منظمة الفاو: 12.6% ارتفاعًا في أسعار الغذاء بين فبراير ومارس الماضيين
ارتفعت أسعار الأغذية حول العالم نتيجة لتأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية، وبالتزامن مع تعافي الطلب بعد انحسار جائحة “كورونا”، لتشهد أسعار الغذاء ارتفاعًا 34% في عام 2021، و12.6% بين مارس وفبراير الماضيين، وفقًا لبيانات مؤشر أسعار الغذاء لمنظمة الأغذية والزراعة “FAO”.
وتوقعت منظمة الأغذية والزراعة FAO، أن تحقق أسعار الغذاء المزيد من الارتفاع بنسبة تتراوح مابين 8 و22% خلال الفترة المقبلة.
وأشار تقرير حديث صادر عن بنك كريدي سويس في الولايات المتحدة إلى أنه مازالت أسعار الغذاء حتى 19 أبريل 2022، أقل بنسبة 20% مقارنة بآخر قمة سعرية لها.
وكتب في تقريره الذى اطلعت عليه جريدة “البورصة”، أن غالبا دورة أسعار السلع الغذائية تستغرق 42 شهرًا بينما حاليا انقضى فقط 20 شهرًا على ارتفاع أسعار السلع الغذائي، وأسعار السلع الغذائية وفقا للبيانات التاريخية ترتفع بنحو 68% حتى تكتمل دورتها السعرية مقارنة بارتفاع بلغ 40% فقط حتى 19 أبريل 2022”.
وأوضخ البنك، أن ارتفاع أسعار السلع الغذائية عالميا يرجع إلى عدة أسباب منها الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أن البلدين مهمان جدا لإنتاج القمح والذرة وزيوت عباد الشمس، فضلا عن إنتاج الأسمدة.
الهند تدرس تعليق بعض صادرات الحبوب.. والقمح يشهد ارتفاعات قياسية
وأيضا ارتفاع أسعار السلع الغذائية عالميا بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والطقس السيء الذي أضر بالزراعة في الدول المصدرة للسلع الزراعية واستخدام الأراضي الزراعية لامتصاص الكربون ثم الاضطراب في موسم الزراعة في الصين بسبب إجراءات الإغلاق للحد من انتشار كورونا وتطبيق سياسة صفر إصابات بالكورونا في الصين.
كما تدرس الهند تعليق صادراتها الزراعية بسبب موجة الحر الشديد، والتى لم تشهدها البلاد خلال أخر 200 إلى 300 عام، والتي تسبب في أضرار كبيرة للحاصلات الزراعية الأساسية، إذ خفضت توقعاتها لموسم القمح من 115 مليون طن إلى 105 ملايين طن فقط، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNN” الأميركية.
وارتفعت عقود القمح في بورصة شيكاغو إلى أعلى مستوياتها، إذ تداولت بالقرب من 12 دولار للبوشل، ومن المقرر أن ترفع لجنة برلمانية مشروع القرار إلى الحكومة الهندية خلال وقت قريب لتعليق صادرات السلع الزراعية المتضررة.
استراتيجية الشركات المصرية
وذكرت بحوث مباشر لتداول الأوراق المالية، أن الشركات المستفيدة من التداعيات الحالية هي شركات الزراعة وإنتاج الآلات والمعدات الزراعية وشركات الأسمدة مثل الدلتا، وموبكو، والمالية والصناعية، وأبوقير للأسمدة، والصناعات الكيماوية المصرية، وكفر الزيادات للمبيدات والكيماويات.
وعلى الجانب الآخر، تباينت التأثيرات على منتجي القطاع الغذائي محليًا، والتي تشير أغلب التوقعات إلى الأداء الإيجابي لمنتجي الأغذية خلال العام الجاري على الرغم من ارتفاع التضخم، وأسعار الفائدة.
كريدي سويس: أسعار السلع الغذائية ترتفع بنحو 68% حتى تكتمل دورتها السعرية
فيما توقعت بحوث الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية، أن يكون لقرارات رفع أسعار الفائدة، وانخفاض العملة تأثيرًا سلبيًا على صافي الدخل لشركة عبور لاند للصناعات الغذائية (EGX:OLFI) خلال الربع الجاري، مرجحة أن يتعرض صافي الربح لمزيد من الضغوط، لأن الشركة من الممكن أن ترفع معدلات اقتراضها على المدى القصير لتمويل مشترياتها من المخزون وفقًا لأسعار السوق الراهنة.
وأضافت البحوث، أن استراتيجية عبور لاند في رفع الأسعار تدريجيًا ستؤثر بالإيجاب على إجمالى الإيرادات، ولدى الشركة ميزة كبرى متمثلة فى مبيعات الجبن الأبيض التى تشكل 93.3% من إجمالي المبيعات.
وأوضحت، أن الجبن الأبيض من مصادر البروتين الأساسية للمستهلك المصري، وتمتلك الشركة مرونة رفع الأسعار دون أن تتأثر مستويات الأحجام بشكل كبير.
