تستعد صناعة الطيران لصيف مليء بالتحديات، حيث من المتوقع أن تتجاوز الزيادة في الطلب على السفر مستويات ما قبل الجائحة، بينما تواجه شركات الطيران نقصًا في تسليم الطائرات. تعاني كبرى شركات التصنيع الكبرى مثل بوينج وإيرباص من مشاكل في الإنتاج، مما يؤدي إلى انخفاض حاد في عدد الطائرات الجديدة المتاحة لشركات الطيران.
كما تستثمر شركات الطيران بكثافة في صيانة الطائرات القديمة، والتي هي أقل كفاءة في استهلاك الوقود، وتدفع أسعاراً أعلى لاستئجار الطائرات بسبب النقص في عدد الطائرات. وعلى الرغم من هذه الجهود، لم يكن أمام بعض شركات الطيران خيار سوى تقليل جداول رحلاتها.
تتوقع شركة بيانات السفر OAG أداءً قويًا من شركات الطيران خلال موسم الصيف، مع زيادة في أسعار تذاكر الطيران. كان الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) قد توقع نموًا بنسبة 9% في الطاقة الاستيعابية لشركات الطيران العالمية لهذا العام، ولكن يبدو هذا التوقع الآن متفائلًا أكثر من اللازم في ضوء أزمة السلامة المستمرة التي تواجهها شركة بوينج (NYSE:BA).
من المتوقع أن تؤدي تعقيدات الإنتاج في شركتي بوينج وإيرباص إلى حصول شركات الطيران على طائرات أقل بنسبة 19% مما كان متوقعًا. وهذا الأمر مؤثر بشكل خاص على شركات الطيران الأمريكية، التي من المقرر أن تتلقى طائرات أقل بنسبة 32% مما كانت تخطط له، حيث يعتمد الكثير منها على طائرة بوينج 737 ماكس. وقد تم تقييد إنتاج طائرة 737 ماكس في أعقاب حادث انفجار لوحة الطائرة في الجو في 5 يناير على متن طائرة تابعة لخطوط ألاسكا الجوية.
وقد تفاقمت الصعوبات التي تواجهها بوينج بسبب القيود التنظيمية المفروضة على إنتاج طائرة 737 ماكس، حيث تكافح الشركة لتحقيق حتى أهداف الإنتاج المخفضة. وبالإضافة إلى ذلك، قد يتم إيقاف ما يصل إلى 650 طائرة إيرباص A320neo مزودة بمحركات برات آند ويتني من شركة RTX Corp لإجراء عمليات فحص في النصف الأول من عام 2024 بسبب عيب معروف.
واستجابة للنقص في الطائرات، قامت شركات الطيران مثل Ryanair في أوروبا، وUnited و Southwest في الولايات المتحدة، بخفض المسارات وتعديل استراتيجيات التوظيف والتوظيف.
وقد شهد سوق تأجير الطائرات ازدهاراً، حيث وصلت أسعار تأجير طائرات إيرباص A320-200neo وبوينج 737-8 ماكس الجديدة إلى 400,000 دولار شهرياً، وهو معدل لم يشهده منذ منتصف عام 2008. وفقًا لجون هايمليش، كبير الاقتصاديين في شركة Airlines for America (A4A)، فإن شركات الطيران تنفق حاليًا 30% أكثر على عقود الإيجار مقارنة بأرقام ما قبل الجائحة.
كما تحتفظ شركات الطيران أيضًا بالطائرات القديمة لفترة أطول من عمرها الاقتصادي، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الصيانة والإصلاح. في العام الماضي، كانت نفقات الصيانة في شركات يونايتد ودلتا وأميركا أعلى بنسبة 40% مقارنة بعام 2019.
وفي حين لا يزال الطلب على السفر الجوي مرتفعاً، حيث من المتوقع أن يصل عدد المسافرين إلى 4.7 مليار مسافر في عام 2024، مقارنةً بـ 4.5 مليار مسافر في عام 2019، من المتوقع أن تؤثر زيادة تكاليف التأجير والإصلاحات والعمالة على أرباح شركات الطيران، على الرغم من ارتفاع الطلب. سجلت شركات الطيران الأمريكية للركاب هامش ربح قبل خصم الضرائب بنسبة 4.5% العام الماضي، مدفوعة بشكل رئيسي من قبل شركتي دلتا ويونايتد.
ومع ذلك، يخطط عدد أقل من الأمريكيين للسفر جواً هذا الصيف مقارنة بالعام الماضي، حيث يؤثر التضخم المرتفع على ميزانيات السفر. انخفضت أسعار تذاكر الطيران على أساس سنوي، ولكنها أظهرت زيادة شهرية على أساس شهري. ستقدم شركات الطيران قريبًا تحديثات حول خططها للنمو واستراتيجياتها لإدارة القيود المفروضة على السعة الاستيعابية عندما تبدأ في الإبلاغ عن نتائجها الفصلية، بدءًا من خطوط دلتا الجوية.
InvestingPro Insights
إن التحديات الحالية التي تواجهها صناعة الطيران، ولا سيما تلك التي تواجهها شركة بوينج، لها آثار كبيرة على قطاع الطيران، خاصةً مع استعدادها للزيادة المتوقعة في حركة السفر. تخضع شركة Boeing، وهي لاعب رئيسي في قطاع صناعة الطيران والدفاع، لتدقيق شديد بسبب التأخيرات في الإنتاج والمشكلات التنظيمية التي تؤثر على جداول تسليم الطائرات. تسلط بيانات InvestingPro الضوء على العديد من المقاييس الهامة لشركة بوينج التي يمكن أن تؤثر على الاستراتيجيات التشغيلية والتخطيط المالي لشركات الطيران.
تبلغ القيمة السوقية لشركة Boeing 110.78 مليار دولار أمريكي، مما يعكس حجمها الكبير في هذه الصناعة على الرغم من العقبات الأخيرة. ومع ذلك، فإن الصحة المالية للشركة موضع تساؤل، حيث يبلغ معدل السعر إلى الأرباح السالب -49.60، مما يشير إلى أنها لا تحقق أرباحًا في الوقت الحالي. ويُعزز ذلك نسبة السعر إلى الربحية المعدلة للأشهر الاثني عشر الماضية اعتبارًا من الربع الرابع من عام 2023، والتي تقل عن ذلك عند -116.43، مما يشير إلى أن المستثمرين قلقون بشأن أرباح بوينج المحتملة على المدى القريب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هامش الربح الإجمالي للشركة للفترة نفسها يبلغ 11.89%، وهو ما يُعتبر ضعيفًا، لا سيما عند مقارنته باللاعبين الآخرين في القطاع. قد يكون هذا الأمر مصدر قلق لشركات الطيران التي تعتمد على طائرات بوينج، لأنه قد يؤثر على قدرة الشركة المُصنعة على الاستثمار في التقنيات أو التحسينات الجديدة وتقديمها.
تشير نصائح InvestingPro الخاصة بشركة بوينج إلى أنه في حين أنه من المتوقع أن ينمو صافي الدخل هذا العام، إلا أن المحللين قاموا بمراجعة أرباحهم بالخفض للفترة القادمة، مما يشير إلى احتمال وجود المزيد من التحديات في المستقبل. علاوة على ذلك، لا يتوقع المحللون أن تحقق الشركة أرباحًا هذا العام، مما قد يكون له تداعيات على قدرتها على تحقيق أهداف التسليم وربما يؤثر على قوتها التسعيرية في السوق.
بالنسبة للقراء المهتمين بتحليل أعمق، يقدم InvestingPro نصائح إضافية حول بوينج، والتي يمكن العثور عليها على https://www.investing.com/pro/BA. وباستخدام رمز القسيمة PRONEWS24، يمكن للمستخدمين الحصول على خصم إضافي بنسبة 10% على اشتراك سنوي أو نصف سنوي Pro أو Pro+ للوصول إلى هذه الرؤى. هناك 11 نصيحة أخرى من InvestingPro متاحة يمكن أن توفر فهمًا أكثر شمولاً لوضع بوينج المالي والسوقي.
هذا المقال تمت كتابته وترجمته بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتم مراجعتها بواسطة محرر. للمزيد من المعلومات انظر إلى الشروط والأحكام.