Investing.com – إرتفعت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية خلال الفترة الصباحية من تداولات اليوم الثلاثاء مع دخول الأسواق الأوروبية حالة الحذر والترقب الشديد لما سيسفر عنه إجتماع البنك المركزي الأوروبي والذي سيجري يوم الخميس، وتحيط به تكهنات كثيرة بأن يتخذ البنك فيه المزيد من إجرائات التسهيل النقدي لتحفيز الإقتصاد.
فخلال تداولات الفترة الصباحية لليوم، إرتفع كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.50٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.46٪، بينما إرتفع مؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.46٪.
وكانت الاٍسهم الأوروبية قد وجدت الدعم في أغلب جلسات تداول الأسبوع الماضي، مع إرتفاع مستوى التوقعات بان يتخذ البنك المركزي الأوروبي في إجتماعه هذا الأسبوع إرائات تسهيل نقدي من شأنها محاربة الإنكماس السعري والإقتصادي الذي تشهده المنطقة، وإعادة إقتصاد الكتله للطريق الصحيح.
وتزايدت هذه التكهنات بعدما نصح المحامي العام لمحكمة العدل الأوروبية (بيدرو كروز فيالون) يوم الأربعاء الماضي، القضاة في المحكمة بالموافقة على برنامج المعاملات النقدية للبنك المركزي الأوروبي، وهو من ضمن الإجرائات التي تم إطلاقها في عام 2012.
وقال (فيالون) أن البنك المركزي الأوروبي يجب أن يتجنب أي "مشاركة مباشرة في برامج المساعدة المالية التي تطبقها الدولة المعنية."
واعتبر هذا الحكم على أنه إعطاء فسحة للبنك المركزي الأوروبي في اجتماعه القادم يوم الخميس، وهو الإجتماع الذي يتوقع الكثيرون أن يعلن البنك فيه عن إتخاذ إجرائات تسهيل كمي على نطاق واسع.
من جهة أخرى، فاجأ البنك الوطني السويسري الأسواق يوم الخميس عندما أعلن عن إنهاء دفاعه عن الحد الأدنى لسعر صرف اليورو/فرنك والبالغ 1.20، وهو جزء من سياسة البنك في أسواق الصرف الأجنبي والتي بقيت معتمدة منذ أيلول/سبتمبر 2011، وذلك في محاولة لدرء الانكماش ومنع إرتفاع الفرنك أمام الشقيق الأكبر اليورو، بسبب الطلب الكثيف عليه كملاذ آمن. وتسببت هذه الحركة الجريئة من طرف المركزي السويسري في توقعات بأن لا يبقى المركزي الأوروبي ساكناً وأن يتخذ إجرائات جريئة دفاعاً عن إقتصاد المنطقة.
وبقي المستثمرين حذرين وسط حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات اليونانية، المقرر عقدها يوم الأحد، خصوصاً مع تقدم حزب (سيريزا) في إستطلاعات الرأي، وهو الحزب المعارض لإجرائات التقشف الإقتصادي وحزمة الإنقاذ المقدمة للبلاد.
وإفتتحت أسهم القطاع المالي تداولات اليوم بالإرتفاع وبنسب كبيرة في الأغلب، مع إرتفاع أسهم كل من العملاق الفرنسي سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 1.18٪، وأسهم بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 2.52٪، في حين تقدمت أسهم العملاق الألماني دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 1.58٪، ومواطنه كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 1.35٪.
ومن بين البنوك في الدول الطرفية، إرتفعت أسعار أسهم البنوك الإيطالية انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 0.79٪، ويونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 1.54٪، بينما إنخفضت أسهم البنوك الإسبانية بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) الإسباني بنسبة 0.32٪، وأسهم مواطنه بانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 1.28٪.
