Investing.com - شهد سوق العملات العديد من التقلبات خلال العام الجاري 2016 حيث حقق الريال البرازيلي أعلى نمواً مقابل الدولار ليرتفع بنحو 21% ويليله الروبل الروسي الذي حقق 19.7% ومن ثم الراند الجنوب أفريقي مع إرتفاع بنحو 11.5%.
وبحسب بيانات وكالة بلومبرج فإن عملات الأسواق المتقدمة لم تعان من التذبذب الذي شهدته نظيرتها من عملات الأسواق الناشئة والمبتدئة بحسب رصد مؤشرات بورصات الأسهم فيها على مؤشر مورجان ستانلي (NYSE:MS) والتي تصل الى نحو 80، فمع استثناء الين الياباني والدولار الكندي اللذين شهدا ارتفاعا حول 2% وكذلك الكرونة السويدية التي تراجعت 8.4% فإن باقي العملات بالجدول تنتمي للأسواق الناشئة.
وكان اليورو قد تراجع أمام الدولار بحوالي 4.5% خلال 2016، في حين دعّم ارتفاع النفط أداء الكرونة النرويجية التي محت خسائرها هذا العام أمام العملة الخضراء وحولتها إلى ارتفاع طفيف نسبته 1.2%.ويخلو التقرير من عملة فنزويلا البوليفار التي شهدت هبوطا مدوياً مع تفاقم أزمتها الاقتصادية، وكذلك الريال الإيراني الذي تراجع لمستويات قياسية مؤخرا بحسب ما رصدته وكالة عدة.
وأما اللافت للنظر أن القضية أجندة ترامب الاقتصادية، جعلت اليوان الصيني يتراجع بنسبة 6.7% عند مستوى 6.961 أمام الدولار مما يعني دعما للمصدرين الصينيين على حساب نظرائهم في أمريكا ودول أخرى تتنافس منتجاتها في الأسواق العالمية لا سيما ألمانيا واليابان.
ومع النظر للهبوط الحاد الذي تعرض له الجنيه المصري بنسبة 59%، فإن عملية تعويمه أو تداوله الحر بشكل كامل أمام الدولار في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني كان لها بالغ الأثر، فالربط بينه وبين الدولار كان شكليا حيث ضعفت الاحتياطيات الأجنبية، وضعف الوضع الاقتصادي الذي يعاني منه أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان وثاني أكبر اقتصاد بعد السعودية.
ويوضح تحرك النيرا النيجيرية قرب مستوى 316 أمام الدولار أيضا أثر فك الربط مع العملة الخضراء مع عدم وجود استقرار سياسي وأمني وبيئة اقتصادية مواتية رغم أن نيجيريا أكبر منتج للنفط في أفريقيا، لكن ارتفاع أسعاره مؤخرا لم يسهم بشكل كاف في محو الآثار السلبية لتراجعها عامين بدءا من منتصف 2014.
ويبدو من بعيد أثر الاضطراب الأمني والتدخل العسكري التركي في العراق وسوريا على تحرك الليرة التركية التي تتداول قرب أدنى مستوياتها على الإطلاق، فضلا عن آثار سلبية لتخارج رؤوس أموال من الأسواق الناشئة.