ولفتت إلى أن الشركات طبقت زيادة الأسعار لتحافظ على مستويات الهوامش من الارتفاعات الكبيرة في أسعار السلع الأساسية وخفض قيمة العملة المحلية، وكلاهما يشكلان ضغوطًا تضخمية على المصروفات، وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار، فمن المتوقع أن تتأثر مستويات الأحجام سلبيًا وهو ملحوظ من الربع الأول 2022.
وأكدت البحوث على أن الجبن الأبيض من المنتجات الضرورية للمستهلك المصري، ما يعني أن يكون الانخفاض في الأحجام ليس كبيرًا، كما نرى أن ارتفاع الأسعار سيعوض انخفاض الأحجام بشكل كبير كما هو ملحوظ في نتائج الربع الأول.
مباشر: شركات المنتجات الزراعية والمعدات والأسمدة أهم المستفيدين
وعلى الرغم من الصدمات التي تتلقاها قوى الشراء، سجلت مبيعات المنتجات التي لا تعد أساسية في حياة المستهلك المصري، انخفاضًا مصحوبًا بتراجع الأحجام، ولم تعوض زيادات الأسعار تراجع مستويات الأحجام.
وتمكنت الشركة من تسجيل مستويات إيجابية لمجمل الأرباح والهوامش بدعم من الزيادة في هيكل أسعار المنتجات، على الرغم من التضخم العالمى الذى ضرب أسعار المواد الخام وقرار خفض العملة الأخير في مصر.
وبلغ مجمل الربح 200 مليون جنيه مقارنة مع 170 مليون جنيه في الربع الرابع 2021 و157 مليون جنيه في الربع الأول 2021 (+1.3% ربعيًا، و+42.7% سنويًا).
ووصل هامش مجمل الأرباح إلى 21.7% خلال الربع، مقارنة مع 19.2% في الربع الرابع 2021، و23.6% في الربع الأول 2021.
وذكرت أن أسعار مسحوق الحليب منزوع الدسم وزيت النخيل – المواد الخام الأساسية في دورة إنتاج الشركة – بلغت ارتفاعات قياسية في الربع الأول 2022 مقارنة مع الربع الرابع 2021 والربع الأول 2021، ليصل متوسط سعر زيت النخيل إلى 1.4 ألف دولار للطن في الربع الأول بنمو 51% على أساس سنوي.
الأهلى فاروس: أسعار المواد الخام لشركات الأغذية ارتفعت 51% على أساس سنوي
أما مسحوق الحليب منزوع الدسم، وصل متوسط سعره إلى 4.18 ألف دولار للطن خلال الربع الأول بنمو 30% على أساس سنوي.
وأشارت البحوث، إلى أن الشركة سجلت مستوى إيرادات تاريخي بقيمة 924 مليون جنيه في الربع الأول من العام 2022، بارتفاع نسبته 4.5% على أساس ربعي و39.2% على أساس سنوي.
وشكلت مبيعات الجبن الأبيض 93.3% من إجمالي المبيعات، لتساهم بنصيب الأسد في إجمالي الإيرادات، حيث إنه خط الإنتاج الوحيد الذي حقق نموًا إيجابيًا على الأساسين السنوي والربعي.
وشهدت الأحجام انخفاضًا ربعيًا بواقع 1.3%، ولكنها ارتفعت على أساس سنوي لتسجل 30.2 ألف طن. كان متوسط سعر البيع أحد العوامل الرئيسة وراء تسجيل نتائج أعمال قوية، حيث ارتفع 5.9% ربعيًا و13.4% سنويًا.
وحددت الأهلي فاروس القيمة العادلة لسهم الشركة عند 7.70 جنيه للسهم، فيما يتداول السهم عند مضاعف ربحية مقداره 7.1 مرة لعام 2022.
تفاؤل بالمستقبل
وقالت بحوث بلتون لتداول الأوراق المالية، إن أسعار السلع الغذائية ارتفعت إلى مستويات غير مستدامة، متوقعة أن تشهد تصحيحاً على الأرجح بحلول النصف الثاني من 2022 بفضل التوقعات الجيدة للإنتاج، وهدوء نقص العمالة وتراجع الطلب من الصين والهند، حيث يعد النشاط التخزيني لكلا الدولتين مساهما رئيسياً في الارتفاع الحالى لأسعار السلع.
وتوقعت بلتون، أن هذا لن ينعكس على تكاليف الإنتاج قبل عام 2023، حيث تلجأ الشركات فى الأغلب لزيادة مخزونها من المواد الخام عند المستويات الصاعدة الحالية لمنع الاضطرابات المحتملة للإمداد فى ظل أزمة الشحن العالمية.
بلتون: شركات الأغذية المدرجة تمرر التكلفة عبر زيادات سعرية
وبدأت شركات الأغذية المدرجة تمرير تضخم التكلفة عبر زيادات سعرية مباشرة وغير مباشرة، ما من شأنه رفع بعض ضغوط هوامش الأرباح، ورجحت تحسن الربحية على أساس ربع سنوي من أدنى مستوياتها المتوقعة في 2021 لشركتي إيديتا ودومتي، وتحسنها بدرجة أقل لشركة جهينة (EGX:JUFO).