من نضال المغربي ودان وليامز
غزة/القدس (رويترز) - لم تفض الجهود الدبلوماسية إلى ترتيب لوقف إطلاق النار يسمح بوصول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر يوم الاثنين، وأمرت إسرائيل بإخلاء قرى في قطاع من الأراضي بالقرب من حدودها مع لبنان مما أثار المخاوف من احتمال فتح جبهة جديدة في الحرب.
وتوعدت إسرائيل بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تحكم غزة بعد أن عبر مقاتلوها السياج المحيط بالقطاع في السابع من أكتوبر تشرين الأول الجاري وقتلوا 1300 إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، في أدمى يوم في تاريخ إسرائيل.
ومنذ ذلك الحين تُخضع إسرائيل قطاع غزة، الذي يقطنه 2.3 مليون فلسطيني، لحصار كامل وتقصفه بضربات جوية لم يسبق لها مثيل في الشدة والكثافة، ومن المتوقع على نطاق واسع أن تشن هجوما بريا.
وقال مكتب حماس الإعلامي إن عدد الفلسطينيين الذين لقوا حتفهم جراء الهجمات الإسرائيلية على القطاع ارتفع إلى 2808 فلسطينيين فيما بلغ عدد المصابين 10850. وتقول سلطات غزة إن معظم القتلى من المدنيين.
ووفقا للأمم المتحدة، اضطر بالفعل نحو مليون شخص لمغادرة منازلهم في غزة حيث انقطعت الكهرباء وصارت المياه الصالحة للشرب شحيحة ومن المتوقع في غضون يوم واحد نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء المستخدمة للطوارئ.
وقال سكان إن الضربات الجوية يوم الأحد كانت الأعنف حتى الآن وإن القصف استمر طوال اليوم.
وقال عابد ربايعة إن منزل جاره في خان يونس، وهي المدينة الرئيسية في جنوب القطاع، تعرض للقصف الليلة الماضية. وأضاف أنه شاهد من داخل منزله جثث أطفال تتطاير في الهواء دون أي ذنب اقترفوه.
وفي أكبر علامة حتى الآن على أن الحرب قد تمتد إلى جبهة جديدة، أمرت إسرائيل يوم الاثنين بإخلاء سكان 28 قرية في نطاق كيلومترين من الحدود اللبنانية لمنازلهم. وقالت جماعة حزب الله اللبنانية إنها استهدفت خمسة مواقع إسرائيلية.
وفي خطاب ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكنيست، قال إن على الإسرائيليين الاستعداد لمعركة طويلة، ووجه تحذيرا إلى طهران وحزب الله أشار خلاله إلى حرب عام 2006 التي أدت إلى نزوح مليون لبناني.
وقال "نحن الآن نركز على هدف واحد: توحيد القوى والمضي قدما نحو النصر. وهذا يتطلب العزم لأن النصر سيستغرق وقتا".
وأضاف "لدي رسالة لإيران وحزب الله، لا تختبرونا في الشمال. لا ترتكبوا الخطأ نفسه الذي ارتكبتموه من قبل. لأن الثمن الذي ستدفعونه اليوم سيكون أفدح".
* استمرار القصف
لم تنجح الغارات المستمرة منذ عشرة أيام في الحد من قدرة حماس على إطلاق الصواريخ على إسرائيل، حيث دوت صفارات الإنذار وقالت حماس إنها أطلقت "رشقة صاروخية" على القدس وتل أبيب.
وتركزت الجهود الدبلوماسية على إدخال المساعدات إلى غزة عبر معبر رفح مع مصر، وهو طريق الخروج الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل.
وقالت مصر إن إسرائيل لا تتعاون مما أدى إلى تعليق مئات الأطنان من الإمدادات.
وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري للصحفيين إن هناك حاجة ملحة لتخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة، مضيفا أن المحادثات مع إسرائيل بخصوص فتح معبر رفح أمام المساعدات لم تثمر حتى الآن.
وتركز واشنطن أيضا على فتح المعبر لفترة وجيزة للسماح لبضع مئات من سكان غزة الذين يحملون جوازات سفر أمريكية بالمغادرة. وقال شكري إن مصر يمكن أن تسمح بعمليات إجلاء طبي وتسمح لبعض سكان غزة بالسفر بإذن.
لم تصدر أي تصريحات عن قبول مصر لتدفق جماعي للاجئين، مما يعني أن من غير المرجح أن يُعرض على الغالبية العظمى من سكان غزة طريق للخروج. وتقول مصر ودول عربية أخرى إن النزوح الجماعي غير مقبول لأنه سيكون طردا للفلسطينيين من أراضيهم.
ووصف أولئك الذين يحاولون الوصول إلى المعبر من داخل غزة الطريق بأنه محفوف بالمخاطر ويتعرض للهجوم.
وقالت هديل أبو داوود، وهي إحدى المقيمات بالقرب من المعبر، إن شارع رفح في الطريق إلى المعبر تعرض للقصف وإنه لا يوجد مكان آمن في غزة.
وقال عابد صقر، وهو موظف بالحماية المدنية، لرويترز إن هناك ما لا يقل عن ألف جثة تحت الأنقاض في المواقع التي تعرضت للقصف بأنحاء القطاع.
وقال محمد أبو سليمة، مدير أكبر مستشفى في قطاع غزة، إنه يجب إرسال المصابين بجروح خطيرة إلى مستشفيات خارج غزة وإلا فلن يكون هناك مجال لعلاج المزيد من الجرحى.
وتقول القاهرة إن معبر رفح ليس مغلقا رسميا لكنه غير صالح للعمل بسبب الضربات الإسرائيلية على جانب غزة.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض إن المسؤولين الأمريكيين كانوا يأملون في فتح معبر رفح لبضع ساعات في وقت لاحق اليوم، غير أن الآمال تبددت.
وقال مصدران أمنيان مصريان لرويترز في وقت سابق يوم الاثنين إنه تم الاتفاق على وقف مؤقت لإطلاق النار في جنوب غزة لعدة ساعات من أجل تيسير وصول المساعدات وعمليات الإجلاء في رفح.
لكن التلفزيون المصري نقل عن مصدر رفيع المستوى، لم يذكره بالاسم، قوله إنه لم يتم الاتفاق على هدنة. كما نفت إسرائيل وحماس التقارير عن التوصل إلى اتفاق لفتح المعبر.
وميدانيا في رفح، قال مصدر إن الجانب المصري من المعبر جاهز. ولا تزال مئات الأطنان من المساعدات المقدمة من وكالات ودول مانحة عالقة في مدينة العريش المصرية القريبة حيث تنتظر الشاحنات تصريحا لدخول القطاع.
وقال مسؤول بجمعية الهلال الأحمر في شمال سيناء "ننتظر الضوء الأخضر لدخول المساعدات وعشرات المتطوعين جاهزون في أي وقت".
(شارك في التغطية الصحفية بسام مسعود ونهى شرف من غزة وآري رابينوفيتش ودان وليامز وهنريت شقر وديدي هايون ومعيان لوبيل وإميلي روز وجيمس ماكنزي وجون دافيسون من القدس وباريسا حافظي من دبي وحميرة باموق وحاتم ماهر وأحمد طلبة وعمر عبد الرازق من القاهرة ونانديتا بوز ورامي أيوب وكاثرين جاكسون من واشنطن وميشيل نيكولز من الأمم المتحدة - إعداد محمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)