🟢 الأسواق ترتفع. كل أعضاء مجتمعنا الذي يزيد عددهم عن 120 ألف عضو يعرفون ما يجب فعله. وأنت أيضًا يمكنك أن تعرف. احصل على 40% خصم

الهروب "الانتحاري" لرجل أعمال لبناني من السودان يعيده لذكريات الحرب

تم النشر 27/04/2023, 15:29
© Reuters. أحمد شمص، رجل أعمال لبناني يبلغ مع العمر 59 عاما عاش في السوادان لمدة 17 عاما، خلال مقابلة مع رويترز في مطعم وفندق الساحة عقب عودته إلى بيروت ي
USD/LBP
-
1810
-

من ليلى بسام

بيروت (رويترز) - تخترق الرصاصات جدار الذاكرة لتعيد إلى أذهان مدير مطعم وفندق الساحة في الخرطوم أحمد شمص لهيب الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 ويتراءى له وطنه لبنان من فندقه المحاصر في السودان.

وقال شمص في حديث لرويترز بعد عودته إلى بيروت "نفس الصورة، في ميليشيات وفي مصالح دولية، شدة الحرب بالسودان نفس الشيء كما كانت الحرب بلبنان عندنا، المواطن عم يموت بلا أكل بلا بنزين بلا كهربا بلا بلا بلا".

كان شمص يعيش في السودان منذ 17 عاما حيث ساهم في إنشاء فرع دولي للمطعم والفندق اللبناني الذي يديره ويدعى الساحة على بعد أقل من عشر دقائق بالسيارة من مطار الخرطوم والوزارات الرئيسية.

وأصبحت هذه المناطق بؤرة اشتعال عندما اندلع القتال في 15 أبريل نيسان. وتسببت الاشتباكات والغارات الجوية والمدفعية منذ ذلك الحين في مقتل أكثر من 500 شخص وإصابة ما يقرب من 4200 وتدمير مستشفيات وتوزيع محدود للمواد الغذائية.

اضطر شمص (59 عاما) إلى الاختباء في مكانه داخل فندق الساحة مع زوجته وابنه البالغ من العمر عشر سنوات والعديد من الموظفين اللبنانيين لمدة أسبوع تقريبا مع تساقط المتفجرات حولهم وانتشار المقاتلين في الشوارع.

وعندما اقترب القصف في صباح أحد الأيام، أخذ شمص وعائلته وموظفوه جوازات سفرهم وانطلقوا سيرا (TADAWUL:1810) على الأقدام.

وقال "ابني لديه قطة... قال أنا ما أطلع بلا البسين (القط)، بموت هون وخليني، الشغلة الوحيدة التي طلعناها فعلا هذا الحيوان البسين معنا وضعناه في قفص وحملته أنا وطلعت ومشينا بالشوارع. الشوارع كان فيها مسلحين ورصاص وقذائف، يعني جبهة حرب".

وأضاف أن قرار الفرار كان "قرارا انتحاريا، وبقاؤنا بقلب الفندق أيضا كان انتحاريا، يعني انت معرض حالك، الفندق طابقين بمنطقة مستهدفة بين الجهات المتصارعة، فاخذنا القرار وقمنا مشينا، مشينا بدون أي شيء، البيجامة الكنزة يللي لابسينها".

وقال إنهم لم يتلقوا المساعدة اللازمة من السلطات اللبنانية لكنهم ممتنون للمسؤولين السعوديين لتسهيل نقلهم في نهاية المطاف عبر المملكة.

تم إجلاء أكثر من 60 لبنانيا حتى الآن من السودان، بعضهم كانوا هناك لبضعة أسابيع فقط في رحلات عمل، والآخرون مثل شمص بنوا حياتهم كلها هناك.

وها هم يعودون إلى لبنان بعدما غرق أكثر في الانهيار الاقتصادي الذي ترك أكثر من 80 بالمئة من السكان في حالة فقر وحرم معظم الناس من مدخراتهم المصرفية.

وقال شمص لرويترز وهو يجلس في الفرع الرئيسي للساحة على أطراف بيروت "عم نرجع على بلد أصلا هو منهار، يعني لو في خيار ان آتي من السودان على بلد ثاني لم أكن لآتي إلى لبنان ولكن ما في خيار".

وقال إن فرع الخرطوم يعني العالم بالنسبة له.

ويروي "أنا عشت 17 سنة بالسودان، المشروع الذي أديره صار جزءا مني، يعني صار مثل طفل عندي، أنا زارع الورد بيدي وأنا عملت صيانة للحنفيات، صار جزءا منا، حياتنا هناك أولادنا بالمدارس هناك، تقريبا استقرت حياتنا هناك، الآن أنا حاليا بلبنان كأني مسافر على دولة ثانية، مهجر".

© Reuters. أحمد شمص، رجل أعمال لبناني يبلغ مع العمر 59 عاما عاش في السوادان لمدة 17 عاما، خلال مقابلة مع رويترز في مطعم وفندق الساحة عقب عودته إلى بيروت يوم الأربعاء. تصوير: محمد عزاقير – رويترز.

ومع ذلك، فإنه يرى أوجه تشابه بين مصير لبنان بعد نهاية الحرب التي استمرت 15 عاما في 1990 وبين ما يمكن أن ينتظر السودان.

وقال "الآن بدأت العصابات تنشط في السودان، هذه العصابات بكرا بتوصل للسلطة مثل العصابات يللي عندنا، كانت بالحرب ووصلت للسلطة وحاكمتنا هلق وأخذت لنا أموالنا وما خلت لنا شي يعني، نحن بعدنا بحالة حرب، نصيبنا أن نعيش هنا وهناك بنفس المشهد بنفس الواقع بالضبط".

(شارك في التغطية محمد عزاقير وأحمد الكردي- إعداد ليلى بسام للنشرة العربية - تحرير مروة غريب)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.