من نضال المغربي وإميلي روز
غزة/القدس (رويترز) - قالت إسرائيل إن مقاتلاتها نفذت ضربة على مخيم مكتظ للاجئين في قطاع غزة وقتلت قياديا في حركة حماس في هجوم قتل أيضا 50 فلسطينيا على الأقل في وقت يحتدم فيه القتال في القطاع الذي باتت تندر فيه إمدادات الغذاء والوقود والمستلزمات الطبية والأدوية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 11 جنديا قتلوا أيضا في القتال في قطاع غزة يوم الثلاثاء، وهي أكبر خسارة للجيش في يوم واحد منذ أن هاجم مسلحون من حماس جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل حوالي 300 جندي ونحو 1100 مدني.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن معظم القتلى من جنود المشاة الذين أصيبت مركبتهم بصاروخ مضاد للدروع. وأفاد شهود باستمرار القصف والضربات الجوية على القطاع خلال الليل.
وأرسلت إسرائيل قوات برية إلى قطاع غزة بعد قصف وضربات جوية لأسابيع ردا على هجوم حركة حماس.
وقال بيان للجيش الإسرائيلي إن الضربات الجوية التي شنتها مقاتلاتها على جباليا، أكبر مخيم للاجئين في القطاع، أدت إلى مقتل القيادي في حماس إبراهيم البياري.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس "لقد كان مهما جدا، ويمكنني القول إنه كان صاحب دور محوري في تخطيط وتنفيذ هجوم السابع من أكتوبر على إسرائيل".
وأضاف كونريكوس أن العشرات من مقاتلي حماس كانوا في نفس الأنفاق مع البياري وقُتلوا أيضا عندما انهارت في الهجوم.
وتابع "أفهم أن هذا هو السبب أيضا وراء وجود العديد من التقارير عن أضرار جانبية وخسائر في صفوف غير المقاتلين. ونحن نحقق في هذه التقارير أيضا".
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن عشرات من مسلحي حماس كانوا في مجمع الأنفاق نفسه مع البياري وقٌتلوا أيضا عندما انهار في الهجوم.
وصرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت للصحفيين يوم الأربعاء قائلا "سأفعل أي شيء لتدمير حماس بالكامل. أنا ملتزم بذلك. هذه هي الحرب من أجل مستقبل إسرائيل ولا شيء أقل من ذلك... إرهابيو حماس لديهم خياران إما أن يُقتلوا أو يستسلموا دون شروط".
ونفى حازم قاسم المتحدث باسم حماس وجود أي قائد كبير هناك، ووصف هذا الادعاء بأنه ذريعة إسرائيلية لقتل المدنيين. وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن 50 فلسطينيا على الأقل قتلوا في مخيم اللاجئين وأصيب 150 آخرون.
وقال بيان لحماس إن هناك 400 قتيل وجريح في جباليا الذي يؤوي عائلات اللاجئين من حروب مع إسرائيل يعود تاريخها إلى عام 1948.
ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من أرقام القتلى والمصابين المعلنة. وخلف الهجوم حفرا كبيرة تحيط بها المباني الخرسانية المدمرة.
وفرضت إسرائيل حصارا مطبقا على القطاع بعد هجوم حماس ومنعت دخول الوقود والأغذية والمياه والكهرباء. وذكر مسؤولون من الأمم المتحدة ومسؤولو إغاثة آخرون أن المدنيين في غزة يواجهون كارثة صحية عامة فيما تواجه المستشفيات صعوبة في علاج المصابين الذين يزدادون عددا مع تضاؤل إمدادات الكهرباء.
وقالت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) يوم الأربعاء في منشور على منصة إكس إن خدمات الاتصالات والإنترنت مقطوعة بشكل كامل في قطاع غزة "بسبب تعرض المسارات الدولية، والتي تم إعادة وصلها سابقا، للفصل مرة أخرى".
وفي الضفة الغربية، قال محمود السعدي مدير الهلال الأحمر إن ثلاثة فلسطينيين على الأقل قتلوا في عملية عسكرية إسرائيلية. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية يوم الأربعاء إن ثلاثة فلسطينيين قُتلوا في مخيم جنين فيما سقط قتيل رابع في طولكرم خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي للمنطقتين.
