع المؤشر ستقوم بشراء السهم حتى تتمكن من الامتثال لتفويضات الاستثمار الخاصة بها.
وكانت جميع المؤشرات الرئيسية الثلاث قد سجلت أدنى مستوى لها في أسبوعين الأسبوع الماضي، ولكن مؤشر نازداك المركب، والمثقل بأسهم التكنولوجيا، شهد أسوأ أسبوع له منذ مارس بسبب الشكوك حول القيمة الحقيقية للأسهم بعد الارتفاعات الصاروخية التي حققتها أسهم القطاع مؤخراً. وتفاقمت هذه المخاوف يوم الجمعة عندما ذكرت فايننشال تايمز أن تداول الخيارات من قبل شركة (سوفت بانك) اليابانية القابضة، كان أحد أهم أسباب الارتفاعات الصاروخية التي شهدها القطاع في الأشهر الأخيرة.
وتبقى أسهم التكنولوجيا أفضل رهان للمستثمرين ويمكن أن تستمر في زيادة عوائدها في السوق الصاعدة الحالية، وفقاً لبيتر أوبنهايمر، كبير محللي الأسهم العالمية في بنك جولدمان ساكس. وحافظ (جولدمان) على توصياته بشأن أسهم عمالقة التكنولوجيا، مشيراً إلى تدفق نقدي قوي، وأرباح متميزة، وميزانيات مستقرة.
ومع ذلك، تأثرت الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا بعمليات جني أرباح، حيث تراجع سهم آبل (NASDAQ:AAPL) بنسبة 5.7٪، بينما انخفضت أسهم بقية العمالقة مثل فيسبوك (NASDAQ:FB)، وأمازون (NASDAQ:AMZN)، ومايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) جميعاً بأكثر من 3.5٪، إلا أنها جميعاً لا تزال أعلى بكثير من مستوياتها قبل انتشار الوباء.
كما تراجعت الأسهم الأخرى التي كانت قد حققت مكاسب كبيرة خلال فترة الوباء. انخفض سهم زووم (NASDAQ:ZM) بنسبة 4.4٪، بينما سقط سهم موديرنا (NASDAQ:MRNA) بنسبة 11٪ مع انتشار القلق بشأن الدرجة العالية من بيع أسهم الشركة من قبل المطلعين في داخلها (Insiders) في الأشهر الثلاثة الماضية. فلقد باع هؤلاء أكثر من 12 مليون سهم واشتروا 50 ألفاً فقط. وما زاد على قلق المستثمرين أن تقارير إخبارية قد نقلت معلومات عن تحقيق حكومي حول ما إذا كانت الشركة قد عبأت طلبات براءات الاختراع للقاحين كورونا وزيكا بشكل صحيح.
وفي أخبار أكثر إيجابية، قفزت أسهم شركة صناعة الشاحنات الكهربائية نيكولا (NASDAQ:NKLA) بنسبة 26٪ بعد أن وافقت جنرال موتورز على شراء حصة تبلغ 2 مليار دولار في الشركة. كما ارتفع سهم جنرال موتورز (NYSE:GM) بعد هذه الأخبار بنسبة 5.6٪ حيث ترى الأسواق حركة الاستحواذ على أنها ذكية ومفيدة للشركة. وستتعاون نيكولا وجي إم لصنع شاحنة (بادجر) التي ستنتجها نيكولا. ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج بحلول نهاية عام 2022. وستتنافس هذه الشاحنة مع شاحنة (سايبرترك) التي تنتجها تسلا، وشاحنة (ريفيان) الكهربائية التي تخطط فورد (NYSE:F) لإنتاجها في المستقبل القريب.
كما ارتفع سهم ديزني (NYSE:DIS) بنسبة 0.8٪ بعد أن أعلنت الشركة عن قفزة في عدد المشتركين الجدد لقناتها عبر الإنترنت (ديزني بلس)، بعد أن اختارت الشركة توزيع فيلمها الجديد (مولان) حصرياً عبر تلك القناة.
كما عاد الخوف إلى قطاع الطاقة مع السقوط القوي لعقود النفط الآجلة وسط مخاوف بشأن توقف التعافي في الطلب العالمي على النفط. وتسبب ذلك في تراجع أسهم الطاقة الرئيسية إكسون (NYSE:XOM)، وشيفرون (NYSE:CVX) وكونوكو فيليبس (NYSE:COP) جميعاً بنحو 4٪، لتصل أدنى مستوياتها في نحو 5 أشهر.