Investing.com – إرتفعت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية بنسب طفيفة خلال جلسة تداول اليوم الخميس، وذلك بينما تترقب الأسواق قرارات البنك المركزي الأوروبي التي ستصدر في إنتهاء اجتماع إستمر يومين وينتهي بعد ظهر اليوم بالتوقيت الأوروبي المركزي.
وكان البنك المركزي الأوروبي قد بدأ إجتماع السياسة النقدية يوم أمس ومن المقرر أن يختتم أعماله اليوم الخميس مع تركيز المستثمرين على ما إذا كان سيد السياسة النقدية في منطقة اليورو (ماريو دراجي) سيعلن عن تمديد برنامج شراء السندات.
وعند انتهاء الاجتماع والاعلان عن نتيجته عند الساعة 1:45 بعد الظهر بالتوقيت الأوروبي المركزي (الساعة 7:45 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي) تتوقع الأسواق أن يبقي البنك مستوى سعر الفائدة الرئيسي عند مستواه الحالي التاريخي المنخفض والذي يبلغ 0.00٪ وكذلك على سعر الفائدة على الودائع عند مستوى سالب 0.4٪، وهو ما سيترك المشاركين في الأسواق في حالة ترقب لخطاب (ماريو دراجي) المقرر بعد ذلك بـ45 دقيقة.
ومع بقاء معدل التضخم في منطقة اليورو أقل بكثير من المعدل المستهدف للبنك المركزي الأوروبي والبالغ 2٪، وتسود قناعة بين الخبراء بأن دراجي سوف يضطر إلى توسيع برنامج شراء الأصول لتاريخ أبعد من تاريخ إنتهاءه المقرر مسبقاً في آذار/مارس من العام القادم، وكذلك إلى رفع حجم البرنامج إلى ما هو أكثر من الحجم الحالي والبالغ 1.7 تريليون يورو (1.9 تريليون دولار). ويقوم البنك المركزي الأوروبي حالياً بشراء ما قيمته 80 بليون يورو (90 بليون دولار تقريباً) من السندات.
ومع ذلك، ينقسم الخبراء حول ما اذا كان دراجي سيعلن عن ذلك رسمياً يوم الخميس، فلق أظهر استطلاع أجرته (بلومبيرج) مؤخرا أن أكثر من 80٪ من المحللين الاقتصاديين يتوقعون أن يتخذ البنك مثل هذه القرارات خلال العام الحالي، ولكن أقل من نصفهم يظنون أن ذلك سيحصل خلال الاجتماع الحالي للبنك. وتوقعت البقية أن يتم الإعلان في إجتماع تشرين الأول/أكتوبر أو كانون الأول/ديسمبر.
ورغم ان أغلبية المحللين لا يعتقدون أنه سيكون هناك تغيرات في السياسة النقدية يوم غد، إلا أنهم يتوقعون أن يحافظ دراجي على موقف الحمائم وأن يلمح إلى المزيد من التسهيل النقدي في المستقبل المنظور.
ويشير العديد من الخبراء إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى رفع القيود المفروضة على شراء بعض السندات. فبرأي بعض المحللين الإقتصاديين، القضية الكبرى التي تحتاج إلى المزيد من القرارات من جانب البنك المركزي الأوروبي تتمثل في ندرة الأصول المتوفرة للشراء. فلقد أشار محللون في بنك (نورديا) الإستثماري إلى أن البنك المركزي الأوروبي قد ينفذ من سندات منطقة اليورو المؤهلة للشراء بحلول بداية العام القادم ما لم يخفف من القيود التي تحدد المعايير المستخدمة لإختيار السندات التي يتم شرائها.
والقضية الرئيسية هي أن البنك المركزي الأوروبي قد وضع حدا لعوائد السندات التي يسمح بشرائها في ظل سعر الفائدة الحالي على الودائع والبالغ سالب 0.4٪ سلبي، ولكن تقول شركة (تي دي) الإستثمارية أن 28٪ من سندات منطقة اليورو و66٪ من السندات الألمانية لا تحقق عائد يصل إلى المستوى الذي حدده البنك.
وفي هذا النطاق، ذكر بنك (سوسيتيه جنيرال) الإستثماري في مذكرة أصدرها لعملائه: "حتى بالنسبة لفنلندا، فإن البنك قادر على الإستمرار في شراء السندات لخمس أو ستة أشهر أخرى". ولكن محللي البنك عادوا للتحذير قائلين: "إذا حصل تراجع أخر في عوائد السندات، فإن هذا الإطار الزمني سيصبح أقصر، ولذلك ربما يرغب البنك المركزي الأوروبي في إتخاذ إجرائات إحترازية قبل وقوع ذلك".
