من موفيجا إم وأليستر سموت
لندن (رويترز) - غطى متظاهرون من منظمة السلام الأخضر (جرينبيس) منزل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بقماش أسود يوم الخميس في تصعيد لحملتهم ضد سياسة الحكومة المتعلقة بالتنقيب عن النفط.
ويخضع سجل سوناك في القضايا البيئية للتدقيق منذ أشهر بعدما قال إنه سيتخذ "نهجا متناسبا" إزاء تغير المناخ وسيوازن بين طموحات تصفير الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري وبين الحاجة إلى إبقاء فواتير المستهلكين منخفضة.
وأثار ذلك حنق نشطاء مكافحة تغير المناخ الذين كثفوا حملاتهم وعطلوا سير أحداثا رياضية مهمة وحفلات موسيقى كلاسيكية وخطابات سياسية.
وردا على ذلك قدم وزراء حكومة سوناك قوانين جديدة لتضييق الخناق على تكتيكات المتظاهرين من "الغوغاء البيئيين"، والتي تتضمن السير ببطء في الطرق المزدحمة و"إغلاق" المباني أو مرافق البنية التحتية.
وتظهر صور نشرتها المنظمة في بريطانيا عبر الإنترنت أربعة متظاهرين على سطح منزل سوناك في يوركشير بشمال إنجلترا وهم يسدلون قماشا أسود اللون عليه فيما ظهرت لافتة مكتوب عليها "ريشي سوناك - عوائد النفط أم مستقبلنا؟".
وبعد حوالي ساعتين عند الساعة 11 بالتوقيت المحلي (1000 بتوقيت جرينتش)، كان لا يزال أربعة متظاهرين على السطح ومعهم لافتة مكتوب عليها "لا للنفط الجديد".
وقالت منظمة السلام الأخضر إنها تحتج على دعم الحكومة لتراخيص النفط والغاز الجديدة ببحر الشمال وتطوير مقترح لحقل نفط (روزبانك) التابع لشركة (إكوينور) المرهون بقرار استثماري نهائي.
وقالت منظمة السلام الأخضر في بريطانيا "نحن بحاجة ماسة لأن يكون رئيس وزرائنا قائدا في مجال المناخ، وليس مضرا بالمناخ".
وسافر سوناك يوم الأربعاء إلى ولاية كاليفورنيا لقضاء عطلة. وقالت الشرطة إنها طوقت المنطقة وإن أحدا لم يدخل المبنى.
وأُقيم احتجاج منفصل أيضا أمام مقر إقامة ومكتب سوناك الرسمي في داوننج ستريت يوم الخميس.
* مضر بالمناخ
تبنت بريطانيا في عهد رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي في عام 2019 هدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية من الكربون بحلول عام 2050 وسارعت لبناء قدرتها في مجال الطاقة المتجددة.
لكن غزو روسيا لأوكرانيا سلط الضوء على أمن الطاقة مع تعهد الحكومة يوم الاثنين بمنح مئات التراخيص لاستخراج النفط والغاز من بحر الشمال في إطار الجهود المبذولة كي تصبح البلاد أكثر استقلالية في مجال الطاقة.
كما وافقت في ديسمبر كانون الأول على افتتاح أول منجم عميق للفحم منذ عقود.
وأظهر استطلاع للرأي نُشر يوم الأربعاء أن 67 بالمئة من الناخبين يعتقدون أن الحكومة تتعامل مع القضايا البيئية بشكل سيء، في أسوأ تقييم تحصل عليه منذ منتصف عام 2019 عندما بدأت شركة يوجوف الإلكترونية لأبحاث السوق وتحليل البيانات في تتبع الرأي العام بشأن هذه القضية.
لكن القلق يساور بعض أعضاء حزب المحافظين بزعامة سوناك بسبب التقاعس الواضح لرئيس الوزراء بشأن الوفاء بالتعهدات البيئية، وقال وزير استقال في يونيو حزيران إن سوناك غير مهتم بالقضايا الخضراء.
ودافع سوناك عن سجله البيئي يوم الأربعاء قائلا إن حكومته قامت بعمل أفضل من الدول الكبرى الأخرى في خفض انبعاثات الكربون.
وقال مصدر في مكتب سوناك "نحن لا نعتذر عن اتباع النهج الصحيح لضمان أمن الطاقة لدينا، عن استخدام مواردنا هنا في الوطن حتى لا نعتمد أبدا في طاقتنا على معتدين مثل (فلاديمير) بوتين".
(إعداد ماهيتاب صبري ونهى زكريا ومحمد أيسم للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم ورحاب علاء ومحمد محمدين)