🟢 الأسواق ترتفع. كل أعضاء مجتمعنا الذي يزيد عددهم عن 120 ألف عضو يعرفون ما يجب فعله. وأنت أيضًا يمكنك أن تعرف. احصل على 40% خصم

حرب السودان تنذر بمزيد من الكوارث على مدينة في دارفور على حدود تشاد

تم النشر 26/05/2023, 19:28
© Reuters. صورة من مستشفى الجنينة التعليمي في دارفور بتاريخ العاشر من مايو أيار 2023. تصوير: عباس حسين التوم - رويترز.
1810
-

من محمد رمضان ونفيسة الطاهر

أدري (تشاد)/القاهرة (رويترز) - عندما اجتاحت الحرب العاصمة السودانية الشهر الماضي، سرعان ما امتدت إلى إقليم دارفور في الغرب وأشعلت صراعا قديما ودفعت بموجة من اللاجئين عبر الحدود إلى تشاد.

وأرسل نصر عبد الله زوجته وشقيقته وأطفاله الخمسة إلى تشاد الأسبوع الماضي وظل ينتظر أي أنباء عن ابنه البالغ من العمر 17 عاما في العاصمة الخرطوم. لكن عندما أُحرق منزل جاره وسيطرت العصابات على الشوارع، فر هو الآخر.

وبعد وصوله مرهقا يوم الأربعاء إلى مدينة أدري التشادية على بعد حوالي 27 كيلومترا من مدينة الجنينة الرئيسية في ولاية غرب دارفور، قال الرجل البالغ من العمر 42 عاما "لم أستطع التحمل أكثر من ذلك، وبالتالي قررت المغادرة سيرا (TADAWUL:1810) على الأقدام".

وأضاف "مررت عبر الأدغال وسرت غربا طوال الليل".

ويربط السكان تجدد العنف في الجنينة ومناطق أخرى من دارفور بالصراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في الخرطوم، مما سمح للميليشيات بأن ترتع في المنطقة بدون رادع.

وقال أشخاص قابلتهم رويترز إن الهجمات التي وقعت في الجنينة منذ أواخر أبريل نيسان نفذتها ميليشيات "الجنجويد" التي تضم مسلحين يُعتقد عادة أنهم ينتمون إلى قبائل عربية بدوية ويركبون الشاحنات والدراجات النارية والخيول وهي نفس الميليشيات التي ولدت منها قوات الدعم السريع.

وتنفي قوات الدعم السريع التحريض على العنف في دارفور وتلقي باللوم على الجيش.

وذكر شهود أن الهجمات في الجنينة دمرت أسواقها وشبكة الكهرباء والمنشآت الطبية بها، مما أعاد إلى الأذهان ذكريات أعمال العنف الوحشية التي اندلعت في أوائل العقد الأول من القرن الحالي.

وتقول وزارة الصحة السودانية إن ما يصل إلى 510 أشخاص قُتلوا في المدينة، التي يبلغ عدد سكانها نحو نصف مليون نسمة، ونزح ما لا يقل عن 250 ألف شخص داخليا في ولاية غرب دارفور، بينما فر 90 ألفا آخرون إلى تشاد.

ومع انقطاع الاتصالات في الجنينة الآن، قدمت شهادة عبد الله لمحة نادرة عن الفوضى.

وقال "الأسلحة الثقيلة والمدافع الرشاشة تُطلق في كل مكان. عندما تخرج في الصباح، ترى ثقوبا جديدة في الجدران من الرصاص". وأضاف أن إمدادات المياه انقطعت وأن الطعام شحيح في المدينة التي غادرها.

* صراع على الأرض

اكتسبت ميليشيات الجنجويد، التي يهابها السكان، سلطة لأول مرة عندما استخدمتها الحكومة ضد المتمردين في دارفور قبل عشرين عاما. وقُتل في الصراع أكثر من 300 ألف شخص وشُرد 2.5 مليون.

وانبثقت منها قوات الدعم السريع ونمت لتصبح قوة شبه عسكرية كبيرة ذات وضع قانوني. وأصبح قائدها، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، نائبا لرئيس مجلس السيادة الحاكم في السودان بعد أن ساعد في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير خلال انتفاضة شعبية في عام 2019.

ورغم أن الصراع في دارفور بين القبائل العربية ضد غير العرب يُوصف في كثير من الأحيان بأنه عرقي، إلا أن أساسه أيضا صراع على الأرض تفاقم بسبب تغير المناخ.

وقال سلطان سعد بحر الدين زعيم قبيلة المساليت، التي تمثل أكبر كتلة من سكان الجنينة "هذا (الصراع) بين الرعاة والمزارعين. إنه يتعلق بالموارد والأرض".

وذكر جيروم توبيانا الباحث في المنطقة أن رعاة الماشية العرب هاجروا إلى مناطق أقل جفافا خلال فترات الجفاف في دارفور في السبعينيات والثمانينيات مما أدى إلى توترات.

