من فيل ستيوارت
على متن حاملة الطائرات جيرالد آر. فورد (NYSE:F) (رويترز) - زار وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن حاملة الطائرات جيرالد آر. فورد في شرق البحر المتوسط يوم الأربعاء، وشكر طاقمها على دوره في المساعدة على منع نشوب صراع أوسع نطاقا في الشرق الأوسط خلال الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأصبحت حاملة الطائرات التي تعمل بالطاقة النووية وتبدو كمدينة صغيرة عائمة بها أكثر من أربعة آلاف شخص وثمانية أسراب من الطائرات، رمزا قويا للتصميم الأمريكي على دعم إسرائيل من خلال الدفع بها لتصبح أقرب إلى حليفتها بعد أن تعرضت لهجوم من حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
ومدد أوستن فترة نشر فورد بالمنطقة ثلاث مرات، أملا في أن يؤدي وجودها إلى ردع إيران والجماعات المتحالفة معها، لا سيما حزب الله اللبناني، حتى تتوخى الحذر قبل الانخراط في قتال ضد إسرائيل.
وقال أوستن في مكالمة جماعية بثها نظام اتصال داخلي بالسفينة "هذه الحاملة وطاقمها يصنعون التاريخ. أعظم إنجازاتنا تكون أحيانا هي الأشياء السيئة التي نمنع حدوثها".
وأضاف "في لحظة توترات شديدة في المنطقة، كنتم جميعا ركيزة أساسية لمنع صراع إقليمي أوسع نطاقا".
واسترسل قائلا "أحد أهدافنا هو التأكد من ألا تمتد الأزمة في غزة إلى صراع إقليمي. وأعتقد أننا قمنا بعمل جيد في إدارة ذلك".
ولم يتضح إلى متى ستبقى فورد في شرق البحر المتوسط وما إذا ما كانت ستغادر عائدة إلى مينائها الأصلي في فرجينيا قبل أن تنتقل إسرائيل من القتال شديد الكثافة في غزة إلى مرحلة أكثر محدودية من الحرب لتفكيك حماس.
وناقش أوستن التخطيط للمرحلة الانتقالية مع القادة الإسرائيليين يوم الاثنين في تل أبيب، وسط تصاعد للغضب الدولي بسبب ارتفاع عدد القتلى المدنيين في غزة.
وردا على سؤال عن تقلص احتمالات نشوب حرب إقليمية مع تحول إسرائيل إلى حملة أقل كثافة في القتال في غزة، قال أوستن للصحفيين المرافقين يوم الأربعاء "إذا حدث ذلك... فمن الصعب التكهن لكن أعتقد أن ذلك منطقي… سنشهد بعض التقلص في النشاط".
ولم يتضح الموعد الذي قد تبدأ فيه إسرائيل هذا التحول، وقال أوستن للصحفيين أثناء وجوده في إسرائيل إنه لم يذهب إلى هناك لإملاء جداول زمنية على الحليف الأمريكي المقرب.
* مبادرة الأمن البحري
إلى أن تهدأ التوترات الإقليمية، يتعين على أوستن التفكير فيما تستطيع الولايات المتحدة وشركاؤها الاضطلاع به لردع حلفاء إيران في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وجميعهم يحاولون أن يكبدوا إسرائيل وواشنطن ثمنا للصراع في غزة.
ففي العراق وسوريا، تعرضت القوات الأمريكية لهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ من فصائل مسلحة مدعومة من إيران.
ويعرقل الحوثيون المتحالفون مع إيران في اليمن التجارة العالمية بمهاجمة ناقلات تجارية وسفن حاويات في البحر الأحمر بطائرات مسيرة وصواريخ.
وكشف أوستن يوم الثلاثاء النقاب عن مبادرة للأمن البحري للتصدي للهجمات. وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يوم الأربعاء إن الجماعة ستبدأ إطلاق صواريخ على السفن الحربية الأمريكية إذا تدخلت واشنطن بشكل أكبر في شؤونها أو استهدفت اليمن.
وخلال زيارته للمنطقة اجتمع أوستن أيضا مع زعماء بارزين في قطر التي ساعدت في التوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وقطر واحدة من الدول القليلة التي لديها خط اتصال مفتوح مع كلا البلدين.
ويقول مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون إن النشر السريع لفورد وغيرها بعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس نقل رسالة حاسمة إلى حزب الله تحذره من مغبة فتح جبهة جديدة كبيرة لإسرائيل.
لكن خبراء يقولون إن التوترات على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية ما زالت عالية وإن إسرائيل ما زالت قلقة بشأن التوغل البري المحتمل في الشمال.
وفورد هي أحدث حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية. ونفذ جناحها الجوي أكثر من ثمانية آلاف طلعة جوية، أكثر من ربعها منذ انتقالها إلى شرق البحر المتوسط بعد بدء الحرب في غزة.
(إعداد دعاء محمد ومحمد حرفوش للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)