من مها الدهان ويوسف سابا
دبي (رويترز) - قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان يوم الأربعاء إن الرياض تدعم الاتفاق النهائي لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) لأنه يفسح المجال أمام الدول لتقرر بنفسها المسارات الملائمة للتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة.
وضغطت أكثر من 100 دولة من أجل وضع صياغة قوية "للتخلص التدريجي" من استخدام النفط والغاز والفحم، لكنها واجهت معارضة من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التي قالت إن العالم يمكنه خفض الانبعاثات من دون التخلص من أنواع بعينها من الوقود.
وقال الأمير عبد العزيز خلال مقابلة مع تلفزيون العربية المملوك لسعوديين "ما هو موجود الآن، دُفن موضوع التخلص الفوري والمتدرج (من الوقود الأحفوري)"، مضيفا أن الاتفاق لن يؤثر على قدرة المملكة، أكبر مصدر نفط عالميا، على بيع خامها.
وتابع "دُفن موضوع لا أُريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد، اللي هو المنهجية الفرعونية، وعلى ذلك الناس في حل في اختيارهم"، مشيرا إلى الإطار الزمني الموضوع للتخلص التدريجي من النفط والغاز.
وقالت مصادر لرويترز إن الإمارات التي استضافت قمة كوب28 كانت قد تعرضت لضغوط سعودية للتخلص من أي ذكر للوقود الأحفوري في النص.
وتوجه الأمير عبد العزيز بالشكر إلى الإمارات قائلا إنه كان ثمة تعاون وتنسيق تامان بين البلدين.
وأشار إلى نص الاتفاق الذي ينص على تحول الدول حسب "الأسلوب المحدد وطنيا" في كل دولة وحسب "الظروف والمسارات والنُهُج الوطنية المختلفة".
وأكد الوزير السعودي أن المهم هو تحرير الدول من القيود المفروضة من كيانات ليست طرفا في عملية اتخاذ القرار.
ومكث الأمير عبد العزيز في دبي ليقود بشكل شخصي المفاوضات خلال الأيام القليلة المنصرمة مع دول رئيسية منها الولايات المتحدة.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص للمناخ جون كيري للصحفيين بعد تمرير الاتفاق "ثمة عدد من الدول المنتجة للنفط والغاز، وتعلمون من هي، لكنها زادت الإنتاج وقالت نريد إنجاح هذا (المؤتمر) وإنها تتحول (إلى الطاقة النظيفة)".
وأضاف "السعودية على سبيل المثال منتج كبير جدا والأمير عبد العزيز أتى ومكث وتفاوض".
ويسيطر أعضاء أوبك على ما يقرب من 80 بالمئة من احتياطيات النفط المؤكدة في العالم إلى جانب حوالي ثلث إنتاج النفط العالمي، وتعتمد حكومات هذه البلدان بشكل كبير على إيرادات النفط.
* قطاع النفط يرحب بالاتفاق
هنأ هيثم الغيص الأمين العام لأوبك في بيان مشترك مع منتدى الدول المصدرة للغاز الإمارات على "النتيجة الإيجابية المتخذة بالإجماع" في كوب28.
ونقل البيان عن الغيص قوله "من دون مستويات مناسبة من الاستثمار، سيكون مستقبل صناعتنا في خطر".
وأضاف الغيص "ينطوي جزء من هذا الجهد على ضمان توازن مسألة تحول الطاقة، وعند الضرورة، تصحيح الرسائل المضللة المتعلقة بالوقود الأحفوري وصناعتنا".
وقال أولي هفالبي المحلل لدى (إس.إي.بي) إن الاتفاق يبرز الدور المهم للغاز الطبيعي في تحول الطاقة الذي دائما ما تقول الصناعة إنه ضروري لخفض استخدام الفحم والنفط.
وأضاف "يتشارك المنتجون والمستهلكون الآن هذا الرأي. شهدنا مؤخرا شركات في أوروبا وآسيا توقع اتفاقات شراء غاز طبيعي مسال لمدة تقترب من 30 عاما".
وقال ماجد جعفر الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال إن الاتفاق يقر بأهمية "المعضلة الثلاثية" المتمثلة في معقولية التكاليف والوفرة والاستدامة وأنه ينبغي خفض الطلب على الوقود الأحفوري، لا تقليص إنتاجه فقط.
وأضاف أن التحول "لا بد أن يكون عادلا ومنظما ومنصفا وأن يضع تنامي احتياجات الطاقة في العالم النامي بعين الاعتبار".
وقال دانيال غالي محلل السلع الأولية لدى تي.دي سيكيوريتيز إن أغلب نمو الطلب آت من قطاع البتروكيماويات (TADAWUL:2310) التي يصعب التخلص التدريجي منها في ظل نمو الطبقة الوسطى في الهند والصين.
(شارك في التغطية أحمد الإمام ونادين عوض الله - إعداد محمد أيسم للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)