ومن بين الخيارات المطروحة أمام أصحاب القرار، يمكن إزالة الحد المفروض على سعر الفائدة على الودائع من أجل توسيع قاعدة السندات المتاحة. وهناك إمكانية أخرى، حيث يمكن أن يزيل البنك المركزي الأوروبي السقف الذي فرضه على نفسه من عدم شراء أكثر من 33٪ من أي سند واحد. وعلى الرغم من اعتبارها خطوة من غير المرجح حصولها في هذا الوقت، فإنه يمكن للبنك المركزي الأوروبي أيضا التخلص من قانون رأس المال الذي يحدد قيمة المشتريات من كل بلد وفقا لحجم اقتصادها.
وبالعودة إلى أسواق الأسهم، وخلال تداولات الفترة الصباحية لليوم، إرتفع كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.27٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.16٪، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.15٪.
وكانت عقود النفط الخام قد عادت لتحقيق المكاسب في جلسة تداول اليوم، بعد أن كانت قد سقطت بأكثر من 4٪ في جلسة الأمس بعد صدور بيانات المخزون الأسبوعية في الولايات المتحدة.
ومع إرتفاع النفط قدمت شركات الطاقة أدائاً طيباً، فلقد إرتفعت أسعار أسهم شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة توتال بنسبة 1.9٪، وشتات أويل النرويجية بنسبة 2.2٪، بينما إرتفعت أسهم إيني الإيطالية بنسبة 1.6٪.
هذا وتقدمت أسهم القطاع المالي بشكل جماعي. فلقد إرتفعت أسهم البنوك الفرنسية سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 1.19٪، وأسهم مواطنه بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 1.27٪، بينما إرتفعت أسعار أسهم البنوك الألمانية ممثلة بأسهم كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) الذي إرتفعت أسهمه بنسبة 1.41٪ بينما إرتفعت أسهم مواطنه دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 1.04٪.
كما سلكت البنوك في الدول الطرفية ذات الطريق، مع إرتفاع أسعار أسهم البنوك الإيطالية انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 1.28٪، وأونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 1.20٪، في حين تقدمت أسهم البنوك الإسبانية، مع إرتفاع بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) بنسبة 0.69٪، وبانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 0.92٪.
من جهة أخرى، إرتفعت أسهم لوفتهانزا بنسبة بلغت 1.13٪ بعد ان فازت الشركة لجائزة أفضل شركة طيران أوروبية في حفل توزيع جوائز السفر العالمية السنوية.
وفي لندن إرتفع مؤشر فوتسي 100 بنسبة 0.49٪، بقيادة أسهم ماكرو فوكس أنترناشيونال الذي سجلت صعوداً إنفجارياً وبنسبة ضخمة بلغت 20.36٪، بعد أن قالت تقارير إخبارية أن شركة البرمجيات تخطط لإستعادة شراء شركة (اتونومي أسيستس) التي كانت تابعة لها وتمتلكها الأن شركة (هيوليت باكارد) الأمريكية.
كما إرتفعت أسهم القطاع المالي التي تتبعت سلوك أسهم القطاع في بقية انحاء القارة. فلقد إرتفعت أسعار أسهم كل باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 1.16٪، ومجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 1.11٪، وأسهم مجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 0.76٪، ورويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 0.71٪.
وفي قطاع التعدين حققت جميع الأسهم الرئيسية المكاسب كذلك، وذلك مع إرتفاع أسعار أسهم كل من ريو تنتو بنسبة 0.90٪، وبي إتش بي بيليتون بنسبة 0.50٪، وأنجلو أميريكان بنسبة 1.21٪.
وعلى عكس الإتجاه السائد، تراجعت أسهم ومجموعة أدميرال بنسبة 1.32٪، بعد أن قام المحللون في شركة (ماكواير) الإستثمارية بتخفيض تصنيف السهم إلى درجة "ما دون المعدل".
وفي الولايات المتحدة، وقبل إفتتاح البورصات الأمريكية أبوابها لليوم، تقدم مؤشرات الأسهم الآجلة بنسب طفيفة. فلقد إرتفع كل من مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 0.14٪، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.17٪، في حين اظهر ناسداك 100 تراجعاً مشابهاً بنسبة 0.13٪.