بقلم جيفري سميث
Investing.com – افتتحت أسواق الأسهم الأمريكية الجلسة الأولى في 2021 بتراجعات هامشية، حيث عادت سريعاً من القمم التي سجلتها مؤخراً، والتي شهدت ارتفاعات قياسية جديدة. ويأتي تراجع اليوم مدفوعاً بحالة عدم اليقين السياسي قبل انتخابات مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا، واحتمال أن يكون موسم العطلات قد رفع أعداد الإصابات بفايروس كورونا في البلاد.
وعند الساعة 9:40 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (1:40 بعد الظهر بتوقيت جرينتش)، تراجع مؤشر داو جونز بـ 400 نقطة، أو ما يعادل نحو 0.1٪، ليشير إلى 30,566 نقطة. كما تراجع مؤشر إس إن بي 500 بنسبة 0.1٪ أيضاً، ورافقه مؤشر نازداك 100 بتراجعه بنفس النسبة.
ويمر السوق بحالة من عدم التأكد على الصعيد السياسي، تحضيراً لانتخابات مجلس الشيوخ لولاية جورجيا، والتي سيتم إعادتها يوم غد الثلاثاء. ويمكن أن تقلب هذه الانتخابات السيطرة على الغرفة العليا في الكونغرس لتصبح في يد الديمقراطيين، وهو ما تخشى الأسواق أن يؤدي إلى أجندة سياسية مالية أكثر راديكالية من طرف الإدارة الرئاسية الجديدة.
وذكرت تقارير صحفية أن الرئيس دونالد ترامب قد مارس ضغوطا على وزير ولاية جورجيا براد رافنسبيرغر، بهدف إلغاء نتيجة الانتخابات في ولايته. وصدر التقارير في صحيفة واشنطن بوست المعروفة بميلها الكبير إلى الديمقراطيين، فيما بدى على أنه تقرير إخباري مصمم خصيصاً للتأثير على الانتخابات المقررة غداً، والحاق الضرر بفرص المرشحين الجمهوريين لكلا المقعدين، من خلال ردع أنصار الرئيس ترامب والحزب الجمهوري عن التصويت في هذه الانتخابات.
ويكفي الحزب الجمهوري الفوز بمقعد واحد من أصل الإثنين للسيطرة على مجلس الشيوخ - وبالتالي على السياسة المالية - لمدة عامين آخرين، وذلك على فرض أن زعيم مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل يمكنه الحفاظ على وحدة الحزب الذي يبدو منقسماً بشكل متزايد حول محاولات الرئيس ترامب التمسك بالسلطة.
وبدأت الأسهم العام الجديد بأخذ انتعاش سريع وقوي من الوباء في اعتبارها، مع توقعات اقتصادية مشرقة لعام 2021، لكن المتفائلين يواجهون بعض الرياح المعاكسة، بسبب تدهور الوضع الوبائي على المدى القريب. فلقد سجلت أعداد الإصابات التي تحتاج إلى دخول المستوى مستويات قياسية جديدة. ويرى الخبراء أنه من المحتمل أن يكون انتشار المرض قد تسارع بسبب الرفض الواسع للأميركيين لتغيير خططهم لقضاء موسم الأعياد. فلقد ذكرت إدارة أمن النقل أن عدد المسافرين في البلاد ليوم الأحد الذي تلا عيد المياد المجيد كان أكبر عدد يومي منذ بدء انتشار الوباء في البلاد في مارس الماضي. كما أن هنالك مخاوف متزايدة من أن برامج التطعيم لن تكون بالسرعة الكافية لإيقاف الحاجة إلى المزيد من عمليات الإغلاق في الربعين الأول والثاني من العام الجديد.
ومن بين الأسهم التي تحركت بشكل كبير في الساعة الأولى من التداول، قفزت أسهم تسلا (NASDAQ:TSLA) بنسبة 4.6٪ بعد أن قالت الشركة إنها حققت (تقريباً) هدفها المتمثل في تسليم نصف مليون سيارة في 2020، وهو إنجاز عزز ثقة المستثمرين في قدرة الشركة على توسيع نطاقها بسرعة. كما ارتفعت أسعار إيصالات الإيداع الأمريكي لسهم إكسبينغ (NYSE:XPEV) و لي أوتو (NASDAQ:LI)، وهما من أكبر منافسي تسلا الصينين، بنسبة 7.1٪ و 6.8٪ على التوالي، مع تفاؤل المستثمرين بأن الارتفاع الكبير لمبيعات تسلا في الصين، يعني المزيد من مبيعات السيارات الكهربائية للشركات الصينية أيضاً.
وعلى الجانب السلبي، سقط سهم كوانتمسكيب (NYSE:QS) بنسبة مرعبة تجاوزت الـ 35٪، مما أدى إلى خسارة معظم الأرباح الهائلة التي حققتها مؤخراً، والتي جاءت وسط تكهنات بأن شركة آبل (NASDAQ:AAPL) قد ترغب في استخدام بطاريات الحالة الصلبة التي تنتجها كوانتمسكيب في مشروع السيارة الكهربائية الذي تقوم بتطويره.
كما ظهر نشاط الاندماج والاستحواذ في بداية العام، فلقد قفز سهم فلير سيستمز (NASDAQ:FLIR) بنسبة 20٪ بعد الإعلان عن استحواذ تيليداين (NYSE:TDY) عليها، بينما تراجعت أسهم إم جي أم (NYSE:MGM) بنسبة 3.7٪ وسط مخاوف من أن ينتهي الأمر بالشركة إلى دفع مبالغ كبيرة للاستحواذ على شركة المراهنات البريطانية إينتاين (OTC:GMVHY)، والتي تدعم تقنيتها عمليات المراهنة في إم جي إم. وأعلنت إينتاين اليوم الإثنين أنها قد رفضت عرضاً قائماً على الأسهم بنسبة 11٪ يضع قيمتها السوقية عند 11 مليار دولار، وكان سيعطي لمساهميها حصة 41٪ من مجموعة إم جي إم ريسورتس الواسعة.