من جهة أخرى تراجعت أسهم شركة البرمجيات الألمانية ساب (بورصة فرانكفورت:SAPGF) بنسبة 4.59٪، بعد ان خفضت الشركة من الربح المستهدف لعام 2017، وقالت أن توجة العملاء لشراء البرمجيات عبر سحابة البرمجيات عبر الإنترنت يضغط على هوامش أرباح الشركة.
كما أضاف قطاع الطاقة للخسائر، مع تراجع أسهم العملاق الفرنسي توتال بنسبة 2.29٪، و إيني الإيطالية بنسبة 1.58٪، بينما تراجعت شتات أويل النرويجية بنسبة 2.24٪.
وفي لندن إرتفع مؤشر فوتسي 100 بنسبة 0.46٪، مع تتبع أسهم القطاع المالي في المملكة المتحدة لاداء أسهم القطاع في بقية أنحاء القارة.
فلقد شهد قطاع البنوك والشركات المالية إرتفاع كل من أسهم رويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 1.41٪، وأسهم باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 1.60٪، في حين إرتفعت أسهم مجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 0.03٪، ومجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) خالفت الإتجاه وتراجعت بنسبة 0.52٪.
كما أضاف قطاع الطاقة إلى المكاسب المتحققة، مع إرتفاع أسهم بريتيش بتروليوم (بورصة لندن:BP) بنسبة 0.95٪، وذلك بعد أن ذكرت بلومبرغ أن التحقيقات أظهرت أن حجم التسرب النفطي من حقل (ماكاندو) في خليج المكسيك قد كان أقل مما أدعت الحكومة الأمريكية، وهو ما يمكن ان يسرع بالوصول إلى تسوية بين الطرفين قبل صدور الحكم النهائي من طرف المحكمة.
وفي الوقت نفسه، قادت أسهم بتروفاك المكاسب على المؤشر، بعد ان قفزت بنسبة كبيرة بلغت 5.15٪، بعد أن أعلنت الشركة المقدمة لخدمات حقول النفط أنها تلقت إشعارا بحصولها على مكافأة نظير عملها على المرحلة الأولى من برنامج التطوير (فارز) والذي تم العمل عليه لصالح شركة نفط الكويت.
وفي قطاع التعدين أختلط أداء الشركات الكبرى، مع تراجع أسهم بي إتش بي بيليتون (بورصة لندن:BLT) وريو تنتو بنسبة 0.26٪ و 1.01٪ على التوالي، في حين إرتفعت أسهم كل من جلينكور إكستراتا (بورصة لندن:GLEN) وفرينسيلو (بورصة لندن:FRES بنسبة 0.38٪ و1.45٪ على التوالي.
وفي الولايات المتحدة، إرتفعت مؤشرات الأسهم الآجلة قبل إفتتاح تداولات البورصات الأمريكية لليوم. فلقد إنخفض كل من مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 0.29٪، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.33٪ ، في حين اظهر ناسداك 100 إنخفاضاً مشابهاً بنسبة 0.32٪.
وكانت البيانات التي صدرت اليوم الثلاثاء قد أظهرت أن الناتج المحلي الإجمالي للصين قد إرتفع بمعدل سنوي قدره 7.3٪ في الاشهر الثلاثة المنتهية في 31 كانون الاول/ديسمبر، وهو ذات المعدل الذي سجله الإقتصاد في الأشهمر الثلاثة المنتهية في 30 أيلول/سبتمبر. وكان الاقتصاديون يتوقعون ان يتراجع معدل النمو بشكل طفيف إلى 7.2٪ خلال الربع الرابع من العام الماضي، وذلك من 7.3٪ في الربع الثالث.
أماعلى أساس ربع سنوي، فلقد تراجعت نسبة نمو الاقتصاد الصيني من 1.9٪ إلى 1.5٪ في الربع الثالث، بينما كانت التوقعات تترقبب نمواً بنسبة 1.7٪.
وفي وقت لاحق اليوم، سيقوم معهد (زيو) بإصدار تقرير المعنويات الاقتصادية الألمانية المرتقب.