وحصلوا على المزيد من الأراضي مع مساعدة ميليشيات الجنجويد للقوات الحكومية على صد المتمردين في الصراع الذي اندلع عام 2003.

لكنهم شعروا أن اتفاق السلام، الذي أبرم عام 2020 مع بعض الجماعات المتمردة وتضمن وعدا بعودة النازحين إلى أراضيهم، تجاهل احتياجاتهم. وتزايدت الهجمات مع انسحاب قوات حفظ السلام الدولية.

وقال خمسة من سكان الجنينة، فضل معظمهم عدم نشر أسمائهم لتجنب الانتقام، عبر الهاتف قبل انقطاع الاتصالات إنهم يعتقدون أن الميليشيات تهدف إلى إفراغ المدينة وأن الجيش لم يفعل الكثير لتوفير الحماية.

* ’الجنجويد يقتحمون المنازل ويطلقون النار’

يقاتل رجال مسلحون من المساليت وأعضاء في التحالف السوداني، وهو جماعة وقعت اتفاق السلام، من داخل الأحياء التي يعيشون فيها.

وقال محمد الدومة والي الولاية السابق وعضو هيئة محامي دارفور، وهي جماعة حقوقية، "كانت الميليشيات تهاجم أي شخص موجود في المدينة... حتى السكان العرب لم يسلموا".

وقال المحامي جمال عبد الله إن الشهود أخبروه بحادث في الجنينة قتل فيه سبعة أشخاص في أحد المنازل، وواقعة أخرى في عيادة مؤقتة حيث قُتل طبيب و12 شخصا كانوا مصابين بالفعل بالرصاص.

وأضاف عبد الله "يدخل الجنجويد المنازل ويطلقون النار"، مشيرا إلى أنه رأى جثثا لقتلى وجيفا لحيوانات نافقة متناثرة في الشارع.

وقال ثلاثة أشخاص يعيشون في الجنينة لرويترز إنهم رأوا مهاجمين يرتدون زي قوات الدعم السريع.

ووجهت قوات الدعم السريع في الماضي اللوم إلى عدد من الجنود لتورطهم في هجمات الجنجويد، لكنها تتهم الجيش وميليشيات حليفة بالوقوف وراء أحداث العنف الأحدث في دارفور.

ووجه حميدتي، الذي ينحدر من قبيلة عربية، رسالة صوتية هذا الأسبوع قال فيها "رسالة إلى أهلنا في الجنينة انبذوا الجهوية والقبلية. أوقفوا القتال فورا بينكم".

ولم يرد متحدث باسم الجيش على طلب للتعليق.

ولم يتسن الوصول إلى ممثلين لميليشيات الجنجويد. وفشلت محاولات الاتصال بزعماء القبائل العربية التي تعيش في المدينة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وقالت الناشطة المحلية إنعام النور إن شقيقها وعددا من أقاربها الذكور قتلوا وإن الحي الذي تعيش فيه دمر بالكامل وحرق ونهب. وأضافت لرويترز من الجنينة أنها وثقت من أطباء وشهود اغتصاب تسع طالبات جامعيات على يد مسلحين.

ولم يتسن لرويترز التحقق من تلك الحوادث.

وقالت نقابة أطباء السودان إنه جرى تدمير جميع مستشفيات المدينة وكذلك بنك الدم فيها. وأظهرت صور نشرها صحفي محلي يتعاون مع رويترز زجاجات تقطير المواد الدوائية مثقوبة مما يجعلها عديمة الفائدة.

وقال شهود وجماعات إغاثة إن المباني الحكومية والسوق الرئيسية ومكاتب وكالات الإغاثة تعرضت للنهب.

ورغم أن غرب دارفور هي أكثر ولايات البلاد احتياجا للمواد الغذائية، فقد صار كثيرون من المزارعين غير قادرين على الوصول إلى الأراضي أو الحصول على الإمدادات استعدادا لموسم الأمطار.

© Reuters. صورة من مستشفى الجنينة التعليمي في دارفور بتاريخ العاشر من مايو أيار 2023. تصوير: عباس حسين التوم - رويترز.

وقالت ماتيلدا فو من المجلس النرويجي للاجئين إن ما لا يقل عن 85 ألفا من النازحين السابقين صاروا مشردين مرة أخرى، وكانوا قد لجأوا إلى الجنينة فرارا من هجمات سابقة لكن المدارس ومباني البلدية والمساجد في المدينة جرى تدميرها الآن.

وأضافت أن نشر موظفي الإغاثة صار خطرا. ومضت قائلة "النظرة المستقبلية (للأوضاع) قاتمة للغاية".

(شارك في التغطية مي شمس الدين وإلينور والي - إعداد نهى زكريا ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.