Investing.com – تراجعت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية خلال الفترة الصباحية من تداولات اليوم الأربعاء مع إقتراب الأسواق الأوروبية من الـ24 ساعة الأخيرة من حالة الحذر والترقب الشديد لما سيسفر عنه إجتماع البنك المركزي الأوروبي والذي سيجري يوم غد الخميس، وتحيط به تكهنات كثيرة بأن يتخذ البنك فيه المزيد من إجرائات التسهيل النقدي لتحفيز الإقتصاد.
فخلال تداولات الفترة الصباحية لليوم، تراجع كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.22٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.26٪، بينما إنخفض مؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.50٪.
وكانت الاٍسهم الأوروبية قد وجدت الدعم في أغلب جلسات تداول الأسبوع الماضي، مع إرتفاع مستوى التوقعات بان يتخذ البنك المركزي الأوروبي في إجتماعه هذا الأسبوع إرائات تسهيل نقدي من شأنها محاربة الإنكماس السعري والإقتصادي الذي تشهده المنطقة، وإعادة إقتصاد الكتله للطريق الصحيح.
وتزايدت هذه التكهنات بعدما نصح المحامي العام لمحكمة العدل الأوروبية (بيدرو كروز فيالون) الأسبوع الماضي، القضاة في المحكمة بالموافقة على برنامج المعاملات النقدية للبنك المركزي الأوروبي، وهو من ضمن الإجرائات التي تم إطلاقها في عام 2012.
وقال (فيالون) أن البنك المركزي الأوروبي يجب أن يتجنب أي "مشاركة مباشرة في برامج المساعدة المالية التي تطبقها الدولة المعنية".
واعتبر هذا الحكم على أنه إعطاء فسحة للبنك المركزي الأوروبي في اجتماعه القادم يوم الخميس، وهو الإجتماع الذي يتوقع الكثيرون أن يعلن البنك فيه عن إتخاذ إجرائات تسهيل كمي على نطاق واسع.
من جهة أخرى، فاجأ البنك الوطني السويسري الأسواق يوم الخميس عندما أعلن عن إنهاء دفاعه عن الحد الأدنى لسعر صرف اليورو/فرنك والبالغ 1.20، وهو جزء من سياسة البنك في أسواق الصرف الأجنبي والتي بقيت معتمدة منذ أيلول/سبتمبر 2011، وذلك في محاولة لدرء الانكماش ومنع إرتفاع الفرنك أمام الشقيق الأكبر اليورو، بسبب الطلب الكثيف عليه كملاذ آمن. وتسببت هذه الحركة الجريئة من طرف المركزي السويسري في توقعات بأن لا يبقى المركزي الأوروبي ساكناً وأن يتخذ إجرائات جريئة دفاعاً عن إقتصاد المنطقة.
وبقي المستثمرين حذرين وسط حالة عدم اليقين بشأن نتائج الانتخابات اليونانية، المقرر عقدها يوم الأحد، خصوصاً مع تقدم حزب (سيريزا) في إستطلاعات الرأي، وهو الحزب المعارض لإجرائات التقشف الإقتصادي وحزمة الإنقاذ المقدمة للبلاد.
وتباين أداء أسهم القطاع المالي، مع إرتفاع أسهم كل من العملاق الفرنسي سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 0.14٪، وأسهم بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 0.02٪، في حين تراجعت أسهم العملاق الألماني دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 0.28٪، وإرتفعت أسهم مواطنه كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 1.00٪.
ومن بين البنوك في الدول الطرفية، إرتفعت أسعار أسهم البنوك الإيطالية انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 0.16٪، ويونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 0.65٪، بينما إنخفضت أسهم البنوك الإسبانية بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) الإسباني بنسبة 0.04٪، وأسهم مواطنه بانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 0.46٪.
من جهة أخرى قفزت أسهم شركة البرمجيات الهولندية إسمل (بورصة أمستردام:ASML) بنسبة 4.23٪، بعد ان قالت الشركة أن مبيعات الربع الأول من العام الحالي سوف تتفوق على توقعات المحللين الأولية، وأن الشركة تتوقع إرتفاعاً في طلبيات الألات الصانعة لرقائق تخزين المعلومات وكذلك الألات المخصصة لمعالجتها.
وفي لندن إرتفع مؤشر فوتسي 100 بنسبة 0.55٪، بقيادة بيرسون التي قفزت أسهمها بنسبة 2.67٪، بعد ان قامت شركة (كابيتال ماركتس) الإستثمارية برفع تصنيف السهم إلى درجة "شراء".
كما شهد قطاع البنوك والشركات المالية تراجع أسهم رويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 0.60٪، وإرتفاع كل من أسهم باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 0.18٪، وأسهم مجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 0.85٪، ومجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 0.05٪.
كما أضاف قطاع الطاقة إلى المكاسب المتحققة، مع إرتفاع أسهم رويال دتش شيل (بورصة لندن:RDSA) بنسبة 0.29٪، وتولو أويل (بورصة لندن:TLW) بنسبة 0.37٪، بينما تراجعت بريتيش بتروليوم (بورصة لندن:BP) بنسبة 0.95٪، وذلك بعد أن ذكرت بلومبرغ أن التحقيقات أظهرت أن حجم التسرب النفطي من حقل (ماكاندو) في خليج المكسيك قد كان أقل مما أدعت الحكومة الأمريكية، وهو ما يمكن ان يسرع بالوصول إلى تسوية بين الطرفين قبل صدور الحكم النهائي من طرف المحكمة.
وفي قطاع التعدين أختلط أداء الشركات الكبرى، مع تراجع أسهم بي إتش بي بيليتون (بورصة لندن:BLT) وريو تنتو بنسبة 0.28٪ و 0.47٪ على التوالي، في حين إرتفعت أسهم كل من جلينكور إكستراتا (بورصة لندن:GLEN) وفرينسيلو (بورصة لندن:FRES بنسبة 0.27٪ و0.34٪ على التوالي.
وكانت بي إتش بي بيليتون قد أعلنت في وقت سابق انها تخطط لخفض عدد منصات الحفر الصخري في الولايات المتحدة بنسبة 40٪، مبررة ذلك بأن تراجع أسعار النفط سيؤدي إى تراجع أرباح علميات التنقيب عن خام الحديد.
وفي الولايات المتحدة، إرتفعت مؤشرات الأسهم الآجلة قبل إفتتاح تداولات البورصات الأمريكية لليوم. فلقد إنخفض كل من مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 0.26٪، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.13٪ ، في حين اظهر ناسداك 100 إنخفاضاً مشابهاً بنسبة 0.16٪.
وفي وقت لاحق اليوم، ستقوم الولايات المتحدة بنشر بيانات حول تصاريح البناء وبناء المنازل الجديدة.