* أزمة صحية طاحنة
في واشنطن، رفعت مجموعة من المتظاهرين المناهضين للحرب أياديهم الملطخة باللون الأحمر لمقاطعة جلسة استماع في الكونجرس بشأن تقديم المزيد من المساعدات لإسرائيل. ورددوا هتافات من بينها "أوقفوا إطلاق النار الآن!" و"احموا أطفال غزة!" و"أوقفوا تمويل الإبادة الجماعية". وأخرجتهم شرطة الكونجرس من الغرفة.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء إن مولدات الكهرباء في مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي بغزة ستتوقف في غضون ساعات. ودعا أصحاب محطات الوقود في القطاع إلى سرعة تغذية المستشفيين بالوقود إن أمكن.
وبعد الهجوم على جباليا، أظهرت لقطات حصلت عليها رويترز عشرات الجثث مسجاة ومغطاة بالأكفان البيضاء ومصطفة بجانب المستشفى الإندونيسي.
ومع تضاؤل إمدادات الأدوية وانقطاع التيار الكهربائي وفي ظل الغارات الجوية والقصف المدفعي الذي هز مباني المستشفيات، عمل الجراحون في غزة ليل نهار في محاولة لإنقاذ المرضى الذين يتدفقون باستمرار.
وقال الطبيب محمد الرُن "نتعامل مع الأمر ساعة بساعة لأنه احنا ما متوقعين امتى حتجينا الإصابات، واتعرضنا لأكتر من مرة إنه نفتح غرف عمليات خارجية حتى في قسم الاستقبال" وأحيانا في الممرات وأماكن الانتظار في المستشفى.
وقال أبوعبيدة المتحدث باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحماس في تسجيل فيديو على تطبيق تيليجرام يوم الثلاثاء إن حماس قالت لوسطاء إنها ستفرج قريبا عن بعض من المحتجزين لديها وعددهم نحو مئتين لكنه لم يفصح عن تفاصيل بشأن العدد المحدد للمحتجزين وجنسياتهم.
في تلك الأثناء، ناشدت عائلات القتلى الإسرائيليين في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول المحكمة الجنائية الدولية يوم الثلاثاء إصدار أمر بالتحقيق في عمليات القتل والاختطاف. وإسرائيل ليست عضوا في المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقرا، وترفض الاعتراف بسلطتها.
* "تقدم" نحو فتح ممر آمن للأجانب
قال مصدر مطلع لرويترز يوم الأربعاء إن قطر توسطت في اتفاق بين مصر وإسرائيل وحماس بالتنسيق مع الولايات المتحدة للسماح بخروج حاملي جوازات السفر الأجنبية وبعض المصابين بجروح خطيرة من قطاع غزة المحاصر. وأضاف المصدر أن الجدول الزمني لفترة بقاء المعبر مفتوحا لم يتحدد بعد.
وأشار المصدر إلى أن الاتفاق ليس مرتبطا بأمور أخرى قيد التفاوض مثل المحتجزين لدى حركة حماس أو فترات توقف مؤقتة لتخفيف الأزمة الإنسانية.
وقالت مصادر طبية إن مصر أعدت مستشفى ميدانيا في الشيخ زويد بسيناء. وجرى إرسال عشر سيارات إسعاف إلى رفح يوم الثلاثاء.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في منشور على موقع إكس إن من المتوقع فتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة يوم الأربعاء.
وكتب "من المرجح أن يتم فتح معبر رفح اليوم أمام المجموعة الأولى من الرعايا الأجانب".
وأضاف "الفرق البريطانية تستعد لمساعدة المواطنين البريطانيين بمجرد أن يتمكنوا من المغادرة. ومن الضروري أن تتمكن المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة من دخول غزة في أسرع وقت ممكن".
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن الولايات المتحدة أحرزت "تقدما حقيقيا" في الساعات القليلة الماضية في المفاوضات لتأمين ممر آمن للأمريكيين وغيرهم من الأجانب الراغبين في مغادرة قطاع غزة.
وذكرت الوزارة أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن سيزور إسرائيل يوم الجمعة لعقد اجتماعات مع أعضاء الحكومة هناك ثم يقوم بزيارات أخرى في المنطقة.
كما قال بلينكن يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة ودولا أخرى تدرس "مجموعة متنوعة من البدائل المحتملة" لمستقبل قطاع غزة إذا تم عزل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تديره.
ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدعوات الدولية إلى "هدنة إنسانية" في القتال للسماح بتوصيل المساعدات الطارئة للمدنيين الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء ومياه الشرب والوقود.
وتعمل الولايات المتحدة وقطر ومصر على فتح معبر رفح إلى مصر للسماح للناس بالمرور ذهابا وعودة. وقالت هيئة المعابر والحدود في غزة إن السلطات المصرية ستسمح يوم الأربعاء بدخول 81 فلسطينيا مصابين بجروح خطيرة لاستكمال علاجهم.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية)