واشنطن (رويترز) - طالبت مجموعة من المديرين التنفيذيين رفيعي المستوى يوم الخميس قادة العالم بالاتفاق على تحقيق التوازن في انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بحيث تصل إلى الصفر بحلول منتصف القرن وذلك في اتفاق تغير المناخ العالمي في صيغته النهائية بباريس في ديسمبر كانون الاول.
وقال قادة ما يعرف بفريق بي (تيم بي) وهو تحالف يضم حوالي 12 من المدراء التنفيذيين وصناع القرار بما في ذلك ريتشارد برانسون مؤسس شركة فيرجن وبول بولمان رئيس يونيليفر وراتان تاتا رئيس تاتا انترناشونال إن وضع هدف عالمي لوصول صافي الانبعاثات إلى الصفر بحلول عام 2050 يدفع الشركات إلى تبني استثمارات جديدة وأبحاث الطاقة النظيفة في استراتيجيات أعمالهم.
وقال برانسون لرويترز في مقابلة إن هذا الهدف السامي -وهو أحد الخيارات التي يجري النظر فيها في مشروع النص التفاوضي بباريس- "قابل للتنفيذ" بمساعدة القطاع الخاص.
وأضاف أن "الساسة في باريس بحاجة لأن يعرفوا أن (قطاع) الأعمال خلفهم ويتخذ القرارات الصحيحة وأنهم لن يضروا العالم اقتصاديا من خلال اتخاذ هذه القرارات".
يأتي إعلان رؤساء الشركات ومن بينهم أيضا قطب الاتصالات مو إبراهيم وأريانا هافينجتون مؤسسة هافينجتون بوست قبل أسبوع من اجتماع مفاوضي المناخ في جنيف لتحقيق تقدم في مسودة باريس.
وقال تقرير أصدره في نوفمبر تشرين الثاني برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنه ينبغي للحكومات التخلص التدريجي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2070 من أجل تحقيق هدف الأمم المتحدة للحد من معدل ارتفاع درجات الحرارة إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
ويعني الوصول بصافي الانبعاثات إلى الصفر أن أي انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون نتيجة حرق الوقود الحفري يجب أن تتم معادلتها على سبيل المثال عن طريق زراعة الغابات التي تمتص الكربون من الجو أثناء نموها.
وقال زعماء فريق بي إنه يتعين على الحكومات أن توافق على تحقيق هدف برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة في وقت أسبق بمقدار 20 عاما لدرء المخاطر التي تواجهها الأعمال والتكاليف الاقتصادية.
ودعت المجموعة أيضا الحكومات لوضع سياسات تسعير التلوث الكربوني ووضع نهاية لإعانات الوقود الحفري ومساعدة المجتمعات الفقيرة والضعيفة على التكيف مع تغير المناخ.
وقال برانسون إن هبوط أسعار النفط يمثل فرصة للحكومات لتحقيق تحول جذري بعيدا عن الوقود الحفري.
وقال "إذا كنت تريد من الناس التوصل إلى طرق نظيفة لتشغيل السيارات وتوفير الطاقة بالمنازل لا تفرض ضرائب عليهم".
لكن هذا الهدف يواجه رياحا معاكسة قبيل قمة باريس فبينما تريد الدول النامية أن يتضمن الاتفاق الجديد الهدف الخاص بوصول صافي الانبعاثات إلى الصفر تعارض الدول المنتجة للنفط في منظمة أوبك مثل السعودية بشدة أي تخلص تدريجي من الوقود الحفري.